محمد كعوش يكتب: عندما يتغير العالم في غياب العرب

يكشف الكاتب والمحلل السياسي الأردني، محمد كعوش، غياب العرب عن ساحة الأحداث الدولية، التي تدير حاليا إعادة ترسيم النفوذ والحدود، وأن العرب خارج «لعبة الكبار»،  بتعزيز المصالح في الأسواق الاستهلاكية، وميدانها دول العالم الثالث، ليصبح العالم العربي في دائرة الوصاية، وعلى هامش «أجندة  المتغيرات»، حيث يلعب  البنك الدولي «القاتل الإقتصادي» دورا أمريكيا مشبوها.

وقال “كعوش” في مقاله المنشور بصحيفة الرأي الأردنية، إن الخطوة الاولى في النهج الاميركي متعدد المراحل، تبدأ بدورالبنك الدولي ، أو من خلال “القاتل الاقتصادي” الذي يمثل دور مندوب احدى الشركات الأمريكية  المعنية ، والذي يقوم باغواء وتشجيع قادة الدول النامية وجذبها الى فخ المساعدات والقروض .. وأن فشل مهمة ” القاتل الاقتصادي ” في بغداد ، ورفض القيادة العراقية السابقة لعقد مثل هذا الاتفاق ، هو سبب غزو العراق واحتلاله واسقاط النظام، وأن اشعال الحرب متعددة الجنسيات في سوريا ، سببها أن سوريا كانت الدولة الوحيدة المكتفية ذاتيا ، وغير مديونة ، والان ، عندما تنتهي الحرب ستنضم الى الى جانب العراق ، في مقدمة الدول المديونة

ويخلص الكاتب إلى القول، إذا  فشل القاتل الاقتصادي في مهمته، تلجأ واشنطن إلى استخدام خطط أخرى، فيتم تكليف فرق الاغتيال، ومهمتها اغتيال قادة الدول التي ترفض العروض الأمريكية، كما حدث مع رئيس الـكوادور جيم رلدس الذي قتل باحتراق طائرته ، ورئيس بنما عمر توريجس الذي تحطمت طائرته في الجو.. وإذا فشلت الاغتيالات  تأتي مرحلة نشر الفوضى والعنف. 

 

نص المقال :

انتهى العرس الاقتصادي العالمي في هانغتشو الصينية ، وتفرق الكبار، بعد بيان ختامي مقتضب، انكر أو تجاهل ، هموم الشعوب الفقيرة ، وكرس انتهاء الصراع بين الرأسمالية والشيوعية ، ليبدا الصراع بين الدول الصناعية الكبرى حول تعزيز المصالح في الاسواق الاستهلاكية ، وميدانها دول العالم الثالث.

الصين طالبت بتامين الاسواق المفتوحة ، لأن بكين تريد الدخول ، كمنافس رئيس ، الى كل الاسواق في العالم بلا عقبات أوعراقيل ، ودون وجود اي مقدار من الحماية للصناعات الوطنية في الدول الاخرى. اما واشنطن ، فقد طلبت توسيع التجارة الحرة لتكريس دورها الاقتصادي المميز، كدولة قائد في زمن العولمة ، وقوة اقتصادية كبرى في ظل النظام العالمي الجديد ، الذي انفردت بقيادته والهيمنة على اقتصاديات وثروات الدول النامية لعقود من الزمن ، وهو الحلم الاميركي الذي الذي تحول الى مشروع كوني يهدف الى اخضاع الدول الاخرى اقتصاديا من اجل ابتزازها سياسيا باسم المساعدات والقروض.

المشروع الاميركي ، كان وما زال ، بناء امبراطورية عالمية من خلال مشروع كوني يخدم المصالح الاميركية ويزيد من دخل ومكاسب الشركات الاميركية الكبرى ، والشركات متعددة الجنسيات ، التي تنسق وترتبط بشكل ما مع المؤسسات الامنية الاميركية ، وفي مقدمتها وكالة الامن القومي ، أو التعاون مع البنك الدولي ، وهي الحقائق التي نشرها جون بيركنز في كتابه « اعترافات قاتل اقتصادي «.

