مخاوف من استمرار الأزمة الليبية.. وخبراء يطالبون «الدبيبة» بتسليم السلطة
رغم نجاح ليبيا في تجاوز مرحلة الصراع المسلح بين الأطراف المتنازعة، إلا أن الانقسام السياسي لا يزال مسيطر على المشهد السياسي، حيث تدار ليبيا من خلال حكومتين إحداهما في الشرق والأخرى في الغرب، فمنذ انهارت عملية الانتخابات في ديسمبر الماضي، اختلف الفريقان المتصارعان على الطريق الذي يتعين اتخاذه.
فحكومة البرلمان بقيادة فتحي باشاغا تؤكد التزامها بخارطة الطريق و صولا إلى الانتخابات، بينما حكومة عبد الحميد الدبيبة تصر على عدم تسليم السلطة إلا بعد الانتخابات.
انتهاء دور الدبيبة
وفي السياق، قال يانيس كوتسو موتيس، الخبير في الشئون الأوروبية، إن أوروبا لديها أسباب عدة للقلق والغضب من الوضع في ليبيا، وأولها الهجرة غير الشرعية، وغلق أبار النفط ما يزيد من أسعار الوقود عالميًا.
وأضاف الخبير خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن أوروبا قلقة من الأوضاع في ليبيا، وأنه يجب إيجاد حلول بسرعة للمضي قدما في الانتخابات حتى يتم التوصل إلى حكومة موحدة.
وأوضح الخبير كذلك أن عبد الحميد الدبيبة، دوره انتهى في ليبيا، ويحتاج إلى أن يتخلى عن ولايته لأنها انتهت وأن يتقلد فتحي باشاغا إدارة البلاد للوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة.
موقف فرنسا من ليبيا
من جانبه، قال رامي خليفة العلي، الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس، إنه لا يوجد موقف فرنسي واضح حتى الآن فيما يتعلق بالتعامل مع السلطات في ليبيا.
كما أكد العلي، أن أوروبا بأكملها تسعى لأن يكون موقفها موحدا في ليبيا، مع عدم الانزلاق نحو حافة الاحتراب الداخلي، خاصة وأن هناك شعور بحالة انسداد في الأفق السياسي بعد تأجيل الانتخابات الرئاسية.
وبالرغم من ذلك، أوضح العلي أن هناك 3 عوامل قد تطئمن البعض وهي لجنة (5+5) العسكرية التي أكدت أنها لن تنزلق إلى الاحتراب الداخلي، وكذلك عمل اللجنة الدستورية التي تحقق تقدما حتى ولو كان بطيئاً.
أجندات خارجية
من جانبه، قال إبراهيم الزغيد، نائب في البرلمان الليبي، إن المشهد في ليبيا به انسداد سياسي منذ عام 2011، مؤكدا أن هناك من يسعى للم شمل الليبيين، وتوحيد الوطن، ولكن هناك أجندات خارجية تستهدف بقاء ليبيا في هذا النفق المظلم.
وأوضح الزغيد، أن المبعوثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني ويليامز انتهت صلاحياتها، وباتت موظفة عند الأمين العام، وليس لها صفة قانونية في المشاركة بالاجتماعات الليبية.
واتهم الزغيد الغرب بأنه يريد الاستيلاء على ثروات الليبيين، والآن نسعى في مجلس النواب لإحراج ليبيا من هذا النفق المظلم.
المشهد الليبي
وقال الدكتور مسعود السلامي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الزيتونة، إنه لا يرى أي أفق في القريب العاجل لحلحة الأزمة في المشهد الليبي.
وأضاف السلامي أن اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة ستنتهي غدا الأحد، وربما تتحجج حكومة عبد الحميد الدبيبة في حالة عدم وجود قاعدة دستورية ولن تسلم السلطة وستبقى الأمور تراوح مكانها.
وأوضح السلامي أنه ربما سيكون هناك حل آخر بإعلان حالة الطوارئ في البلاد من تشكيل حكومة مصغرة لتسيير الأعمال.
وانطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، الأربعاء الماضي، اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5″، وذلك للبناء على الإنجازات التي حققتها اللجنة منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا منذ أكتوبر 2020.
وتنعقد الاجتماعات التي تستمر لعدة أيام باستضافة من حكومة جمهورية مصر العربية برعاية البعثة الأممية ومستشارة الأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا ستيفاني وليامز.
ويتزامن عقد اللجنة العسكرية الليبية المشتركة “5+5” مع استضافة العاصمة المصرية القاهرة للجولة الثالثة لاجتماعات لجنة المسار الدستوري الليبي بين مجلسي النواب والدولة الليبيين، وذلك للاتفاق على الإطار الدستوري اللازم لإجراء الانتخابات.
وويأتي احتضان القاهرة للاجتماعات في إطار الرؤية المصرية الداعمة للحل الليبي – الليبي بعيدا عن التدخلات الأجنبية والتأكيد على انفتاح مصر على كافة الأطراف الليبية في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، ودعم القاهرة للتوافق بين الليبيين للتوصل لحل بتوافق ليبي – ليبي.
