«محمد الدرة».. الطفل الذي أصبح أيقونة «الانتفاضة الفلسطينية الثانية»

محمد الدرة.. الطفل الفلسطيني الذي اعتبر رمزاً للانتفاضة الفلسطينية الثانية «انتفاضة الأقصى»، التي اندلعت يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2000. فبعد يومين من اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرئيل شارون، باحات المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه صحفي فلسطيني في 30 سبتمبر/ أيلول 2000، مشاهد إعدام للطفل محمد الدرة (11 عاما)، الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة.

وأثار إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي للطفل الدرة، مشاعر غضب الفلسطينيين في كافة أنحاء العالم، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة قوات الاحتلال، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.

ورغم مرور 16 عاما على واحد من أبشع مشاهد العدوان الإسرائيلي، وهو مشهد إعدام الطفل الدرة في حضن والده جمال، إلا أن هذا المشهد لا يزال محفورا في ذاكرة العرب، بل والعالم بأسره.

وكان السبب الرئيسي لاندلاع «انتفاضة الأقصى»، قيام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك أرئيل شارون، بجولة في ساحات المسجد الأقصى، تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة الإسرائيلية، وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه إيهود باراك، وقال، إن «القدس ستبقى منطقة إسرائيلية»، الأمر الذي أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين في الأقصى، وجنود الاحتلال الإسرائيلي، وقتل 7 فلسطينيين وأصيب 250، كما أصيب 13 جنديا إسرائيليا في اليوم الأول للانتفاضة.

 

  • بداية ونهاية ..

مشهد إعدام الطفل الدرة، لم يكن حادثة عادية، إنما كانت صرخة سمع دويها في أركان الوطن العربي بأكمله، واهتزت لقوتها عروش الحكام العرب آنذاك. وأصبح هذا الطفل الذي لفظ أنفاسه الأخيرة وهو في حضن والده، «أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية».

البداية كانت في صباح يوم 30 سبتمبر/ أيلول 2000، عند عودة الطفل بصحبة أبيه من سوق السيارات في جنوب قطاع غزة، في وقت ضربت فيه الاحتجاجات كافة الأراضي الفلسطينية، واشتدت خلاله المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وقوات الأمن الفلسطينية، وأثناء استقلالهما لسيارة أجرة وهما في طريق العودة إلى المنزل، أوقف السيارة أحد رجال الشرطة، فنزل الأب وفي يده طفله لعبور مفترق «نيتساريم» (مستوطنة إسرائيلية جنوب قطاع غزة)، سيرا على الأقدام. في هذه اللحظة اشتد الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، فاحتمى الأب ومن ورائه طفله خلف برميل إسمنتي، فانهالت عليهما «رصاصات الجيش الإسرائيلي». بحسب رواية مجلة «التايم» الأمريكية.

محمد الدرة

وأثناء ذلك تمكن الصحفي الفلسطيني طلال أبو رحمة، من تصوير هذا المشهد، الذي ظهر فيه الأب ملوحا بيده لجنود الاحتلال كي يعلن أنه وطفله من المدنيين العزل، لكن ما هي إلا ثوان قليلة حتى اخترقت رصاصة بطن الطفل وظل ينزف إلى أن خرجت أحشائه، في مشهد لم يتجاوز الدقيقة، اهتزت له الإنسانية.

  • شهادات حية ..

سجل المصور الفلسطيني طلال أبو رحمة، شهادته على الحادث فقال، «بدا لي جليا أن إطلاق النار ناحية الطفل محمد الدرة وأبيه بشكل مركز ومتقطع باتجاه مباشر ناحية الاثنين (الأب والطفل)، وناحية مراكز قوات الأمن الفلسطينية. وكانت الطلقات التي أودت بحياة محمد الدرة وأصابت أباه، من أبراج المراقبة الإسرائيلية، لأنه المكان الوحيد الذي من الممكن إطلاق النار منه باتجاه الأب والطفل».

وكان الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، قد كتب رثاء للطفل محمد الدرة، في قصيدة طويلة بعنوان «محمد»، قال في موضع منها، «يعشعش في حضن والده طائرا خائفا.. من جحيم السماء.. احمني يا ربي.. من الطيران إلى فوق! إن جناحي صغير على الريح.. والضوء أسود.. محمد يريد الرجوع إلى البيت.. من دون دراجة.. أو قميص جديد.. يريد الذهاب إلى المقعد المدرسي إلى دفتر الصرف والنحو، خذني.. إلى بيتنا يا أبي.. كي أعد دروسي.. وأكمل عمري رويدا رويدا.. على شاطئ البحر.. تحت النخيل».

  • حضور رغم الغياب ..

قال الكاتب الصحفي يسري فودة، إن صورة عمران دقنيش، الطفل الذي أخرجته طواقم الإسعاف من تحت ركام بيتم المهدم في حي القاطرجي بحلب جراء قصفه بالطيران نهاية أغسطس/ آب الماضي، موجز أنباء سوريا في السنوات الخمس الماضية، مضيفا، أن «هذه الصورة مثلها مثل صورة الطفل الفلسطيني محمد الدرة، التي لخصت الانتفاضة الفلسطينية الثانية».

 

وقال فودة في مقال نشره موقع «دويتشه فيله» الألماني، تحت عنوان «تسريحة شعره التي أفسدتها طائرة حربية»، إنها أقرب إلى صرخة تلقي بمأساة سوريا إلى مقاعد العرب الوثيرة في القاعات الفخمة المكيفة، مضيفا، أن الأصل في الإعلام هو «الإعلام» بالمعنى القاموسي للكلمة، فإذا تعذر «الإعلام» إلا عن طريق «جرح» مشاعر البعض، فلابد من الانتصار للأصل.

وتابع، أنه لم يكن مستغربا أن تتهدج أصوات المذيعين والمذيعات وهم يقدمون اللقطات، مضيفا، أن هذه الصورة تقفز مباشرة إلى مصاف تلك الصور التي تدرس في تاريخ الصحافة، مثلها مثل صورة طفلة فيتنام، التي لولاها لما انقلب الرأي العام على الإدارة الأمريكية، ومثلها مثل صورة الجندي العراقي المتفحم داخل دبابته، التي لولاها لما التفت العالم إلى أثر استخدام اليورانيوم المنضب في حرب الخليج.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]