قال الأديب الليبي محمد النعاس، الفائز بجائزة البوكر للرواية العربية لعام 2022، إن تجربة كتابة رواية “خبز على طاولة الخال ميلاد”، جاءت تأثرا بما يتردد داخل مدونة السرد الشفاهية الليبية حول التعريف المثالي للرجل.
وأضاف في لقاء مع قناة الغد، إن هناك مدونة سردية شفاهية في ليبيا تعطي عدة مظاهر للرجل المثالي بصورته كمحارب أو مسيطر، وأضاف أن ذلك يشمل تعريفا وحيدا للرجل وصورته، وفقا لما تفرضه قواعد المجتمع.
وأوضح قائلا “الرواية تعرض صورة خارج هذا الإطار”.
وقال الروائي الليبي محمد النعاس إن روايته تسلط الضوء على قضايا قوانين الأسرة في ليبيا. وأضاف أنه رغم أن هذه القضايا قد تكون محلية لكنها تحمل أبعادا عالمية.
أما عن تجربة كتابة روايته الأولى “خبز على طاولة الخال ميلاد” خلال فترة الحجر الصحي بسبب كورونا، يقول النعاس إنه في زمن الأزمات دائما ما يبحث الإنسان عن خلاص لروحه ولعقله حتى ينجو من الجنون، وتابع “حتى قبل هذه الرواية فإن فعل الكتابة نفسه أنقذني”.
وأضاف “حين أتي عام 2020 وأتت معه الكورونا والحرب في طرابلس كان الوضع قاس نفسيًا بالنسبة لي وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة كانت الرواية هي الملجأ من كل هذه الزوبعة التي تحدث من حولي”.
وأردف “الفوز بالجائزة شرف لي لأن الإنسان يطمح أن يرفع اسم بلده في أي مجال يعمل به، فرغم سعادتي بقيمة الجائزة المادية إلا أن الربح الحقيقي هو لليبيا، الأدب الليبي والإنسان الليبي وكل ما هو ليبي يحتاج أن يفرح، والجائزة تضمن لي الاستمرار بالكتابة بسبب قيمتها المادية وتضمن لي تنفيذ مشاريع أدبية أخطط لها وأعمل عليها”.
وفي رسالة وجهها للشعب الليبي قال إن هناك ضوء في آخر النفق، وتابع “بلادنا تمر بمرحلة صعبة جدا من تاريخها، لكنها ليست أول مرحلة صعبة تمر بها، مررنا بسنوات طويلة وعقود طويلة من الظلام ودائما ما ننجو.. فقط علينا التشبث بالأمل وأن نعمل من أجل ليبيا”.
وواصل قائلا “أتمنى أن يحن الإنسان الليبي على الإنسان الليبي، فليس له سوى أخيه وجاره”.
واختتم مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على رواية جديدة تحكي عن ليبيا في فترة المملكة الليبية المتحدة عام 1951 وحتى ليبيا عام 2010 تتناول الرواية عدة شخصيات، أما الشخصية الرئيسية فهي عن شخصية مخرج عاد إلى الوطن ويواجه مشاكل مع المجتمع المحيط الذي رفضه.
