محمد كعوش يكتب : القمة العربية.. في السياسة كل شيء ممكن !!

يشير الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد كعوش، إلى التساؤل  الذي يطرحه كثيرون: لماذا القمة العربية الآن، ولماذا في الأردن؟ ويرى الكاتب أن  مجرد التوافق العربي على عقد القمة في الأردن، وفي هذه المرحلة بالذات، أكان في البحر الميت أو على قمة جبل، هو مكسب كبير يعبر عن الثقة بأمن واستقرار هذا البلد، بعدما ضاقت بها الأمكنة.

 
أما بالنسبة الى التوقيت، كما يقول “كعوش” ، فإن عقد القمة في هذه المرحلة المتدهورة، والتي لم تصل الى قاع الهاوية بعد، حاجة عربية او ضرورة عربية لأنقاذ ما يمكن انقاذه بالحوار والتشاور، لأن الأمة كلها تمر باسوأ مرحلة في التاريخ العربي والأسلامي. والكل يعرف أن الأمور صعبة معقدة، متشابكة خيوطها ومليئة بالعقد والشوك والألغام، ولكن ليس هناك ما يمنع المحاولة أو بذل الجهود الممكنة المتوفرة لايجاد أرضية مشتركة لبحث اعادة ترتيب البيت العربي بعد عاصفة «الربيع العربي» التي اصبحت كارثة الفصول الأربعة، وعلى مدار السنة.

 

 

ويؤكد الكاتب، في مقاله المنشور بصحيفة الرأي الأردنية، أن المملكة تمتلك شبكة عربية واقليمية ودولية من العلاقات تسمح لها بلعب هذا الدور في هذه المرحلة الملتهبة، وأن القيادة الأردنية بذلت وتبذل جهودا استثنائية لانقاذ ما يمكن انقاذه من التوافق العربي، والدبلوماسية الأردنية تملك حرية الحركة أكثر من الأطراف العربية والاقليمية والدولية المتورطة في الصراع الدائر في أكثر من بلد عربي.

 

 

 

ويصل الكاتب إلى القول، إن الواقع العربي الراهن، في اسوأ حال، وقد يحتاج الأمر الى معجزة، ولكن يحتاج أولا الى محاولة وجهد وتعب، كي لا نوقف هذا التدهور المتواصل، وقد تكون القمة المتواصلة، وفي الأردن بالذات، هي الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، وقد حان الوقت لاستعادة الوعي والنهوض من حالة الغيبوبة.. حتى لو كانت في المكان الأكثر انخفاضا في العالم.

 

 

 

 

نص المقال :

 

يتساءل كثيرون: لماذا القمة العربية الآن، ولماذا في الأردن؟ بالنسبة للمكان، كلنا نعرف ان القمة العربية ستعقد في البحر الميت، وقد كتب الكثيرون عن جغرافية المكان الأكثر انخفاضا عن مستوى البحر، واستخدموا قياس هذا الأنخفاض على النتائج المتوقعة أو المشتهاة.

 

 

ولكن ليس المكان هو الأهم في هذه المسألة المصيرية، لأن مجرد التوافق العربي على عقد القمة في الأردن، وفي هذه المرحلة بالذات، أكان في البحر الميت أو على قمة جبل، هو مكسب كبير يعبر عن الثقة بأمن واستقرار هذا البلد، بعدما ضاقت بها الأمكنة، ويحمل الكثير من معاني التقدير للأردن قيادة وشعبا وحكومة، وهو بالتالي اعتراف عربي اقليمي دولي بالدور المحوري الريادي في المنطقة، الذي هو ثمرة السياسة الحكيمة المتوازنة التي تجمع مابين الرغبة الشعبية وارادة ورؤية وقرار القيادة.

 

اما بالنسبة الى التوقيت، قد يكون عقد المؤتمر في هذه المرحلة المتدهورة، والتي لم تصل الى قاع الهاوية بعد، حاجة عربية او ضرورة عربية لأنقاذ ما يمكن انقاذه بالحوار والتشاور، لأن الأمة كلها تمر باسوأ مرحلة في التاريخ العربي والأسلامي.

