أشعلت الاحتجاجات الغاضبة في لبنان، لليوم الـ4 على التوالي الأوضاع في البلاد وذلك رفضاً للأوضاع المعيشية المتردية.
ورصدت كاميرا (الغد) اليوم الأربعاء، الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون اللبنانيون جراء الأزمة الاقتصادية والإغلاق العام بسبب فيروس كورونا.
وتجددت الاحتجاجات أمام سراي الحكومة، اليوم الأربعاء، حيث حاول المحتجون اقتحام المبنى، فيما بادلتهم الشرطة بقنابل الغاز الكسيل للدموع لتفريقهم، مع انتشار عناصر الجيش الوطني.
ويقول متابعون إن 80% من المواطنين باتوا تحت خط الفقر بعدما فقدت الطبقة الوسطى قدرتها على الصمود.
الأوضاع الميدانية
وقالت مراسلتنا من بيروت، إن القوى الأمنية تريد إبعاد المحتجين عن منطقة السراي الحكومي، موضحة أنهم يتجهون إلى ساحة النور.
كما أشارت مراسلتنا إلى أن هناك 7 جرحى جراء المواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن اللبناني في طرابلس.
وقال محتجون خلال مقابلات تلفزيونية، إنهم مستاؤون من الإجراءات الحكومية التي لا تنظر أبدا إلى المواطنين، مشيرين إلى أنهم أغلقوا محالهم التجارية بعد القرارات الأخيرة للحكومة.
وأكد أخرون، أنهم غاضبون من “السلطة الفاسدة” على حد قولهم، والتي هربت نحو 800 مليار دولار للخارج، وأن الرئيس ميشال عون غير قاد على عمل أي شيء للبنانيون.
وتابعوا: الشباب اللبناني مكانه الوظائف وليس ساحات الاحتجاجات. ووجهوا تحية لكل ثوار لبنان.
جلد التماسيح
وفي السياق ذاته، قال أسعد بشارة المحلل السياسي من بيروت، إن السلطة الحاكمة في بيروت لست جلد التماسيح منذ الثورة، واعتقدت أنها ستحتوي الأوضاع الكارثية التي أوصلت البلاد إليها.
وأضاف بشارة أن لبنان أمام سيناريوهان اثنين، أولهما أما التعرض لخطر فيروس كورونا، أو التعرض لخطر الموت جوعا، وهو ما حدث مدينة طرابلس، وأن أكثر من نصف اللبنانيين يعيشون تحت خط الفقر، موضحا أن الإقفال العام لمجابهة الفيروس التاجي، لا بد أن يترافق مع برنامج للمساعدات الاقتصادية، والحكومة غير قادرة على ذلك.
وأردف بشارة”: السلطة فاسدة، ولا تسطيع السيطرة على الحدود، والآن الانفجار مجرد مقدمة فقط للتدحرج نحو خطوات أكثر تصعيدية”.
صرخات الناس
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، إن الوضع في طرابلس مرشح للتصعيد، وقد يمتد إلى مناطق أخرى، موضحا أن الأمور قد تظل على هذه الوتيرة.
وأضاف توفيق، أن القوى السياسية تعاطت مع الانتفاضة السابقة، كأنها حدث عابر، والذي حدث أن القوى السياسية اللبنانية تتجاهل صرخات الناس، مؤكدا أن هناك ما لا يقل عن 200 ألف من الفقراء أصبحوا خارج دائرة العمل.
جدير بالذكر أن رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، قال إن ما يحدث في الشارع محاولة لخطف مطالب المواطنين واستخدامها في معارك سياسية.
وأوضح دياب أنه لا يجوز تخريب مدينة طرابلس و قطع الطرقات على الناس، من أجل توجيه رسائل سياسية.
