محمد حجازي يكتب: أي مستقبل ينتظر الشباب في قطاع غزة

محمد حجازي

 

 

خمسة أيام فقط  من بدء الحراك الشبابي “بدنا نعيش” كانت كفيلة بفقدان الأمل للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة، الأحداث التي شهدها القطاع أعادت الذاكرة لأحداث حزيران  عام 2007  حين حدث الانقلاب، سال الدم في شوارع القطاع  في مشهد مأساوي، وكأن التاريخ يعيد نفسه في صورة ملهاة عتيقة أفقدت الشباب الغزي الأمل للخروج من مصيبة الواقع الردئ.  14 آذار 2019 لا يختلف كثيرا عن 15 آذار عام 2011، الصورة ذاتها و العنف ذاته و المحقق ذاته، مع فارق بسيط ولكنه عميق في دلالاته، الشباب أصبحوا أكبر سنا و أكثر نضجا و إدراكا للواقع، كما أن البؤس والفقر أصبحا أشد مرارة.

قطاع غزة ذلك الشريط الضيق بمساحة 365 كيلومترا مربعا، يعيش حوالي مليون وتسعمائة ألف فلسطيني في ظروف صعبة منذ عام 2017 عام الانقسام الفلسطيني، ويقع تحت سيطرة حركة حماس، أكثر من نصف المجتمع، هم من الشباب والشابات، نسبة كبيرة منهم يحملون شهادات جامعية، نسبة البطالة في إطار الشباب الخريجين تقترب من مئة بالمئة حيث يوجد 170 ألف خريج عاطلين عن العمل في ظل واقع مرير، ماذا تبقى لهم؟.. لا عمل ولا مستقبل فمعظمهم يتطلع إلى حلم الهجرة، وهي مكلفة جدا، رغم وجود العديد من الشباب الذي استطاع الهروب من الجحيم نحو المنافي عرضة للغرق والنصب والاحتيال من قبل مافيات الهجرة، يدرس في الجامعات الفلسطينية حوالي 84 ألف طالب وطالبة أي مستقبل ينتظرهم في ظل بقاء الوضع على حالة، يضاف إلى مشاكل الشباب البيئة الاجتماعية القاسية، وهناك العديد من المشكلات الاجتماعية تولدت عبر سنين الانقسام والذي ترك شرخا بين عائلات الفصائل الفلسطينية وفي داخل العائلة الواحدة بفعل التجاذب السياسي، ومنها بدون أدنى شك مشاكل الكهرباء وتلوث المياه ومشاكل الصرف الصحي إضافة إلى الحروب الثلاثة التي خاضتها إسرائيل ضد القطاع و الدمار الهائل الذي حدث .

عدم إنجاز المصالحة وتراجع فرصها جعل الشباب يعيشون بقلق على مستقبلهم، حتى شعروا بفقدان الأمل، فما كان لهم إلاَ التعبير عن رأيهم، فخرجوا غاضبين في ساحات و شوارع القطاع من رفح حتى بيت حانون، في مشهد وجداني كبير، كانت صرخة من أجل لقمة العيش، من أجل توفير فرصة عمل، من أجل تكوين أسرة، من أجل الكرامة، و لكنهم قمعوا، عذبوا واعتقلوا. انتشرت الصور والفيديوهات المؤلمة، وظهر القمع بصورة بشعة ومؤلمة، خسرت حركة حماس كثيرا وانقلبت الصورة التي حاولت تغييرها، كان من الممكن السماح للشباب للتعبير عن وجعهم ومشكلاتهم بدون كل هذا القمع، خاصة وأن الحراك لم يطرح مطالب سياسية، بل كانت مطلبية تمس واقعهم الرديء، كان من الممكن أن تنجح حماس بالاختبار من خلال استيعاب الحراك الشبابي الذي كان بدون أجندة سياسية واضحة.

عندما قال نتنياهو في اجتماع لحزب الليكود بحسب “جورزاليم بوست”  الاسرائيلية يوم 18 آذار الحالي ، “ينبغي على من يعارض قيام دولة فلسطينية أن يدعم خيار تحويل الأموال لغزة للإبقاء على الانفصال بين الضفة والقطاع وللحيلولة دون إنشاء دولة فلسطينية ” يجب أن نفهم نحن الفلسطينيون حقيقة الأهداف الإسرائيلية، ومن المفترض أن نواجه هذه السياسة بسياسة مضادة تتلخص بوحدة الفلسطينيين كجماعة سياسية واحدة من خلال انهاء الانقسام وبناء نظام سياسي  فلسطيني تعددي، وبناء مؤسسات قوية موحدة, الحديث عن مفاوضات التهدئة وادخال المال القطري ودعم مالي “مئة دولار” لبعض العائلات ومشاريع بطالة محدودة العدد لا تحل مشاكل القطاع، والدرس الهام الذي خبره الفلسطينيون هو: ان لا سبيل لحل مشاكل القطاع إلا اذا كان جزءا كاملا من الموازنة العامة للسلطة، حيث يتم حل جميع المشاكل بشكل أفضل بكثير، إلى جانب توظيف الشباب ومشاريع إعمار القطاع ، وهذا سيعكس نفسه على باقي مناحي الحياة.

و بحسب “واي نت” العبرية أوردت خبرا مفاده أن رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي “أفيف كوخافي” وجه تعليماته للجيش الاسرائيلي يأن يستعد لثلاثة خيارات للتعامل مع قطاع غزة كان قد حددها الكابنت الاسرائيلي، وهي: شن حرب واسعة في الصيف المقبل، أو التوصل لتهدئة بين حماس و إسرائيل، أو مسار اقتصادي بديل للحرب. من الواضح ومن خلال قراءة هذا الخبر أن دولة الاحتلال لديها سيناريوهات جاهزة للتعامل مع حركة حماس، وكل خيار له محدداته وخططه، ولكن في المقابل وهذا السؤال لقيادة حركة حماس، ماذا لو فشلت التهدئة أي بقاء القطاع على حالة ماهي الخيارات عند قيادة حماس، ذلك لأنه من غير المعقول أن يستمر الوضع على حاله، ولكن باعتقادي أن الخيار السهل و المتوفر والأقل كلفة لحركة حماس ولحركة فتح ولقيادة السلطة هو الذهاب لإنهاء الانقسام.

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]