رؤية السياسي الليبي، دكتور محمود جبريل، عن الوضع الراهن في ليبيا، والتوقعات القائمة للمشهد في المستقبل، وصراع القوى المحلية والدولية، على النفوذ والوصاية.. تبقى رؤية تستند إلى خبرة ومعايشة «جبريل» للواقع الليبي، قبل وبعد ثورة 17 فبراير/شباط 2011 ، باعتباره أول رئيس للحكومة الليبية بعد الثورة «الحكومة الانتقالية»،وكان عضوا في المجلس الوطني الليبي لتحرير ليبيا منذ 5 مارس/ آذار 2011 و أمين مجلس التخطيط الوطني السابق، ومدير مجلس التطوير الاقتصادي سابقا، بالإضافة لكونه رئيس تحالف القوي الوطنية، وأمين عام جمعية «الأفق القادم »
ويرى الدكتور محمود جبريل، أن حل الأزمة الليبية، يكمن بأن تجلس الأطراف الليبية ويجدوا حلا بعيدا عن التدخلات الخارجية، لأن الوضع في البلاد لا يحتمل، والحوار يجب أن يشمل قادة التشكيلات المسلحة والكيانات السياسية والقيادات المجتمعية والأطراف المؤثرة على الأرض، فالمجتمع الدولي له مصالح متناقضة في ليبيا، وهو لايستطيع أن يحل الأزمة الليبية لأنه لا يمثل مصلحة واحدة تجاه ليبيا .
ويطرح جبريل رؤيته، بأن القضية دولت بنسبة أكثر من 85 %، ولا بد من عودة القضية إلى إطار ليبي، فالمواطن الآن لم يعد يسمع لأحد بل يسمع لهمومه فقط ويريد حلولا حقيقية تخرجه من مأساته.
ويؤكد «جبريل» أن ليبيا مقبلة على تطورات ليست بسيطة وعلى الليبيين اليقظة والحل بالحوار، فحل القضية يكون بمشروع يرضي جميع الأطراف، ويجب تقديم بديل للميليشيات يوفر الأمن من منظور واقعي، وإيجاد حكومة تحكم وتجمع السلاح وتقيم جيشا وتخدم المواطن.
وبشأن التحرك الدولي بشأن الأزمة الليبية خلال الفترة الأخيرة، يرى رئيس تحالف القوى الوطنية ورئيس الوزراء الليبي الأسبق، أن الكل يتصارع لحل الأزمة الليبية لمحاولة الإدعاء بملكية الملف الليبي للمساومة مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
الصراع في ليبيا، من وجهة نظر «جبريل»، ليس أيديولوجيا، وإنما صراع على المال، ومن هنا فإن أي حل في ليبيا يجب أن ينطلق من الاقتصاد، وأن هذا المنطلق لحل الأزمة الليبية سيكون طريقا لـ«الأمن المفقود» خاصة وأن الوضع الاقتصادي والأمني في ليبيا يعتبر «الأسوأ حاليا»، كما أن جزءاً كبيرا من الأزمة السياسية في ليبيا تكمن في أن الليبيين لا يتحدثون إلى بعضهم البعض، وكذلك لا يستمعون إلى بعضهم البعض، أنهم يستمعون فقط للآخرين عن مواطنيهم.
ولا يخفي السياسي الليبي، مأسوية الوضع في ليبيا عقب ثورة فبراير 2011 التي اعتبرها «انتفاضة» وليست ثورة، انطلقت بشكل عفوى لتعبر عن رفض واقع مُزرٍ واستُغلت استغلالاً بشعاً لتمكين الإسلام السياسى في المنطقة، وقد تحولت ليبيا إلى حاضنة للإرهاب ومخزن كبير للسلاح تجاوز الـ30 مليون قطعة .. وهو يرى أن ، تدخل حلف «الناتو» في بلاده خلال الثورة، جاء لتصفية حسابات مع القذافي، نظرا لان هذا الأخير كانت له عداوات كثيرة.
وتستضيف شاشة «الغد»، الدكتور محمود جبريل، رئيس التحالف الشعبي الليبي، في «لقاء خاص»، يوم الخميس في تمام الساعة 10:05 مساء بتوقيت القاهرة.
واللقاء يجيب عن كل ما يدور في ليبيا، عن حالة اللا دولة، ورؤية بناء الدولة، والاقتصاد، والميليشيات المسلحة غير الشرعية.
