المشهد اللبناني أصبح «عبثيا وسيرياليا» واللامعقول فيه تجاوز الحدود، بحسب تقديرات الدوائر السياسية في بيروت، فالأطراف والقوى السياسية والطائفية، تدرك المخاطر والأزمات التي تهب على لبنان وتهدد مستقبل الدولة، والكل يحذر..والكل يحمّل الأطراف الأخرى المسؤولية، حتى رئيس الدولة نفسه ـ ميشال عون ـ وزَّع أمس الإثنين، «الخسائر السياسية» على «الثنائي الشيعي» وفريق «رؤساء الحكومات» والرئيس المكلف «مصطفى أديب».
الرئيس اللبناني: رايحين على جهنم
وداخل المشهد السياسي الكل ينتظر تنفيذ المبادرة الفرنسية.. وفي نفس الوقت لا يتقدم أحد لدعم ومساندة مبادرة الرئيس ماكرون..ويبدو لاأحد يستطيع أن يتحمل مسؤولية ما يمكن ان تصل اليه الأوضاع، لاسيما أن الرئيس ميشال عون قال بصريح العبارة «إننا رايحين على جهنم إذا لم تنفذ المبادرة الفرنسية»!!
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة «اللواء» اللبنانية، هناك انتظار حتى يقوم الجانب الفرنسي بمسعاه وكي يعيد الفرقاء السياسيون حساباتهم، ووحده رئيس الحكومة المكلف «مصطفى أديب» يعرف ما اذا كان سائرا الى الاعتذار أو التأليف.
وتشير المعلومات إلى أن مصطفى أديب ليس بصدد الاعتذار على الأقل في المرحلة الحالية، بانتظار ما ستسفر عنه الجهود الفرنسية، وان مهلة التشكيل قد تمتد الى نهاية الشهر الحالي.
ترنح المبادرة الفرنسية
وأصبح التساؤل الكبير دون إجابة شافية قاطعة: من المسؤول عن الوضع الراهن حتى أصبح «الضياع سيد الموقف»، وفي لحظة سياسية بالغة التعقيد، بتشابك «المصالح الطائفية والشخصية» الداخلية، المتصلة بالطوائف والشخصيات مع المصالح الإقليمية والدولية المتضاربة؟!.
بات واضحا، انسداد مخارج الحل أمام تشكيل الحكومة التي دخلت أسبوعها الثالث دون أن تلوح أي مؤشرات بإمكانية إحداث خرق ولو بسيط في الجدار المسدود، بحسب تعبير المحلل السياسي اللبناني، عمر البردان، وأن الأمور وصلت منعطفاً حاسماً لا يمكن التكهن بنتائجه إذا ما فشل مصطفى أديب في إنجاز مهمته، وبالتالي فإن الخيارات باتت تضيق أمام انحسار فرص التسوية، بعد ترنح المبادرة الفرنسية التي تحاول باريس إنعاشها بمزيد من الأوكسجين، من خلال العمل على إطالة أمدها وقتاً أكثر ، على أمل المساهمة في إقناع المعرقلين بإزالة اعتراضاتهم، ما يسمح بتأليف الحكومة في وقت قريب، تفادياً للأسوأ.
الثنائي الشيعي لن يتنازل عن «حقيبة المالية»
ويتردد في بيروت، أن زعيم حركة أمل الشيعية، رئيس مجلس النواب،نبيه بري، أكد لزواره، أن الثنائي الشيعي ابلغ الرئيس الفرنسي ماكرون انه مستعد لتزويد الرئيس المكلف بعشرة أسماء من الطائفة الشيعية لتولي حقيبة المالية وليختر منهم واحداً..وذكرت المصادر المتابعة، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، أن نبيه بري اقترح على الرئيس ماكرون ايضا خلال اتصاله به مؤخراً تسمية أحد أعضاء فريقه الخاص بالأزمة اللبنانية لتولي حقيبة المالية، وهو اقتصادي لبناني – فرنسي من آل شمس الدين.
الاعتذار عن تشكيل الحكومة لن يحل المشكلة
وتعتقد المصادر أنه إذا لم تحدث مفاجأة غير متوقعة، من المستبعد الخروج من ازمة التشكيل الطويلة، مستبعدة أن يعتذر الرئيس المكلف مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة كما يردد البعض، لأن العقدة ليست عنده وإنما عند حزب الله تحديدا وبالتالي فإن الاعتذار عن التشكيل لن يحل المشكلة بل سيفاقمها.
