محللون: «مسيرة الأعلام» تعكس الوجه الحقيقي لإسرائيل
شارك آلاف من المستوطنين المتطرفين في (مسيرة الأعلام) التهويدية بالبلدة القديمة بالقدس، اليوم الأحد، فيما حذرت الفصائل الفلسطينية من أنها قد تعيد إشعال الصراع مع إسرائيل.
وأطلقت الشرطة الإسرائيلية قنابل الصوت على الفلسطينيين الذين رشقوا أفرادها بالحجارة بالقرب من المسجد الأقصى.
واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 50 فلسطينيا من بينهم نساء وأطفال، فيما أصيب نحو 137 شخصا في الضفة الغربية.
فرحة زائفة!
وقال أكرم عطا الله، الكاتب الصحفي، إن فرحة إسرائيل بتمرير (مسيرة الأعلام)، شيء يدعو للسخرية، موضحا أن ردود الفعل الإسرائيلية تشعر وكأنها تسلم باللا وعي.
وأضاف عطا الله خلال تغطية “الغد” أن دول العالم لم ولن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وتعجب عطا الله من رد فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية حيث قام نفتالي بينيت بتهنئة الإسرائيليين بنجاح مسيرة الأعلام التهويدية.
المقاومة مستمرة
من جانبه، أكد محمد الحوراني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن الشعب الفلسطيني يناضل في إطار القانون الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الحوراني أن البطل الحقيقي هو الرجل والمرأة الفلسطينية في الشارع وفي كل المناطق الفلسطينية.
وطالب الحوراني في نهاية كلمته العالم العربي بأخذ مواقف أكثر قوة ضد إسرائيل، إزاء ما تفعله بحق المقدسات والشعب الفلسطيني.
تطور خطير
وفي السياق، قال الدكتور مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، إن ما جرى في القدس المحتلة اليوم “خطير جدا” ولا يجب التقليل من شأن هذه التحركات الإسرائيلية الخطيرة.
وأضاف البرغوثي أن هذه هي المرة الأولى التي نشهد فيها مشاركة واسعة للمستوطنين المتطرفين خلال مسيرة بالأعلام، حيث شارك فيها ما لا يقل عن 30 ألف إسرائيلي، مشيرا إلى أن البطل الحقيقي هو المواطن الفلسطيني.
كما أكد أن التطرف العنصري هو من بات يقود إسرائيل، مؤكدا أن هناك تحول في تل أبيب إلى نظام فاشي، مطالبا الجميع بردود فعل تتناسب مع هذا الحدث.
الحق الفلسطيني
ومن غزة، قال طلال عوكل، الكاتب والباحث السياسي، إن إسرائيل لا ترى أن الفلسطينيين أصحاب حقوق في وطنهم، لذلك يجب التعامل مع الأمر بهذه الجدية والخطورة.
وأضاف عوكل أن الظروف الإقليمية والدولية تعطي الفلسطينيين مزيدا من مساحات تحقيق الانجازات على حساب الاحتلال الإسرائيلي.
الوجه الحقيقي للاحتلال
فيما أكد، عصمت منصور، الباحث في الشأن الإسرائيلي، أن الفلسطينيين عاشوا يوما صعبا للغاية في القدس المحتلة، حيث بلغت هذه المسيرة التهويدية ذروة لم تسبق أن بلغتها من قبل.
وأكد منصور، أن “مسيرة الأعلام” التهويدية تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال، حيث قاموا بتدنيس المقدسات، مشيرا إلى أن معظم المشاركين فيها من المستوطنين ومن جماعات متطرفة عنصرية.
وأوضح منصور أن هذه المسيرة كان هدفها هو استفزاز الفلسطينيين وذلك لإشعال حرب جديدة.
واتهم الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى الحكومة الإسرائيلية بالتصعيد عمدا قائلا “هذا يعني أن الحكومة الإسرائيلية معنية بالتصعيد وأن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تنفذ أوامر الجهات اليمينية المتطرفة لأن الحكومة القائمة مستندة على هذه الجماعات المتطرفة”.
يذكر أن حركة حماس أطلقت صواريخ على إسرائيل خلال مسيرة مماثلة العام الماضي، مما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما واستشهد ما لا يقل عن 250 فلسطينيا في غزة وقتل 13 شخصا في إسرائيل.
وأكدت الخارجية الفلسطينية، على أن خروج المقدسيين بالأعلام الفلسطينية وبشكل جماعي في شوارع وأزقة وبلدات القدس المحتلة، رغم تحويلها إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية وفي ظل عمليات القمع واسعة النطاق ضد كل من هو فلسطيني دليل قاطع على فشل دولة الاحتلال في ضم القدس وتهويدها وتوحيدها كعاصمة لها وفق الادعاء الإسرائيلي، وإثبات متواصل على سقوط أية صفة شرعية أو قانونية مزعومة للاحتلال في القدس، وتأكيد جديد على أنها جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمة لدولة فلسطين.
وشددت وزارة الخارجية، على أن ما تعرضت له القدس المحتلة ومواطنوها المقدسيون ومقدساتها هذا اليوم هو نظام فصل عنصري (ابرتهايد) بامتياز.
