محلل يوضح موقف القوى السياسية اللبنانية من أزمة تشكيل الحكومة

تظاهر الآلاف من الإسرائيليين، صباح اليوم الثلاثاء، وسط تل أبيب ضد خطة الإصلاح القضائي.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلي (مكان)، أن احتجاجات المعارضين لخطة التغييرات في المنظومة القضائية، انطلقت في عدة أماكن في البلاد، وستشمل محطات القطار في إطار ما يسمى بـ”يوم التشويش”.

وجاء في بيان صدر عن هيئة الاحتجاجات، أن المظاهرات ستشمل محطات القطار “هاشلوم” في تل أبيب، واللد وهرتسليا وبنيامينا، و”هشمونا” في حيفا.

وحذرت شركة قطار إسرائيل المحتجين من مغبة تجاوز الخط الأصفر على الأرصفة، ودعتهم إلى الابتعاد عن السكك الحديدية.

يخطط منظمو الاحتجاجات وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلي، لأعمال متنوعة وحازمة تهدف إلى وضع حد للإصلاح القضائي، ومن المتوقع أن تغلق الطرق في جميع أنحاء إسرائيل.

وبحسب المنظمين، فإن احتجاجات اليوم “ستبدأ أسبوعًا غير مسبوق من المقاومة المدنية، والعصيان على الإصلاح القضائي”.

ودعا قادة المعارضة الإسرائيليين إلى تصعيد الاحتجاجات، بينما يمضي الائتلاف الحكومي قدما في خططه لإلغاء بند “المعقولية”، بهدف منع إبطال قرارات الحكومة والوزراء على أساس “معقوليتها”.

ومن المتوقع التصويت على مشروع القانون، ليصبح قانونًا نهاية الشهر الجاري.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ندد أمس الإثنين بظاهرة العصيان في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقال إنه لا يمكن قبول عصيان مجموعة في الجيش للحكومة المنتخبة.

وتشهد إسرائيل احتجاجات للأسبوع الـ29، ضد ما يسمى قانون “الإصلاح القضائي” المثير للجدل، إذ انضم إلى المعترضين على القانون، مجموعات من عناصر الاحتياط والطيارين والجنود في الجيش الإسرائيلي، ما اعتبره نتنياهو تهديدًا لأمن إسرائيل.

في الوقت الذى تظاهر به عشرات آلاف الإسرائيليين في المدن الرئيسية بعد إقالة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لوزير الجيش يوآف غالانت من منصبه، وأعلن الإضراب العام في جميع أنحاء إسرائيل احتجاجا على قانون الإصلاحات القضائية، تعالت الأصوات لكبار الشخصيات الأمنية الإسرائيلية التي تهاجم نتنياهو.

في المقابل ولتخفيف الضغط ضد ائتلاف نتنياهو، ذكرت قناة “كان” العبرية، بأن رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي منحوا الضوء الأخضر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لوقف التشريعات القانونية مؤقتا، لكن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يهدد بحل الائتلاف الحكومي.

صفارات الإنذار تدوي

وقال مسؤول شعبة الاستخبارات الأسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي عاموس يدلين: رئيس الحكومة والائتلاف الذي يرأسه يمزقون الشعب.

وأوضح يدلين، أن اقالة وزير الجيش تشكل مساسا واضحا بالردع الإسرائيلي وتضاعف خطر اندلاع عاصفة خارجية كاملة بالإضافة الى الفوضى الداخلية .

وتابع :” جميع صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل، و هكذا اصبح نتنياهو أبو الإخفاق  الفاضح في عام 2023، لأن رئيس الحكومة والمتطرفون في حكومته يقومون بخطوات تفكك دولة من الداخل , اقتصادها , وأمنها , ومكانتها السياسية التقليدية في العالم”.

وزاد عاموس يدلين:” إنهم هم الفوضويون الحقيقيون وأفعالهم علينا جميعا أن نوقفها، فليس هناك كفاح أشرف من هذا”.

إسرائيل نحو الهاوية

أما وزير القضاء الإسرائيلي السابق جدعون ساعر قال “إن قرار نتنياهو إقالة وزير الجيش يوآف غالانت هو عمل جنوني، ونتنياهو مصمم على دفع إسرائيل نحو الهاوية، كل يوم يستمر نتنياهو بمنصبه يعرض إسرائيل ومستقبلها للخطر”.

