أزمة بوزارة الدفاع الإسرائيلية عجلت بالإعلان عن ملامح تشكيل الحكومة المرتقب، ملوحا باستبعاد وزير الدفاع موشيه يعلون، وتعيين الزعيم اليميني، ووزير الخارجية سابقا أفيجدرو ليبرمان، وسط انتقادات شديدة من أطراف متعددة في الداخل والخارج.
وتصاعدت الأزمة بين الدفاع ونتنياهو على أثر تصريحات أدلى بها نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية يائير جولان في ذكرى الهولوكوست شبه فيها المناخ في إسرائيل بذلك الذي شاع في ألمانيا إبان عهد النازي، وهي التصريحات التي وصفها نتنياهو بأنها «شائنة، وتلحق الضرر بإسرائيل وتقلل من شأن الهولوكوست»، فيما شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يعلون على حرية ضباط الجيش في الإدلاء بما يروه من تصريحات وهو ما اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي تحريضا على حكومته، ما دفعه للإطاحة به، وسط انباء أخرى بأن الهدف الأول هو إفساح الطريق لليبرمان.
«الإسرائيليون هم من سيتحملون القرار المتهور لرئيس وزرائهم بتعيين أفيجادرو ليبرمان وزيرا للدفاع» هكذا اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أنه لا يوجد قرار أخطر من القرار الذي يلوح نتنياهو باستخدامه مؤكدة أنها المرة الثانية منذ انتخابه الذي يخير فيها بين الوحدة الصهيونية واليمين المتطرف ويختار فيها نتنياهو اليمين المتطرف لتكوين تحالف متطرف، يهدف إلى استمرار الاحتلال وبناء المستوطنات، ويضطهد العرب ويقوض الديمقراطية الإسرائيلية
وينظر حزب البيتنا الإسرائيلي الذي ينتمي إليه ليبرمان إلى عرب إسرائيل بأنهم مصدر إزعاج، كما يصف ممثليهم في الكنيسيت بـ «الخونة»، وينادي بسياسة دفاعية عدوانية، وإعادة احتلال قطاع غزة والتخلص من حكومة حماس في القطاع، وتدمير السلطة الفلسطينية اقتصاديا، وهي الأطراف التي يعتبرها أسباب في الهجمات على الإسرائيليين.
وفي الأيام الأخيرة الماضية، دافع ليبرمان عن الجندي الإسرائيلي إيلور عزريا، المتهم بإطلاق الرصاص على رأس جريح فلسطيني كان ملقى على الأرض، حيث طالب بالإفراج عنه وإسقاط تهمة القتل.
على الرغم من المخاوف المتصاعدة من تصرفات ليبرمان العدائية، إلا أن تلك التصرفات لم تظهر عندما كان متوليا حقيبة وزارة الخارجية، إلا أنها قدرته على تدمير الدولة ستتضاعف حينما يكون مسؤولا عن الجيش ويتولى آلة الاحتلال وسط إمكانيات غير محدودة لإثارة الازمات، وقدرته على إنهاء التعاون الامني مع السلطة الفلسطينية.
ووجهت موجة من الانتقادات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي من جانب مجموعات أخرى تمثل اليمين في إسرائيل ومن جانب هيئة كبار ضباط الجيش المساندين ليعلون
وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن «ليبرمان يحاول تقوية تحالفه الهش، ففي البداية حاول التحالف مع الاتحاد الوسطي الصهيوني بقيادة اسحق هرتسوغ، ثم غير وجهته إلى إلى ليبرمان وحزبه اليميني الاكثر تطرفا»
وقالت تقارير إسرائيلية أن هناك عدة وساطات من بينها رئيس الوزراء البريطاني سابقا توني بلير، لإدماج هرتسوغ إلى تحالف نتنياهو ليبرمان» فيما قال زعيم الاتحاد الصهيوني الوسطي، أن نتنياهو أمام «اختيار تاريخي»، إما أن يختار استمرار الحروب وسقوط الضحايا مع ليبرمان، أو اختيار طريق الأمل لكل المواطنين الإسرائيليين.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن اتحاد اليمين بقيادة ليبرمان، سوف يمنح الفرصة لليسار للاتحاد من جديد، لتظهر كبديل قوي للسياسة اليمينية.
ليبرمان له تصريحات شديدة التطرف كان على رأسها تهديداته تفجير السد العالي وإغرق بحيرة ناصر والمناطق المحاذية لها بالمياه، فيما أعلمت مصر إسرائيل أن مندوبها لن يلتقي بليبرمان عند استلامه مهام وزارة الخارجية حتى يعود عن أقواله، فيما تتردد الانباء عن لقاءات سريه مع اليميني المتطرف في القاهرة بين الحين والآخر.
