مخطط دولي لقلب الطاولة في لبنان.. واعتذار الحريري معلق في الفضاء
بات المشهد العام في لبنان يترقب سيناريوهات في دائرة التوقعات: احدهما يدور حول مخطط دولي لقلب الطاولة في لبنان، بالتوجه لإجراء انتخابات تطيح بالطبقة السياسية (إقصاء الطبقة الحاكمة بالانتخابات) .. والسيناريو الثاني يدور حول الاحتمال المعاق في الفضاء حتلا الآن (اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة).
- ويرى المراقبون، أنه في سياق ترتيبات أوسع في المنطقة، يتأرجح وضع لبنان بين تأزيم يقف عند حدود، وتحضير الأجواء لإعادة الخروج من الأزمة، بعدما يستنفد مخطط الانهيار السقف المرسوم له !!
مشروع دولي لأقصاء الطبقة السياسية عن الساحة
وتشير الدوائر السياسية في بيروت، إلى مشروع دولي لإجراء انتخابات تطيح بالطبقة السياسية في لبنان، وفي هذا الإطار، قالت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ صحيفة اللواء اللبنانية، ان جولة الاستشارات التي بدأها الرئيس المكلف سعد الحريري، لا بد من أن تنتهي إلى قرار بات واضحاً أنها تنطلق من اعتبارين: عدم ترك البلد للمجهول، على حد تعبير عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر، والاعتبار الثاني يتصل بالمستقبل السياسي للأطراف في المرحلة المقبلة، إذا سقطت ورقة الحكومة وتقدم المشروع الدولي لإجراء انتخابات تطيح الطبقة السياسية، وتقصيها عن البقاء في الساحة، سواء عبر القضاء أو توفير الدعم المالي الوافر لمرشحين جدد من خارج احزاب السلطة ومن المجتمع المدني.
- ومع إعطاء الأولوية لتقديم ما يلزم من دعم للجيش اللبناني، ولا سيما المساعدات اللوجستية والتشغيلية، كضمان لأية ترتيبات استقرار مقبلة.
اعتذار الحريري يحتاج إلى مقدمات سياسية
وتلفت المصادر السياسية اللبنانية، إلى أن الحريري، لن يقدم على أي خطوة باتجاه الاعتذار قبل تنسيقها مع رئيس مجلس النواب، نبيه بري، وبالرغم من أن هذه الخطوة باتت شبه محسومة، غير أن الإقدام عليها يحتاج الى مقدمات سياسية، وهذا يعني ان الحريري لن يترك حليفه الأساسي الرئيس نبيه بري من دون أي قدرة على درس خياراته، كي لا يكون الاعتذار فرصة للفريق الرئاسي (الرئيس ميشال عون وصهره النائب جبران باسيل).
بري لا يؤيد تقديم الحريري اعتذاره
وتشير المصادر الى ان بري لا يؤيد تقديم الحريري اعتذاره عن عدم التشكيل، بل دعاه الى التريث وعدم التسرع بمثل هذا القرار، ولعله قد ساهم في إقناعه بأن يقدم تشكيلة حكومية مؤلفة من ٢٤ وزيراً قبل الاقدام على اي خطوة غير محسوبة النتائج ، خصوصا ان اعتذاره يعني أن الحكومة قبل الانتخابات النيابية المقبلة.
- وترجح التوقعات في بيروت، ان يقدم سعد الحريري، تشكيلة حكومية جديدة لرئيس الجمهورية ميشال عون، بهدف إحراجه، انطلاقا من أن رفض الأخير لها محسوم، لعدم حصول اتفاق مسبق معه على اسماء الوزيرين المسيحيين الذي سيختارها الحريري.
هل يوافق «عون» على حكومة الحريري؟
وتؤكد المصادر المطلعة، بحسب المحلل السياسي اللبناني، علي منتش، أن الحريري سيختار شخصيتين لا غبار عليهما بهدف إظهار الرئيس عون بصورة المعطّل الذي لا يرغب بالتشكيل، لكن هذه الفرضية تقوم على قاعدتين أساسيتين: الأولى رفض الرئيس عون المحسوم للتشكيلة..والثانية حسم الحريري موقفه من الاعتذار.
وترى المصادر ان ما لم يحسب له الحريري حسابا هو أن يقوم عون بالتوقيع على تشكيلة الحريري في حال قدمها، خصوصا أن هناك معطيات توحي بأن الفريق الرئاسي ممثلا في «التيار الوطني الحر»، بدأ تقديم تنازلات جدية فيما يخص اعطاء الثقة للحكومة وذلك تجاوبا مع مساعي «حزب الله».
اعتذار الحريري معلق في الفضاء
وبانتظار الموقف المرتقب للرئيس الحريري حول تشكيل الحكومة أو التمهيد للإعتذار، في الوقت الذي يراه مناسبا، عقد أمس لقاء بينه وبين رئيس نبيه بري، وجرى التداول في الموضوع، وسط إصرار رئيس مجلس النواب نبيه بري، على عدم الاعتذار، لكن ترددت معلومات أنه في حال إصرار الحريري على الاعتذار طلب بري منه تزكية شخصية اخرى تحظى بغطاء سني سياسي وطائفي.
وثمة معلومات بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، تشير الى امكانية زيارة الحريري للقاهرة للقاء المسؤولين فيها لا سيما الرئيس عبد الفتاح السيسي للوقوف على رأي مصر في الوضع اللبناني ومن موضوع تشكيل الحكومة او الاعتذار عن ذلك.
