أكد الهادي إدريس عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أن بلاده لن تسعى للخيار العسكري في حل قضيتي الحدود وملف المياه، لإمكانية حلهما بالعمل السلمي.
جاء ذلك خلال زيارة إدريس لولاية القضارف الحدودية المجاورة لإثيوبيا. حيث أكد أن الحفاظ على الأرض مسئولية أخلاقية ووطنية.
بينما أكد له قائد القوات المسلحة في الولاية الفريق ركن عصام محمد حسن كرار، على مقدرة القوات المسلحة على حماية كل شبر من الأراضي التي تم تحريرها.
وناقشت الحلقة الجديدة من برنامج “وراء الحدث” الذي يذاع عبر شاشتنا، قراءة في تصريحات الهادي إدريس وكيف ستؤثر عل ملفي الحدود والمياه في ظل أزمة سد النهضة.
احتمالات الحرب
بداية، قال الصحفي والمحلل السياسي، مكي مغربي، إن تصريحات الهادي إدريس كلام معقول حول وضع العلامات الحدودية بين البلدين، مؤكدا ضرورة الاتفاق بين الطرفين الإثيوبي والسوداني.
وأضاف مغربي، أن احتمالات الحرب بين البلدين واردة حتى وإن كانت الحكومتين رافضتين لها الخيار، مشيرا إلى أن هناك أطراف أخرى على الأرض هي من تقرر الحرب وذلك “على حد وصفه”.
كما أوضح مغربي أن الجيش الإثيوبي لم يعد هو اللاعب الوحيد المتفرد داخل إثيوبيا، وذلك مؤشر خطر للغاية، لا سيما وأن التاريخ أثبت أيضا أن البلدين بينهما حروبا.
ويضيف مغربي: الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن تعمل على تهدئة الأوضاع وتطالب الأطراف بلغة هادئة لخفض التوتر، ولكن ذلك كله حديث لغوي وسياسي، لأن هناك مشاكل بالفعل على الأرض، حيث تقوم الميليشيا الإثيوبية باعتداءات على إقليم الأمهرة.
تكتيك آبي أحمد
ومن جانبه أكد الصحفي المختص بالشأن الإفريقي، عبد الله ولد سيدنا، أن أجواء الحرب طاغية أكثر من أجواء السلام، وأن تصريحات الهادي إدريس حالمة، وربما بها إشارات وعلى أديس أبابا أن تلتقطها.
كما أضاف ولد سيدنا، أن الخيارات العسكرية مستبعدة فهي غير مستبعدة كما يقول إدريس، والدليل على ذلك أن هناك تصريحات موازية تؤكد جهوزية الجيش لوقف الاعتداءات الإثيوبية.
وأردف ولد سيدنا: “الإشكال الحدودي منعزل تماما عن مشكلة (سد النهضة) التي هي أعقد وأعمق بكثير، فالاشكال الحدودي غير مرئي بسبب الميليشيا التي تتنصل منها كل الأطراف”.
كما ألمح ولد سيدنا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لن يستطيع فرض معادلة السلام في هذه المنطقة ما لم يكن هناك أمر وتعهد واضح من أديس أبابا بوقف الانفلات الأمني قرب الحدود مع السودان.
وعن أزمة سد النهضة، أكد ولد سيدنا، أن إثيوبيا تماطل وتراوغ لكسب مزيد من الوقت، خاصة وأن صور الأقمار الصناعية للسد تظهر أن القطاع الأوسط تم تجفيفه استعدادا لرفع الحواجز الإسمنتية للملء الثاني، وهذا هو تكتيك آبي أحمد أن تفعل ما تريد وتقول لخصومك ما يريدون.