 

الحقيقة اننا لا نزرع الأوهام ولا نوزعها، ولم ولن نبالغ بالتفاؤل، فالكل يعرف أن الأمور صعبة معقدة، متشابكة خيوطها ومليئة بالعقد والشوك والألغام، ولكن ليس هناك ما يمنع المحاولة أو بذل الجهود الممكنة المتوفرة لايجاد ارضية مشتركة لبحث اعادة ترتيب البيت العربي بعد عاصفة «الربيع العربي» التي اصبحت كارثة الفصول الأربعة، وعلى مدار السنة.

 

يملك الأردن شبكة عربية واقليمية ودولية من العلاقات تسمح له بلعب هذا الدور في هذه المرحلة الملتهبة، وقد نشط الحراك الدبلوماسي الأردني بقيادة الملك عبدالله الثاني قبل القمة وسينشط خلالها أكثر وعلى كافة المستويات والجهات، لأعتقادنا بأن في السياسة كل شيء ممكن، خصوصا في هذه المرحلة الضاغطة التي تتغير فيها التحالفات والمصالح بسرعة تفرضها الضرورة.

 

القيادة الأردنية بذلت وتبذل جهودا استثنائية لانقاذ ما يمكن انقاذه من التوافق العربي، والدبلوماسية الأردنية تملك حرية الحركة اكثر من الأطراف العربية والاقليمية والدولية المتورطة في الصراع الدائر في اكثر من بلد عربي، وهو الواقع الذي افقد جامعة الدول العربية قدرتها على الحراك ولعب الدور المطلوب لأطفاء الحرائق، ووقف القتال، وترميم العلاقات العربية–العربية، وعدم ترك الساحة العربية ملعبا اقليميا ودوليا، لأن الطبيعة ترفض الفراغ، وهو الفراغ الذي دفع بأطراف اقليمية ودولية للتهافت على أشغال هذا الفراغ، بشكل يسمح لها، بل يمنحها الحق، باعادة صياغة مستقبل البلاد العربية حسب أهدافها ومصالحها.

 

وعقد القمة في الأردن يشكل فرصة، لا نقتنصها، بل يفرضها الواقع، لاطلاع القادة العرب على حقيقة العبء الثقيل الذي يحمله الأردن نتيجة طوفان النزوح، وملامسة مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية عن قرب، وادراك حجم المسؤولية التي تحملها رغم قلة الموارد، والضغوط التي يواجهها بسبب استمرار تدفق اللاجئين.

وهناك قضية مهمة وفي غاية الخطورة وتتعلق بالمصالح العليا للاردن، سيتم طرحها امام القادة العرب في قمة البحر الميت، وهي الرفض الأسرائيلي لحل الدولتين، وهو موقف معلن يهدد قضية الشعب الفلسطيني ويتنكر لحقه في تقرير مصيره، خصوصا بعد موقف واشنطن الأخير الذي وضع اسرائيل فوق القانون وفوق الشبهات، عبر سحب تقرير الأسكوا حول الفصل العنصري الذي تمارسه اسرائيل، اضافة الى منع بحث انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني، وتلويح واشنطن بالانسحاب من المنظمة المختصة التابعة للامم المتحدة.

اخيرا نقول إن الواقع العربي الراهن، في اسوأ حال، وقد يحتاج الأمر الى معجزة، ولكن يحتاج أولا الى محاولة وجهد وتعب، كي لا نوقف هذا التدهور المتواصل، وقد تكون القمة المتواصلة، وفي الأردن بالذات، هي الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح، لأن الواقع بتطوراته وتصاعده يفرض كل جهد وسعي ومحاولة، خصوصا أن الخسارة ستطال الجميع، وتهدد أمن واستقرار واقتصاد كل الدول العربية، وقد حان الوقت لاستعادة الوعي والنهوض من حالة الغيبوبة.. حتى لو كانت في المكان الأكثر انخفاضا في العالم.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]