منذ بداية الأزمة اللييية دخلت على الخط أطراف عدة، منها من سعى للحل، ومنها من سعى لإشعال الأزمة أكثر وأكثر حفاظا على مصالحه أو لتحقيق مكاسب جديدة.
واستضافت دول الجوار الليبي أكثر من اجتماع وقدمت أكثر من مبادرة للحل، في حين تدخلت أطراف خارجية لدعم طرف على حساب الآخر بل وقدمت الأسلحة و أموالا و مقاتلين أجانب.
وتعززت آمال التوصل لتسوية سياسية للأزمة الليبية بعد توصل المشاركون في ملتقى الحوار السياسي على آلية اختيار المجلس الرئاسي ورئيس الحكومة، وتم بالفعل فتح باب الترشح الذي سيغلق مساء غد الخميس.
الدور التركي
وفي السياق ذاته قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير هاني خلاف في برنامج (مدار الغد) إن تركيا لا تزال تلعب دورا غير مؤيد للتقارب السياسي، لأن البرلمان التركي صادق على تمديد فترة القوات التركية المتواجدة فقي غرب ليبيا لمدة 18 شهر إضافي.
وأضاف أن مصر ترحب بجهود الأمم المتحدة في التوصل إلى حل للأزمة الليبية، مشيرا إلى أن مواجهة (الميليشيات المسلحة) تتطلب معالجة مباشرة ولا بد من إدخال بعض عناصرها في “بعض” مراحل التسوية السياسية.
لا حلول
من جانبه قال أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في جامعة باريس، من باريس الدكتور نضال شقير، إن مصلحة أوروبا أن تمنع تدفق الأسلحة إلى ليبيا، مؤكدا أنه لا” توجد حلول في ليبيا” كما يرى البعض.
وأضاف الأكاديمي أن الوجود التركي في ليبيا يعرقل التوصل لحل ويهدد الأمن القومي الأوروبي، وأن أمن أوروبا في خطر، مشيرا إلى ان أوروبا تحاول أن تفعل ما بوسعها لحل هذه الأزمة.
كما أشار إلى أن هناك تغييرات استراتيجية، بعد دخول إدارة جديدة البيت لاأبيض بقيادة بايدن وبين الإدارة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، وقد تكون هناك ضغوط على أنقرة للبحث عن حلول حول هذه الأزمة.
من جانبه قال عضو ملتقي الحوار السياسي الليبي، المستشار عبد الرحمن العبار، إن لا بد من الحفاظ على موعد الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأوضح العبار أن الأطراف الليبية وصلت لقناعة بضرورة إنهاء الخلاف و”المجتمع الدولي” أدرك أهمية استقرار البلاد، مشيرا إلى أن الدول المحيطة تضررت بشكل أو بأخر. وقال الكاتب والمحلل السياسي الليبي، عز الدين عقيل، إن وقف إطلاق النار في ليبيا لا يقوم على إرادة الطرفين بل يقوم على توزان الرعب.
ويرى عز الدين عقيل، أن الجيش الليبي يخشى من التوجه غربا خوفا من مواجهة القوات التركية، وأن الميليشيات تخشى أن تتوجه شرقا خوفا من مواجهة الجيش المصري.
وبدأت ليبيا أولى خطواتها في تشكيل السلطة الانتقالية الجديدة حتى إجراء الانتخابات في ديسمبر المقبل، وفقا للأمم المتحدة.
وكانت لجان مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، أمس الثلاثاء، تلقى طلبات الترشح للمناصب السيادية، وذلك في أعقاب جولة جديدة من المحادثات في المغرب.