يروي بيركنز ، الذي لعب دور قاتل اقتصادي حقيقي ، أن الشركات الكبرى ( البنوك والنفط والسلاح وشركات البناء والمقاولات والسيارات والصناعات الكبرى ) تفرض سلطتها على الادارة السياسية في الولايات المتحدة ، كما تتحكم بالمؤسسات الاعلامية ، أو تملكها بالكامل.

والخطوة الاولى في النهج الاميركي متعدد المراحل ، تبدأ بدورالبنك الدولي ، أو من خلال ” القاتل الاقتصادي ” الذي يمثل دور مندوب احدى الشركات الاميركية المعنية ، والذي يقوم باغواء وتشجيع قادة الدول النامية وجذبها الى فخ المساعدات والقروض ، وتكليف الشركات الاميركية بتنفيذ المشاريع في الدول المقترضة ( طرق سريعة ، مطارات ، موانيء ، محطات كهرباء ، ووسائل اتصال ) من أجل اعادة اموال القروض والمساعدات الى بنوك الولايات المتحدة ، وتحويل الدول المقترضة الى رهائن.

هناك مهمة أكبر واخطر ، وهي مهمة اقناع الدول المنتجة للنفط بشراء سندات خزينة ، أو استثمار اموال النفط في الولايات المتحدة لضمان عودة الاموال الى البنوك والشركات الاميركية أيضا ، وربط اقتصاد الدول المنتجة بالاقتصاد الاميركي. ويذكر بيركنز ان فشل مهمة ” القاتل الاقتصادي ” في بغداد ، ورفض القيادة العراقية السابقة لعقد مثل هذا الاتفاق ، هو سبب غزو العراق واحتلاله واسقاط النظام. وانا اعتقد ان اشعال الحرب متعددة الجنسيات في سوريا ، سببها أن سوريا كانت الدولة الوحيدة المكتفية ذاتيا ، وغير مديونة ، والان ، عندما تنتهي الحرب ستنضم الى الى جانب العراق ، في مقدمة الدول المديونة.

وعندما يفشل القاتل الاقتصادي في مهمته في بلد ما ، تلجأ واشنطن الى استخدام خطط اخرى ، فيتم تكليف فرق الاغتيال، ولقبها «أبناء آوى» ومهمتها اغتيال قادة الدول التي ترفض العروض الاميركية ، كما حدث مع رئيس الاكوادور جيم رلدس الذي قتل باحتراق طائرته ، ورئيس بنما عمر توريجس الذي تحطمت طائرته في الجو.

وفي حال فشلت مهمة ابناء آوى ، تأتي مرحلة نشر الفوضى والعنف ، عبر ارسال وكلاء لشراء الذمم ، وتحريك المعارضة اليمينية ، وتحريض قادةد نقابات وجمعيات ، وهو السناريو الذي نفذه كيرمت روزفلت في إيران لإفشال ثورة مصدّق، واعادة شاه ايران الى الحكم ، واعتقد أنه السيناريو الذي استخدم في عملية اسقاط رئيسة البرازيل ديلما روسيف، ويستخدم اليوم لاسقاط رئيس فنزويلا مادورو، وربما اسقاط انظمة اخرى في اميركا اللاتينية.

وإذا فشلت فرق الاغتيال في تنفيذ مهماتها ، هناك الحل الاخير ، وهوالغزو العسكري كما حدث في افغانستان والعراق ، أو بدرجة اقل ، تتمثل بتدبيرانقلاب عسكري بدعم اميركي ، ولا استبعد صحة الاتهمات التركية لواشنطن ، لأن الدور الاميركي في المنطقة يشوبه الغموض ، وربما لسبب ما ، هناك مشاركة او موافقة ، او على الاقل قبول أميركي لمحاولة الانقلاب على اردوغان ، لسبب اميركي خاص ، أو لأن لاردوغان مشروعه الاقليمي العثماني دون موافقة اميركية.

 

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]