أعادت قضية اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة إلى الأذهان مشهد استشهاد الطفل محمد الدرة عام 2000 أمام أعين أبيه الذي عجز عن حمايته من رصاص الاحتلال.
لم يفرق الاحتلال بين امرأة ورجل، طفل أو شاب، مُسن أو رضيع، فرصاصه الجندي الغاشم ما زالت تحصد أرواح الجميع دون رحمة.
قبل نحو 22 عامًا، وبالتحديد 30 سبتمبر عام 2000، اهتز العالم أجمع لاستشهاد الطفل محمد الدرة الذي كان يبلغ من العمر حينذاك 12 عامًا، إذ كان رفقة أبية جمال الدرة يحتميان خلف «برميل» إسمنتي، من وابل الرصاص الذي أمطر سماء القدس آنذاك، محتضنًا والده مرتجفًا من فرط الترويع وسط توسلات ودموع الأب المكلوم.
واخترق الرصاص صدر الدرة الابن، وفقًا لمقطع فيديو وثقته عدسة المصور الفرنسى شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2.
وكانت قضية استشهاد الدرة الأكثر فظاظة، وأدانت دول العالم حينذاك الحادث الذي وصف بـ «الأبشع إنسانيًا».
محمد الدرة عام 2000 …
شيرين أبو عاقلة عام 2022 …الوجه الإجرامي للاحتلال هو هو ..لم يتغير.
برغم كل محاولات تجميل وجهه القبيح من قبل حكومات وأنظمة وهيئات وأفراد في عالمنا العربي المختطف. pic.twitter.com/d94kccEIar— الأحداث الفلسطينية (@pal_123p) May 11, 2022
وعادت صورة الشهيد الدرة لترافق أحدث ضحايا الاحتلال، الصحفية شيرين أو عاقلة، التي استشهدت اليوم الأربعاء.
وتبادل المغردون على موقع تويتر وسم #محمد_الدرة الذي أعاده إلى الصدارة خبر استشهاد الصحفية الفلسطينية.
الله يرحمهم ويغفر لهم
— ميشو الحلوه (@MBR9876541) May 11, 2022
وملثما أتت الرياح بما لا تشتهي سفن إسرائيل في قضية الدرة التي وثقتها عدسات المصورين والصحفيين، فضحت الكاميرات أيضًا الاحتلال وكشفت ألاعيبه في استهداف الصحفيين والطواقم الإعلامية، ووثقت لحظات استشهاد شيرين أبو عاقلة لتنسف السيناريوهات الإسرائيلية لقلب الحقائق.
وأججت قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة الرأي العام الفلسطيني والعربي والغربي في آن واحد، وطالب الجميع بفتح تحقيق عاجل لكشف المتورطين في الحادث وتقديمهم للمحكمة الدولية.