تجمع عدد من القادة الأوروبيين الجمعة الماضية لمناقشة عدد من التحديات التي تواجه القارة الأوروبية بأسرها بعد قرار بريطانيا بترك الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الشهير، مما فرض على الساحة عددا من المستجدات، وسط القلق المتزايد من الاعتماد الأمني لأوروبا على الولايات المتحدة بدرجة كبيرة.
وبحسب ما ورد في صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية، لم يجد القادة الأوروبيون رؤية محددة لأوروبا دون بريطانيا، وسط اختلافهم حول طريقة الحفاظ على الاتحاد من المزيد من الانحدار.
ولكن شهد الاجتماع اتفاقا حول حاجه أوروبا إلى المزيد من التنسيق العسكري، بعد الهجوم الشديد الذي شنه عليها كل من الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري دونالد ترامب بسبب قلة إنفاقها على الدفاع.
وتضمنت المقترحات فكرة فرنسية ألمانية بإنشاء مقر عسكري أوروبي مركزي في بروكسل، وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أثناء دخوله المحادثات «ليعلم الجميع أنه إذا اختارت الولايات المتحدة الانسحاب، يجب على أوروبا أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها».
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين بعد الاجتماع الذي استمر يوماً، «نحن في أوروبا نواجه وضعاً حرجاً بعد الاستفتاء في بريطانيا»، وقالت إن الزعماء اتفقوا على وضع خطة للإصلاح بحلول شهر مارس/آذار من العام المقبل.
بينما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي بعد انتهاء الاجتماع: «أنا لن أتبع نصاً لأظهر أننا جميعاً متحدون»، وكتب على تويتر إن القمة أنجزت «القليل جداً»، وأضاف: «بدون تغيير السياسات في قضايا الاقتصاد والهجرة، تخاطر أوروبا بالكثير».
يذكر أن الإنفاق العسكري بمعظم دول الاتحاد الأوروبي يقع دون المستويات المطلوبة في حلف الناتو، وباستثناء الولايات المتحدة، لا تصل إلى هذه المستويات سوى 4 دول فقط في الحلف، فضلاً عن أن الولايات المتحدة تنفق أكثر من ضعف ما تنفقه الدول الأخرى مجتمعة.
وحذر زعماء الاتحاد الأوروبي من أنه في حال فشل الاتحاد في ضمان الأمن لمواطنيه، فقد ينهار بسرعة، خاصة بعد فيضان المهاجرين الذي تعرضت له اوروبا بسبب الأحداث الدائرة في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من تعدد الآراء، يمكن أن يكون التعاون الدفاعي من المشاريع الأقل خلافاً بالنسبة لمستقبل أوروبا، لاسيما مع الالتزامات الأميركية تجاه الأمن الأوروبي والتي أصبحت موضع تساؤل.
فقد قال ترامب إنه لن يلتزم تلقائياً بالدفاع عن دول حلف الناتو، ولكنه سيدرس أولاً ماذا فعلت تلك الدول للدفاع عن نفسها. وفي ذات السياق، شجعت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، مثل أوباما، الدول الأوروبية على تعزيز الإنفاق الدفاعي ولكنها قالت إنها ستلتزم تماماً باتفاقات الولايات المتحدة الدفاعية.
