ترقب ومخاوف.. هكذا ينتظر الجميع قبيل عدة ساعات من بدء هدنة أخرى في سوريا، من المقرر أن تبدأ مع غروب شمس اليوم، الإثنين، بعد يوم مقتل حوالي 90 شخصا من المدنيين في غارات على حلب وإدلب، حيث قتل حوالي 70 شخصا في إدلب وحدها، في الوقت الذي يدفع فيه قادة العالم باتجاه دعم اتفاق وقف إطلاق النار.
وتوصف الهدنة، التي أعلنت عقب محادثات مطولة بين روسيا وأمريكا، بأنها «الفرصة الأفضل» لإنهاء 5 سنوات من الحرب في سوريا قتل خلالها ما يزيد عن 290 ألف شخص.
وعلى الرغم من اقتراب تنفيذ هدنة الـ48 ساعة الأولى القابلة للتجديد، إلا أن كلا من المعارضة والمسلحين لم يقرروا بعد ما إذا كانوا سيلتزمون بها أم لا، حيث كانت جماعة أحرار الشام المسلحة، التي كانت تعمل بالتعاون مع جبهة فتح الشام جناح تنظيم القاعدة في سوريا، هي الوحيدة التي أعربت عن ردها الرسمي برفض الهدنة، مبررين ذلك بأنها تسعى فقط لتقوية نظام بشار الأسد، وللإطاحة بالتقدم الذي أحرزته المعارضة، وذلك على الرغم من أن فتح الشام تقع خارج الاتفاق.
حلفاء الأسد يوافقون والمعارضة تصمت
على الجانب الآخر، رحبت حكومة الأسد بالاتفاق، وكذلك أعلنت ميليشيات حزب الله اللبناني، التي تدعم الأسد في سوريا، كما أن إيران، الداعم الرئيسي لكل من حزب الله والأسد، رحبت أيضا بالاتفاق على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجيتها، محذرا من أن نجاح الاتفاق يتوقف على خلق آلية شاملة لمراقبة تنفيذه، خاصة تشديد الرقابة على الحدود لمنع نزوح إرهابيين جدد إلى سوريا.
أما اللجنة العليا للمفاوضات، الجناح الرئيسي للمعارضة لم ترد حتى الآن على الاتفاق المعلن.
وفي العاصمة دمشق، نقلت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية عن مواطنين عدم تفاؤلهم بالتزام كافة الأطراف بالهدنة المعلنة، فيما أعلن المجلس المحلي في مدينة دوما، التي حاصرها النظام في 2013، دعمه للهدنة والسلام.
وقالت صحيفة الوطن السورية، الداعمة للنظام، إن الهدنة من المفترض أن تكون متجددة، وتدفع لاستكمال محادثات جنيف.
أما الجيش السوري الحر فقد أرسل برسالة إلى الولايات المتحدة، معبرا عن «تحفظات عديدة» على الاتفاق المبرم، معلنا تحفظه على استمرار استهداف جبهة فتح الشام، الذي «يصب في صالح النظام»، نحن لا نثق بالنظام، ولا يوجد هناك أي فعل ملزم إذا ما انتهك النظام الاتفاق، وفق ما أبلغ المتحدث باسم الجيش الحر شبكة سي إن إن الأمريكية، مؤكدا أنه لم يرد إليه أي رد من جانب أمريكا.
المساعدات الإنسانية تستعد
وتستعد وكالات الإغاثة لإدخال الإمدادات الطبية والغذائية إلى المناطق السورية المحاصرة، لاسيما مدينة حلب، التي يكسر عنها الحصار بموجب اتفاق الهدنة.
على الجانب الآخر، أعلنت تركيا أنها على استعداد لإدخال 30 شاحنة مساعدات إنسانية إلى المدينة بإشراف الأمم المتحدة.
