محمد رمضان يستعين بالبلطجة لترويج «الأسطورة»  

«ثقة فى الله نجاح» جملة تتردد كثيرا على لسان الممثل محمد رمضان، لكن هذا لم يمنع عنه سهام الانتقادات التي انهالت على مسلسله «الأسطورة»، ودارت في فلك وقوعه في فخ المبالغة والأداء التمثيلي المتكلف شكلا وموضوعا.

وبين اختيار النجم المثير للجدل الظهور بشخصيتين إحداهما تمثل البراءة، وأخري تمثل البلطجة، ومواجهته باتهامات عن إشاعة روح البلطجة في المجتمع، ظهرت شخصية ناصر الدسوقي، خريج كلية الحقوق الحاصل على امتياز طوال سنوات الدراسة الأربعة، ومنعته سمعة أخيه رفاعي، وظرفه الاجتماعى المحاط بالجريمة من كل جانب من  الالتحاق بالنيابة، مستعينا بباروكة لم يتم إحكام صنعتها، التي لم تكن أولي خطايا المسلسل، بحسب بعض المشاهدين الذين دونوا تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

أراد صانعو المسلسل أن يظهر خريج الحقوق المتفوق، طيب القلب، رومانسيا، لم يقس عليه الزمن بعد، فينبغي أن يكون مسكينا أو بتعبير دارج «غلبان»، وقد بالغوا فى رسم الشخصية فظهرت على هذا النحو الساخر، وهو ما يدل على فقر الخيال، بل وبـُعد المؤلف وفريق العمل عن أرض الواقع أيضا، فلم يعد في زمننا شخصيات على هذا النحو.

وعود زائفة

ومؤخرا، كان محمد رمضان تعهد أن يتخلى عن أدوار البلطجة بعدما قدم «عبده موتة» و«الألماني» و«قلب الأسد»، وظل يبرر أنه ممثل الشعب، وأنه يجسد الواقع الذى لا يراه سواه.

سـرّب رمضان أنه نجم الترسو، والتقطتها بعض الكتابات الصحفية في مقالات عن عبقرية الشاب الأسمر، دون أن ينتبهوا إلى المعادلة التجارية الناجحة التى اعترف بها، وهي أنه يمتلك «سر الخلطة»، وهو ما قيل صراحة في فيديو دعائي للأسطورة جاء فيه (المهنة مش أونطة ومعانا سر الخلطة)، بينما نسي هؤلاء أن المسلسلات التركية والهندية استطاعت أن ترفع من نسبة الإقبال على السياحة في تركيا والهند، لتركيزها على مشاهد سياحية جميلة في تركيا والهند، بحسب ما رصد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

نشر الإيجابيات في الاعﻻم والمسلسلات مش تعرضوا الأسطورة ارحمونا كفايه عرض سلبيات كل اعﻻمي عايز يتشهر بعرض سلبيات #افكار_ترجع_السياحه_في_مصر

— ibrahim_assy (@Assy85Yahoo) June 22, 2016

اعترف رمضان فى برنامج تليفزيوني قبيل شهر رمضان، أنه يريد أن يجسد شخصيات الـ90 مليون مصري، وأنه قرر تغيير مسار ما يقدمه على شاشات السينما والتليفزيون، في شبه اعتذار عن أدوار البلطجة التى قدمها على الشاشات واختزل نفسه فيها، وأثارت الجدل بين جمهور العشوائيات التى يدعي رمضان أنه يجسد آلامهم وتخوفاتهم وفق فهمه المحدود، فى محاولة لكسب ود الجمهور قبل عرض مسلسل الأسطورة في رمضان 2016، ووعد جمهوره أن ينتظر المسلسل ليشهد الفارق الذى يبدو أنه اختلط على الفنان، بعدما رأى الجمهور أن المسلسل يدور فى فلك البلطجة والمخدرات أيضا، وذلك في الوقت الذي دعا فيه الرئيس المصري قبل أسابيع إلى الامتناع عن تصوير أفلام سينمائية تشوه سكان العشوائيات.

دراما المفارقة فى حياة محمد رمضان

محمد رمضان الذي كتب على صفحته في موسوعة ويكيبيديا أنه «حصل على جائزة أحسن موهوب على مستوي الجمهورية ثلاث مرات متتالية، وهو الأمر الذي لم يحدث مع أي ممثل آخر»!! لم ينجح في سد ثغرات داخل عمله الفني، منها المشهد الذي نال سخرية لاذعة في مشهد قتل رفاعي الدسوقي الذى يقتل بطريقة ملفتة في حلقات المسلسل الأولي، فيصير صاحب أكبر طلقة فى تاريخ الدراما المصرية بسبب المبالغة التى تم بها تناول استهداف رفاعي، بالإضافة إلى طريقة حركة رفاعى الدسوقي الكاريكاتورية طوال الحلقات التي ظهر بها، ما  دفع بعض الشباب إلى إنتاج فيديوهات ساخرة من هذا المشهد.

استطرد رمضان على صفحته على ويكيبيديا بإشادة الفنان العالمي عمر الشريف بأن رمضان هو من سيكمل مسيرة الشريف في مسيرته الفنية؟! ما يطرح تساؤلا عن اللغات والوعي الفني الذي يملكه رمضان ليكمل مسيرة الشريف!!

جسّـد محمد رمضان أدورا صغيرة مميزة في يداياته، منها دوره في مسلسل السندريلا،  وفي فيلم «احكي يا شهرزاد»، وفيلم الخروج من القاهرة، إلى أن تصدر صفوف النجوم الأولى، لكن هذا لم يمنعه من تجسيد أدوار كثيرة عن كيف يهرب أبناء مجتمع العشوائيات من فقرهم بتجارة المخدرات والبلطجة أحيانا، وتمر الأيام ويشارك رمضان نفسه فى حملة الإقلاع عن المخدرات، وكان على الجمهور أن يستوعب المفارقة، أيصدق «قلب الأسد» تاجر المخدرات أم الرياضي صاحب الإرادة القوية في الإعلان؟

يمتلك محمد رمضان بديهة حاضرة للرد الساخر، وهو ما يظهر فى محاولة استغلاله للسخرية من مسلسل «الأسطورة» وتوظيفها لصالحه عبر التفاعل معها، والبرهنة على نجاح المسلسل، لكن يبدو أنه لم يدرك أن سخرية المصريين من المسلسل لا تعنى نجاحه.

من اللافت للنظر أيضا نشاط الصفحة الشخصية للفنان الشاب على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعى، وجذب الانتباه حول مسلسل الأسطورة وصناعة بروباجندا حول مدى نجاحه، مستعينا في بعض المواقف بتقديم نفسه كضحية لأعداء النجاح، في الوقت الذي تبنى فيه البعض الآخر حملات مقاطعة للمسلسل، فهل انعكست هذه الأدوار على حياة محمد رمضان، فحاول أن يتوحد معها ليصنع مجدا جديدا؟.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ما الجديد أو المختلف الذي قدمه محمد رمضان فى مسلسل الأسطورة عن عبده موتة أو الألماني أو قلب الأسد أو غيرها من الأدوار التى وعد جمهور الأسطورة به؟