صافح رئيس السلطة اللفلسطينية محمود عباس، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو الجمعة في جنازة رئيس إسرائيل السابق شمعون بيريز في القدس في لقاء علني يندر حدوثه بين الرجلين.
ونشر المتحدث باسم نتنياهو مقطع فيديو على موقع تويتر، يقول فيه عباس وهو يصافح نتانياهو باللغة الإنجليزية «من الجيد رؤيتك، مضى وقت طويل» بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره.
ويعود آخر اجتماع مهم وعلني بينهما إلى العام 2010، رغم تقارير غير مؤكدة عن لقاءات سرية بعدها.
وعبر عباس الأربعاء عن عن أسفه وحزنه لوفاة بيريز، قائلا: إنه كان شريكا في صنع سلام الشجعان مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وكانت حركة “حماس” والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد طالبتا مساء أمس الخميس، الرئيس الفلسطيني بعدم حضور جنازة بيريز اليوم الجمعة.
واعتبرت حماس في بيان صحفي لها، أن مثل هذه الخطوة “ستوفر غطاء للأطراف الأخرى للهرولة السياسية وتشجيعا لها على التطبيع مع الاحتلال عدا عن آثارها الكارثية على صعيد العمل الوطني الفلسطيني”.
ونددت حماس بإرسال عباس برقية تعزية بوفاة بيريز، معتبرة ذلك “استخفافاً بدماء الشهداء ومعاناة شعبنا الفلسطيني”.
من جهتها، قالت الجبهة الشعبية إن مشاركة عباس وأي قيادات فلسطينية أخرى في جنازة بيريز “استمرار لوهن التأثير في المجتمع الإسرائيلي واستمرار في الرهان على ذات النهج والطريق الذي أنتج اتفاقيات أوسلو”.
وتوفي بيريز، حائز جائزة نوبل للسلام لدوره في التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، عن 93 عاما فجر الأربعاء، بعد أسبوعين من اصابته بجلطة دماغية.
وشمعون بيريز ليس سوى أحد السفاحين، الذي جعل من الشرق الأوسط منطقة للقتل والحقد بحق المدنيين الأبرياء، إنه منظومة فكر ونسق من القيم المعادية للبشرية، جمع بين مكر الشيطان، ولدغة العقرب، وجرائم النازيين “السوداء”.
يعرف بيريز بأنه مهندس البرنامج النووي الإسرائيلي، لكنه اكتسب شهرته الدولية بعد اتفاقية أوسلو، التي وقعتها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية عقب سلسلة من المفاوضات السرية شهدتها العاصمة النرويجية أوسلو عام 1993، ومن مفارقات القدر العبثية، أنه حصل على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات.