محمد أبو مهادي يكتب: حول ما يجري في القاهرة وزيارة وفد حماس

زيارة وفد حماس، بهذا الزخم، تحمل دلالات واضحة اتجاه حسم خياراتها السياسية المستقبلية للتعاون مع مصر، في مجالات مختلفة، وأن المناورات مع قطر وتركيا تراجعت بشكل كبير لصالح الشقيقة مصر وتحالف الرباعية العربية.

حركة حماس كانت سابقاً تدرك أهمية العلاقات مع مصر، لكن بعض مراكز القرار فيها كان يلعب دوراً معطلاً باستمرار إلى أن حدثت تغيرات داخلية أعطت فرصة أكبر للقيادات الشابة من قطاع غزة، الذين في معظمهم مناضلين غير ملوثين بتجربة قيادة خالد مشعل، القيادة العسكرية جزء منها داخل السياسية هي ذات صدقية في الموقف، ويمكن الرهان على اتفاق معها يجري الالتزام به وتنفيذه.

لهذا كانت التفاهمات، وموقف السنوار الذي يحسب له، موقف وطني بامتياز، مجرد من أي حسابات أخرى، تفاهمات يجرى تنفيذها على الأرض رغم كل المعيقات التي يمارسها الأطراف المحسوبة على التيار القطري، في حماس وفي فتح، وبعض المستفيدين من الانقسام اقتصادياً.

هذه الأطراف المعطلة، في السلطة وفتح وحماس ما زالت خاضعة لسيطرة بعض القوى الإقليمية وإسرائيل، حيث إن الأخيرة لاعب أساسي في الوضع الداخلي الفلسطيني، ولا يعجبها وحدة النظام السياسي الفلسطيني.

عباس وفريقه، يدركون أن المصالحة الشاملة تعني عدة أمور، من بينها:

_ عقد اجتماع للقيادة المؤقتة بمشاركة مختلف القوى، والشروع في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها الوطني، وهذا سيقطع عليه الطريق أمام استكمال حملة الإقصاءات التي يقوم بها، كذلك يغضب إسرائيل، لأن إحياء المنظمة وتفعيلها له دلالات سياسية متعلقة بالمقاومة والسياسية.

_ المصالحة الشاملة تعني اجتماع المجلس التشريعي، وإعادة تشكيل الحكومة الفلسطينية ومنحها الثقة المطلوبة، وممارسة التشريعي لدوره كمؤسسة رقابية، وبالتالي انتظام عملية الرقابة والمساءلة، عباس لا يملك الأغلبية في التشريعي، حتّى من كتلة فتح البرلمانية، التي يعارضه منها جزء كبير، وسيطرحون ملفات كبيرة من بينها الاختلاسات في صندوق الاستثمار وإعادة تشكيل مجلس القضاء الأعلى، وغيرها من قضايا ذات أثر وضرر على اللوبي الاقتصادي الخطير الذي نما في أحشاء السلطة.

_ المصالحة الشاملة تعني أيضاً البدء في التحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية وبلدية، وفق نظام انتخابي متفق عليه، وهذه المسألة تعد كارثة كبرى بالنسبة لعباس، هو يعلم أنه لن يكون رئيس للشعب الفلسطيني مع أوّل انتخابات يجري تنظيمها.

_ المصالحة تعني وقف الانتهاكات واشاعة الحريات العامة، ولجم ممارسات أجهزة الأمن، وحينها سيقول الناس كلمتهم، عشر سنوات من القهر والاستبداد، أبرزها ما قامت به المحكمة الدستورية بحق المؤسسة التشريعية، مروراً بالاعتقالات ومصادرة الأراضي لصالح شركات احتكارية مملوكة لأبناء عباس، إلى جانب مصادرة حقوق العاملين في الوظيفة العامة، على سبيل المثال موظفي التعليم، سيتراجع دور الأجهزة الأمنية لصالح الحركات الاجتماعية المطلبية كالعمال والنقابات وغيرها، والسياسية حيث ستنشط الأحزاب وتجمعات سياسية أخرى، احتجاحاً على التنسيق الأمني واللقاءات التفاوضية وغيرها من قضايا، تشكل تهديداً على جماعات المصالح في النظام السياسي الفلسطيني.

ربما تعلن أطراف في فريق عباس بعض المواقف التصالحية، ويذهبون إلى القاهرة ويجتمعون مع حماس وجهاز المخابرات العامة، وتظن جماهير الشعب الفلسطيني أن المصالحة باتت على الأبواب، كما حصل في فترة اتفاق الشاطئ، لكن هذا لن يحدث في عهد حكم عباس، للأسباب السابقة الرئيسية، وغيرها من تفاصيل.

لم تتوفر فرصة تصالحية لعباس أفضل من فرصة مبادرة الرباعية العربية، التي رفضها مسيئاً للفلسطينيين والعرب، ومضى إلى المشاركة في جنازة المجرم شيمعون بيرس، لاسترضاء الاحتلال واللهاث وراء لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والطلب من الإدارة الأمريكية وروسيا لتنظيم لقاء يجمعه مع نتنياهو دون شروط، حيث أسقط شرط وقف الاستيطان المجمع عليه فلسطينيا.

لقد غادر عباس وإلى الأبد، مظلة الإجماع الفلسطيني والعربي، غادرها وهو على يقين أنه في حماية إسرائيل والإدارة الأمريكية، لهذا يقوم بما يقوم به بحق غزة، وبحق عشرات المواطنين الذين يعتقلهم في الضفة لمجرد موقف على صفحات التواصل الاجتماعي.

التفاؤل مطلوب، حيث إنّ بثّ الأمل في أوساط الفلسطينيين عمل مفيد، لكن هناك فرق بين إحياء الأمل وصناعة الوهم، الأخيرة تدفع الناس نحو اليأس والإحباط والاستنكاف عن أيّ فعل وطني، ربما انفجار لا تحمد عقباه.

سيخسر الفلسطينيون مقطعا آخر من الوقت، لكنهم سيدركون أيضاً ويدرك معهم كل العرب، أن عباس مراوغ ويناور لكسب الوقت لا أكثر، وهذا ما سيزيد من فرص إنفاذ التفاهمات التي جرت ما بين حماس وإصلاحي حركة فتح والأشقاء في مصر والإمارات، وسيدفع أطراف التفاهمات للبحث عن خيارات أخرى لمعالجة استبداد عباس.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]