محللون لـ«الغد»: واشنطن ستواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية
لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غير واضحة بشأن سياستها ووجودها العسكري في سوريا.
وكشفت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أن إدارة بايدن لديها خطة في سوريا، تتضمن الإبقاء على نحو 900 عسكري أمريكي في سوريا، لمواصلة دعم “قوات سوريا الديمقراطية”، وتقديم المشورة بدون قتال.
ونقلت المجلة عن مسؤول عسكري، أن القوات الأمريكية لم تشارك في أي قتال منذ عام، سواء في العراق أو سوريا.
وأشارت المجلة إلى أنه في خضم تعدد المصالح الأجنبية في سوريا، فإن المهمة العسكرية الأمريكية هناك لها أهداف واسعة بخلاف القتال، أبرزها يتمثل في منع الحكومة السورية من الوصول إلى حقول النفط في شمال شرق سوريا، والعمل على إعاقة إنشاء إيران ممرا جغرافيا يربط بين طهران من جهة ولبنان والبحر المتوسط من جهة أخرى.
إلا أن ثمة مخاوف من صدام أمريكي مع أي من القوات الأجنبية في سوريا، ففي العام الماضي، كان هناك توغل روسي متكرر إلى مناطق الوجود الأمريكي في شرق سوريا، وهو ما اعتبره مسؤولون أمريكيون حملة متعمدة لإخراج الجيش الأمريكي من المنطقة.
وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت القوات الأمريكية في سوريا لإطلاق نار بطائرة مسيّرة في حقل العمر النفطي شرقي سوريا.
كما تم إطلاق صواريخ على قوات أمريكية ضمن سلسلة عمليات شنّتها فصائل مدعومة من إيران ضد الأميركيين في سوريا، وهو ما يضع إدارة بايدن أمام معضلة تأمين القوات العسكرية أو معضلة الانسحاب وإفساح المجال هناك لروسيا وإيران .
قسد
بداية، قال المساعد السابق للرئيس أوباما، روجر فيسك، إن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن تقوم بمراجعة سياساتها مع بعض دول في الشرق الأوسط.
وأضاف روجر فيسك، خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد”، الذي يذاع عبر شاشتنا، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول أيضا أن تقوم باحتواء إيران عن طريق إبرام اتفاق نووي معها.
وأوضح روجر فيسك، أن واشنطن تدعم قوات سوريا الديمقراطية، وتبحث من ناحية أخرى العلاقات مع إيران، وكل هذه الملفات على رأس أولويات الرئيس جو بايدن.
خطوة مقابل خطوة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة دمشق، بسام أبو عبد الله، إن هناك دراسات وبحوث صدرت عن مراكز أمريكية تدعو بايدن للتقارب في إطار خطوة مقابل خطوة، بمعنى أن تخطو الحكومة السورية بجانب العمل مع واشنطن.
وأضاف بسام أبو عبد الله، أن المنخرطين في المسألة السورية من الخبراء الأمريكان، يرون أن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على التأثير الكبير في سوريا، وأن إمكانية ممارسة نفوذ باتت محدودة.
وأوضح بسام أبو عبد الله، أن تواجد القوات الأمريكية في سوريا مسألة خطيرة للغاية، لأن القدرة في الدفاع عنهم أصبحت صعبة، بالإضافة إلى أنهم لن يغيروا في الواقع الميداني.
مصالح مشتركة
وفي السياق، قال الأكاديمي والباحث في الشؤون الكردية، الدكتور فريد سعدون، أن السياسة الأمريكية هشة ومتذبذبة، خاصة بعد أحداث 2011، موضحا أن أمريكا تحاول الضغط على سوريا لتلبي مطالبها.
وأضاف فريد سعدون، أن الإدارة الأمريكية بدأت تتوغل في المسألة السورية وخاصة في 2014، حيث بدأت بدعم عسكري ولوجيستي لبعض الجماعات، لكنها فشلت في تأسيس هذه الجماعات، وذلك على حد قوله.
كما أوضح فريد سعدون، أن أمريكا لجأت لقوات سوريا الديمقراطية ووجدت معها ضالتها، لأنها وجدت مصالح مشتركة مع الأكراد، مشيرا إلى أن قوات سوريا استطاعت بالفعل دحر الإرهاب في سوريا.
