مخاوف في بريطانيا على حرية التعبير بسبب قمع حملة «ليس ملكي»
بعد أن أطلقت السلطات حملة قمع ضد المحتجين الذين كانوا يحملون لافتات “ليس ملكي” و”ألغوا الملكية” في المملكة المتحدة، ظهرت مخاوف قوية على حرية التعبير في أعقاب وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وبينما ينعي البريطانيون فقدان الملكة، ويتجول الملك الجديد، تشارلز الثالث في أنحاء مملكته، انتشرت حملة واسعة لمحتجين يحملون لافتات مؤيدة للجمهورية ومطالبة بإلغاء للملكية.
وأصبحت الاحتجاجات السلمية محور نقاش في الشارع البريطاني، بعد قيام الشرطة في إدنبرة وأكسفورد بشن حملة اعتقالات ضد المناهضين للملكية.
ورداً على حملة القمع، ظهرت لافتات فارغة وأوراق بيضاء في احتجاجات جديدة حيث أثيرت مخاوف بشأن سلوك الشرطة وأي انتهاك محتمل للحق الإنساني الأساسي في حرية التعبير.
وبينما كان أحد هؤلاء المتظاهرين، ويدعي بول باولسلاند، يحمل ورقة بيضاء في ساحة البرلمان، اقترب منه ضابط شرطة واستجوبه بشأن ما كان ينوي الكتابة عليها.
وقال المتظاهر لقناة ايه.بي.سي التلفزيونية: “أعتقد أن قيمنا الخاصة بحرية التعبير ثمينة، إن لم تكن أغلى من الملكية.. وبالتأكيد كانت موجودة لفترة أطول من هذا الفرع من الملكية”.
وأضاف المتظاهر: “لقد شاهدت مقطع فيديو لشخص يحمل لافتة تقول: “ليس ملكي”، وسمعت عن متظاهرين آخرين اعتقلتهم الشرطة أو احتجزتهم، وكنت قلقًا حقًا من أنه في هذه اللحظة الكبيرة من الحداد الوطني ربما تم سحق الآراء المعارضة للنظام الملكي من قبل الشرطة “.
ومن جانبها، دافعت شرطة العاصمة لندن بالقول، إن أحد المتظاهرين الذي كان يحمل لافتة “ليس ملكي” قد تم إبعاده عن السياج الخاص بالبرلمان من أجل تسهيل عملية دخول وخروج السيارات عبر البوابات، وليس بهدف قمع حريته في التعبير.
وقال أحد المتظاهرين ويدعى جودي: “أعتقد أننا في وضع صعب في هذا البلد، الآن لدينا الكثير لنكافح من أجله.. الناس يعانون من الجوع.. وسيواجه الناس زيادة في فواتيرهم هذا الشتاء، فضلا عن تداعيات أزمة المناخ.. ورغم ذلك يستطيع الناس رفع أصواتهم.. إنه أمر مروع”.
وقال آخر: “أنا هنا ردا على قمع الشرطة خلال الأيام القليلة الماضية للمتظاهرين الذين يحتجون سلميا على النظام الملكي”.
وكان في الحشد أيضا متظاهرون يرفعون لافتات كتب عليها: “الجمهورية الآن” و”جمهوريتنا من أجل مستقبل ديمقراطي”.
واعترفت الشرطة الأسكتلندية إنها نفذت 3 اعتقالات في إدنبره تتصل بالإخلال بالسلم وإثارة القلاقل، في الوقت الذي كان فيه نعش الملكة إليزابيث يتنقل في أنحاء المدينة.
تم إلقاء القبض على شابة تبلغ من العمر 22 عاما كانت تحمل لافتة ضد الملكية ورجل عمره 74 عاما كل على حدة واتُهما بالإخلال بالسلم.
كما أُلقي القبض على شاب (22 عاما) في طريق سلكه موكب نعش الملكة في إدنبره ولم توجه له السلطات اتهاما.
وفي حادث منفصل، ألقت الشرطة القبض لفترة وجيزة على رجل (45 عاما) في أكسفورد بعد شغب خلال احتفال المقاطعة بإعلان تنصيب الملك تشارلز.
وقالت وسائل إعلام إن الرجل صاح خلال تلاوة الإعلان: “من انتخبه؟”
وردا على حملة القمع ضد الاحتجاجات، قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس: “هذه فترة حداد وطني على المملكة الراحلة، لكن الحق الأساسي في الاحتجاج يظل حجر الزاوية في ديمقراطيتنا”.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة أقرت مؤخرًا قانونًا جديدًا للجريمة يزيد من صلاحيات الشرطة في وقف الاحتجاجات، بما في ذلك وقف الاحتجاجات الفردية.
