مختصون لـ«الغد»: الإسرائيليون اختاروا الاستيطان ورفضوا السلام وحل الدولتين
أجمع مختصون ومراقبون بالشأن الإسرائيلي، أن التوجهات السياسية بعد أن أظهرت نتائج الانتخابات بحصول حزب الليكود الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو على نسبة الحسم، تتجه نحو المزيد من الجنوح و التطرف، وذلك سيكون على حساب الفلسطينيين.
ورأى المختصون والمراقبون في أحاديث منفصلة لموقع قناة «الغد»، أن وحدة الموقف وإنهاء الانقسام هي السبيل الوحيد لمواجهة التوجهات الإسرائيلية اليمينية التي تشرع المزيد من القوانين العنصرية و الاستيطانية التهويدية ضد الأرض الفلسطينية ورفض عملية السلام وحل الدولتين، في ظل ما أفرزته الانتخابات الإسرائيلية اليوم الأربعاء.
وذكرت الإذاعة العبرية الرسمية، أنه بعد فرز 97% من أصوات المقترعين في الانتخابات التشريعية يتبين أن حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو يتقدم على حزب “كاحول لفان” أي أزرق – أبيض برئاسة بيني غانتس بفارق مقعد واحد.
حكومة وحدة فلسطينية لمواجهة نتنياهو
وتعقيبا على تلك النتائج وما يترتب عليها فلسطينيا و إسرائيليا قال سفيان أبو زايدة المختص بالشأن الإسرائيلي: “الموقف الفلسطيني بناء على هذه النتائج عليه ألا يتعاطى معها، بل يجب أن يتعاطى مع الشأن الداخلي من خلال توحيد الصف وإنهاء الانقسام، هذه الخطوة الأولى الضرورية التي يجب على الفلسطينيين أن يقدموا عليها، فليس هناك الكثير لكي نفعله”.
وأضاف أبو زايدة، ولكن نستطيع أن نتوحد، وننهي الانقسام لمواجهة أي خطوات إسرائيلية مرتقبة، فالطريق واضحة بالنسبة لنا هو تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مؤقتة، وكذلك الذهاب إلى انتخابات رئاسية و تشريعية، وإذا كان هناك بالإمكان لمجلس وطني من أجل تفعيل مؤسسات منظمة التحرير، أما في الموضوع السياسي فليس هناك الكثير يمكن أن نفعله الآن.
وأردف قائلا: “نتنياهو يمارس سياسية التنسيق الأمني وفي الضفة الغربية و تعزيز الإقسام في قطاع غزة، نتنياهو ذهب بعيدا ، من خلال الحديث عن ضم الكتل الاستيطانية وضم مناطق في الضفة الغربية، بمعنى إنهاء حكم السلطة الفلسطينية تدريجيا وإعادة الاحتلال للضفة الغربية، وضم هذه المناطق لإسرائيل، أما غانتس ومجموعة الجنرالات لم يتحدثوا بكلمة واحدة لها علاقة بالموضوع السياسي ولم ينطقوا بدولة فلسطينية على أساس “حل الدولتين”، وذلك حتى لا تتعرض إسرائيل لضغوطات محلية أو إقليمية أو دولية تجبرها على طرح حلول أو تتعاطى مع أي مشاريع مستقبلية، وإسرائيل لديها غطاء أمريكي من الرئيس ترامب كما فعلوا في القدس والجولان، سيفعلون في الضفة الغربية”.
ضم الضفة الغربية
ويعقب ياسر مناع الباحث في مركز القدس للدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، على نتائج الانتخابات قائلا: “جزء من هذه النتائج لا يحمل الجديد بل يعزز التحولات الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي منذ سنوات عديدة، والتي أشارت إلى تفوق حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو المحاط بملفات الفساد، لكنها عبرت عن خارطة سياسية متشظية، على الرغم من أنها عززت من مكانة نتنياهو وأكدت تفوق معسكر اليمين في المشهد السياسي.
وأضاف مناع، وتشير النتائج أيضا التي ارتفاع مستوى التوجهات القائمة في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف، هذا الارتفاع جاء بالأساس في أعقاب الإنجازات التي حققها نتنياهو في بعض القضايا لا سيما على مستوى القدس والجولان”.
واستطرد قائلا:” يمكن القول أنه وعلى الرغم من تصدر غزة الدعاية الانتخابية وكون المسألة الأمنية المحور الأساسي في الانتخابات الإسرائيلية، إلا أنها لم تحسم النتائج لصالح الجنرالات الأمنية في “أزرق –أبيض”.
وأضاف مناع، و سيحاول نتنياهو تشكيل حكومة متوافقة سياسيا أكثر من سابقتها متجاوزا في ذلك بعض الشخصيات والعقبات، ويمنح بعض الأحزاب الصغيرة حقائب وزارية كبيرة ، هذه الحكومة، التي ستقدم إعلان ضم الضفة الغربية وتوسيع في مشارع الاستيطان هدية لناخبها، وتمعن بمزيد من العنصرية تجاه المواطن الفلسطيني في الداخل، لذلك يجب على الأحزاب العربية أن تعمل على طرح مشروع عمل جماعي يكن درعا حاميا للفلسطينيين في الداخل.