‏ووصف العميد احتياط في الجيش الاسرائيلي آفي بنياهو، أن ما يحدث استهتار بالأمن الإسرائيلي من أجل اعتبارات شخصية لنتنياهو، قائلا :” ما عايشناه الليلة الماضية أسود من السواد وأسوأ ليلة في تاريخ إسرائيل، إقالة وزير الجيش في مرحلة حساسة جدًا تعني استهتارًا بأمن إسرائيل لاعتبارات شخصية وسياسية”.

إيقاف هذا الجنون

كذلك هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد نتنياهو قائلا:” الجيش والأمن في خطر ونحن في أسفل السلم”.

وقال لابيد في تغريده له عبر تويتر، إسرائيل لا تستطيع في هذا التوقيت إزاء المخاطر في كل الساحات أن تسمح لنفسها بتبديل وزير الجيش، على نتنياهو إيقاف هذا الجنون”.

ردود فعل منددة

كما و قدمت حركة “جودة الحكم” في إسرائيل، وفق ما ذكرته القناة 12 العبرية، التماسًا مؤقتاً للمحكمة العليا برفض إقالة وزير الجيش الإسرائيلي يؤاف غالانت لاعتبارات خارجية ومحظورة وضرر جسيم لأمن إسرائيل.

و كتبت يديعوت أحرنوت ، أن نتنياهو الآن بات يشكل خطر واضح وفوري لأمن الدولة، إقالة نتنياهو لجالنت تعني أنه لم يعد معنا، هو تحول من بنيامين نتنياهو إلى يائير نتنياهو، الشجرة لا تسقط بعيداً التفاحة.

واعتبر المحلل العسكري ليديعوت أحرنوت رون بن يشاي إقالة نتنياهو لوزير الجيش جالنت مس بأمن الدولة، وفقدان ثقة بقادة المؤسسة العسكرية الذين مثلهم جالنت أمام الحكومة.

كذلك أبلغ بوعز بن تسور محامي نتنياهو، بأنه لن يكون قادرًا على الاستمرار في تمثيله بالقضية 4000 إذا لم يتم إيقاف الانقلاب القضائي.

ورفضاً للتعديلات القضائية وحكومة نتنياهو، عم الإضراب العام في المطارات والموانئ والنقابات والنظام الصحي والمحامين والمصانع ورياض الأطفال والحضانات والمجمعات التجارية في إسرائيل.

قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية، نهاد أبو غوش، إن المجتمع الإسرائيلي يواصل احتجاجاته ضد الحكومة لأنه يخشى أن يسيطر اليمين المتطرف على كل إسرائيل.

وأضاف أبو غوش، في تصريحات لقناة «الغد» الإخبارية، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بات أسيرًا لحلفائه في اليمين المتطرف، مؤكدا أنه لولاهم ما وصل إلى السلطة.

كما أكد أبو غوش أن إسرائيل أمام مفترق طرق جراء هذه الاحتجاجات العارمة الغاضبة من حكومة نتنياهو.

ووصلت الاحتجاجات في إسرائيل إلى صفوف المجندين النظاميين، إذ إن هناك عشرات المجندين في الخدمة الإجبارية عبروا علنا عن رفضهم للخطة القضائية التي يقودها نتنياهو.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن مجموعة مكونة من 40 مجندًا في صفوف الجيش النظامي أعلنوا عن رفضهم لخطة حكومية تضرب استقلال القضاء بقيادة بنيامين نتنياهو.

وقالوا، في فيديو قصير، إنهم لم يقسموا أن يؤدوا الخدمة في الجيش تحت نظام غير ديمقراطي، وإنهم سيحافظون على إخلاصهم لقيم الجيش ووثيقة استقلال الدولة التي تعرّف إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية.

وفي وقت سابق من اليوم، حذر رئيس أركان جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي، الحكومة الإسرائيلية، من أن عدد جنود الاحتياط الذين حضروا لخدمة الاحتياط هذا الشهر قد انخفض بصورة قد تؤدي إلى «الإضرار بنطاق عمليات معينة»، على خلفية الاحتجاج ضد محاولة الانقلاب على القضاء.