محمد حجازي يكتب: هناك صوت آخر لغزة

محمد حجازي

 

بدون أدنى شك أن القضية الفلسطينية أمام مفترق طرق، في ظل أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية وأزمة المشروع الوطني.. ليس فقط بفعل ممارسات العدو الإسرائيلي، بل بفعل تحديات من داخل الحالة الفلسطينية، طرحت الخصوصية الوطنية الفلسطينية نفسها بقوة كرد فعل على الهجمة الاستعمارية الكولونيالية على أرض فلسطين التاريخية، وبرزت بقوة عند انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة. قطاع غزة كان له إسهامات كبيرة في إطلاق فكرة النضال الوطني الفلسطيني، مع التركيز على الخصوصية الفلسطينية في الصراع مع العدو الإسرائيلي، حيث أن أصحاب هذه الفكرة هم من قادوا النضال الوطني لأكثر من ثلاثة عقود، حيث حدثت الكثير من الانجازات، كبروز التمثيل السياسي للفلسطينيين من خلال منظمة التحرير الفلسطينية.

سلوك قيادة حركة حماس، ومعها بعض الفصائل الفلسطينية في الفترة الأخيرة، وهو بالطبع سلوك اتسمت به الحركة منذ عام 2007 عام سيطرتها على قطاع غزة، أعطى انطباعا واقتناعا لدى الكثيرين من أبناء شعبنا بأن الحركة خطت لنفسها مسارا مختلفا، وتحالفات من نفس البعد الأيديولوجي أو تحالفات ذات بعد استخدامي، سمح هذا المسار وخاصة لدى دولة إيران بأن يصبح قطاع غزة مجرد ورقة في جيب العمائم. التهديد المستمر لقادة إيران بالضرب بأذرعها ليس بجديد. تصرف قادة حماس الأخير يؤشر إلى أي مدى وصلت العلاقة “الاستخدامية” مع إيران، الدور التمثيلي السياسي الذي تقوم به حماس في علاقاتها الخارجية يتم تصويره، على أن حماس هي ممثل للفلسطينيين في قطاع غزة، وعند البعض يتجاوز الأمر قطاع غزة، ويؤشر إلى أي مدى تم إضعاف التمثيل السياسي الفلسطيني، بحيث أن بعض تحالفات حركة حماس الإخوانية باتت تقدم الحركة على منظمة التحرير الفلسطينية، ولم تعد هذه الدول تتعامل مع الشعب الفلسطيني “بالجملة” بل “بالمفرق”.

ولكن الصورة في قطاع غزة مختلفة كثيرا، فبالرغم من كل ما جرى للقطاع من دمار وإفقار، حيث بلغت نسبة البطالة مستوى غير مسبوق، وخاصة في إطار الشباب، فهناك في قطاع غزة حوالي 180 ألف خريج جامعي أو أكثر عاطل عن العمل. في انطلاقة حركة فتح 55 خرج مئات الآلاف للمشاركة في إحياء الذكرى، وكأن المشاركين يدافعون عن  وطنيتهم وهويتهم الفلسطينية في مواجهة هويات مختلفة، فهناك صوت، وهو يعبر عن الأغلبية، يرى في قطاع غزة جزءا لا يتجزأ من هوية وطنية فلسطينية جامعة، عندما يقول نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية في أكثر من مكان إنه يسمح بإرسال الأموال القطرية إلى قطاع غزة، لتعزيز فصل القطاع عن الضفة الغربية ولمنع إنشاء دولة فلسطينية، لإخراج 2 مليون فلسطيني من الصراع ومن معادلة الخطر الديمغرافي، له بالطبع أهدافه الاستراتيجية، وفي مقدمة ذلك ضرب التمثيل السياسي للفلسطينيين وتقسيمهم إلى جماعات متفرقة، أنشأت حماس كيانية مشوهة خاصة بها في قطاع غزة، وهي تسعى لإبرام تهدئة مع الاحتلال الاسرائيلي، ظنا منها أنها ومن خلالها ستعزز حكمها في القطاع من خلال تدفق المشاريع والمساعدات ضمن حسابات سياسية إسرائيلية، ولكنه تناسى أن الفلسطينيين لا يمكن أن يقبلوا إخراج القطاع من معادلة الصراع، ليتفرغ الاحتلال من بعدها لمصادرة المزيد من الأراضي وبناء المستوطنات في مدينة القدس والضفة الغربية، إلى جانب ضم منطقة الأغوار والمنطقة ج في الضفة الغربية من خلال سياسة الضم التدريجي المنظم للأراضي الفلسطينية، إن الصراع الحقيقي هو في مدينة القدس وفي الضفة الغربية، صراع ضد الاستيطان وسياسة هدم المنازل وجرائم الاحتلال اليومية ضد شعبنا.

رغم تراجع القضية الفلسطينية في محيطها العربي والدولي، إلا أن عوامل نهوض القضية مازالت متوفرة، رغم كل الذي حدث ويحدث من ظلم الأشقاء أحيانا، عوامل التغيير متوفرة لأن هناك جيل جديد من الفلسطينيين .الذي قاد الثورات في العالم العربي هم الشباب، بالرغم من أن ثورتهم لم تستكمل بعد، إلا أنهم أعطوا دروسا في النضال ضد الاستبداد والظلم، درس الشباب العربي لن يكون بعيدا عن الشباب الفلسطينيين وهم يرون فشل تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية رغم انجازاتها، إلى جانب مأزق تجربة الحكم في قطاع غزة، والصور الاستعراضية لبعض قيادات العمل الوطني أصبحت باهتة ومؤذية لمشاعر الفلسطينيين.

هناك صوت مختلف في قطاع غزة ضد الظلم، وضد محاولة عزل القطاع عن القضية الفلسطينية، وضد تغيير هوية وثقافة شعبنا الغزي، صوت آخر ضد تهدئة تفضي إلى غيجاد كيان خاص في القطاع لحركة حماس، ضد المشفى الأمريكي في شمال قطاع غزة، صوت يدعو للتعقل ولوحدة الفلسطينيين.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]