محمد حجازي يكتب: ضم الأغوار وأراض في الضفة الغربية ملف مفتوح على أجندة نتنياهو – غانتس

تحالف نتنياهو غانتس الغريب والمفاجئ لكل المراقبين،  فتح الباب للحديث عن ضم سياسي وإداري وظيفي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وغور الأردن، رغم الاختلاف بين الطرفين.

كانت رؤية غانتس تتلخص في الانفصال عن الفلسطينيين،  وإعادة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية،  حتى تتمكن السلطة من تحمل مسؤولياتها على القطاع لحل مشاكله كافة، وإغلاق ملف ساخن، طابعه بدرجة أساسية إنساني إغاثي، رؤية غانتس هذه تستند إلى العديد من الدراسات الإسرائيلية البحثة التي تهدف لحماية إسرائيل من الخطر الديمغرافي.

وبدوره نتنياهو حرص منذ قدومه للسلطة في إسرائيل على تنفيذ الوعد التوراتي، الذي يستند إلى الاستيطان وضم الأراضي، وبالنسبة لقطاع غزة سياسته كانت فصل القطاع عن الضفة الفلسطينية وعن القضية الفلسطينية لمنع إنشاء دولة فلسطينية، قال ذلك في أكثر من تصريح، لقاء الرجلين نتج عن اتفاق سياسي لتشكيل ائتلاف حكومي  في إسرائيل.

الجانب المتعلق بالفلسطينيين يتلخص في: التسليم برأي وسياسة نتنياهو مع قطاع غزة، تهدئة وصفقة تبادل مع بعض المساعدات لحركة حماس للحفاظ على الهدوء، وبالنسبة للضفة الغربية ومنطقة الأغوار، نتنياهو أراد وهذا أصل  برنامجه السياسي،  ضم الأغوار وأراض في الضفة الغربية، يبدو أن هذه كانت معضلة في الاتفاق بين الطرفين الذي نص على تأجيل البحث  في هذه القضية وتجاوز هذا الموضوع لصالح التحالف بين الرجلين،  إلى الاول من تموز يوليو المقبل، بشرط أن يعرض الأمر على الحكومة والكنيست للمصادقة عليه، وهنا في فرق بين أن يعرض الأمر وبين أن ينفذ قرار الضم للأغوار وأراض في الضفة الغربية كما روج بعض وسائل الإعلام المحلية وبعض السياسيين.

ويبدو أن غانتس كان قد أخذ وعدًا من الرئيس الأمريكي  ترامب راعي الاتفاق بين الرجلين على تأجيل الضم لصالح  تشكيل الحكومة الإسرائيلية المشتركة، بل أكثر من ذلك عندما قال إن إدارته تعارض إقدام الحكومة الإسرائيلية على ضم مناطق في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار،  ومراسل صحيفة معاريف العبرية في نيويورك شلومو شامير كان قد أشار إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك  بومبيو إلى إسرائيل في وقت لاحق من الأسبوع الحالي تأتي لنقل الموقف الأمريكي حول مسألة الضم، علما بأن تصريح الرئيس الأمريكي يأتي بعد تصريح السفير الأمريكي فريدمان الذي قال إن إدارته لن تعارض ضم الأغوار ومناطق في الضفة الغربية .

إلى جانب كل هذا صرّح المرشح الديمقراطي آل غور للرئاسة الأمريكية القادمة بأنه سيستأنف إرسال المساعدات الأمريكية للفلسطينيين التي قطعها الرئيس ترامب، وبأنه سيكون ضد سياسة ضم الأراضي،  من خلال كل هذه المواقف، ما الخيارات والحدود المتاحة للفلسطينيين في هذه المرحلة الصعبة؟

يأتي في مقدمة ذلك وقف التفكير بوهم بفكرة عقد مفاوضات أو سلام مع اليمين المتطرف في إسرائيل، كما قال الصديق حسن عصفور  في مقاله الذي ناقش فيه مذكرات  باراك رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق  إبان  فترة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأيضا   الاستمرار في الذهاب للمؤسسات الدولية  “الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها” على الأقل لضمان  بقاء القضية الفلسطينية  في السياسة الدولية ولمحاولة معاقبة إسرائيل في المحافل الدولية.

هذا كله يحتاج منا جميعا لسياسة واقعية تستند إلى ما هو ممكن في هذه المرحلة وما هو غير ممكن، إلى  جانب محاولة الاستفادة قدر المستطاع من وجود اختلاف مهما كان ضئيلا بين نتنياهو وغانتس من جهة،  والإدارة الأمريكية مع عدم المراهنة على ذلك والاستفادة من التجارب السابقة في هذا المجال، ولكن وحتى تكون المقاومة الفلسطينية  لسياسة الضم، وجب على القيادة الفلسطينية أن تتوجه على الأقل في هذه المرحلة إلى لملمة وتقوية فصائل منظمة التحرير، خاصة بعد تعذر إنجاز إنهاء الانقسام لتقوية دور منظمة التحرير، ولتأسيس نشاط سياسي ميداني على الأرض لمقاومة الاستيطان وضم الأراضي، إلى جانب رسم سياسة معقولة مع حركة حماس والتوافق ما  أمكن على القضايا التي تخدم الناس العاديين مثل ملف الشؤون الاجتماعية،  الخاسر الأكبر هم الفئات المهمشة والفقيرة.

خيارات الفلسطينيين وإن كانت محدودة ولكن لدينا جماهير شعبنا في الشتات والداخل، لذلك تأسيس نمط من العلاقات الفصائلية الداخلية قد يعطينا أملا في تأسيس عمل جماهيري مقاوم لصد سياسة نتنياهو – غانتس العدوانية .

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]