«مخطط شيطاني» يستهدف المسجد الأقصى

بات واضحا أن المسجد الأقصى المبارك يمر بأخطر مرحلة في تاريخه، في خطوة خطيرة تهدف لتحقيق حلم إقامة «الهيكل» المزعوم على أنقاضه، وتهويد المسجد الأقصى، الذي يشكل العمق الديني للقضية الفلسطينية، ويربط العالم الإسلامي بها.

  • لا يبدو أن وضع المسجد الأقصى سيكون بأمان، واقتحامات المستوطنين ترتفع بوتيرة متصاعدة وتفرض نفسها على المشهد القاتم.

الاقتحامات المتطرفة التي يشهدها المسجد الأقصى، وكذلك الإجراءات المشددة التي فرضت على المصلين، وإغلاق عدد من بواباته، وفرض مسارات معينة عليهم، تشير بوضوح إلى  مخطط التربص بالمسجد الأقصى وصولا إلى «الهدف الشيطاني» ـ إقامة «الهيكل» المزعوم على أنقاضه ـ

  • وتسلسل الوقائع داخل القدس المحتلة وحول المسجد الأقصى المبارك، كان أكثر ترابطا.. وقد شكلت قوانين دولة الاحتلال الغطاء الذي تحركت تحته مختلف المشاريع والمخططات !! فامتلاك اليهود للقدس واتخاذها عاصمة لإسرائيل، هو سعى لامتلاك تاريخ المدينة نفسها، وبرؤية أن من غير القدس ستكون إسرائيل بلا تاريخ ولا تراث.. ومن غير  استعادة رمزية «الهيكل» فإن الجانب الروحي سيظل غائبا !!

وإلى جانب ذلك كله.. وفي سياق متصل مع السباق للتهويد، كان جنوب المسجد الأقصى جزءا أساسيا أيضا من مشروع القدس الكبرى، لأن هذه المنطقة ـ تحديدا ـ كانت تتصدر مغريات «الفعل اليهودي»، إستنادا إلى القول بأنها كانت في زمن الهيكل الأول ساحة ملكية، وفي زمن الهيكل الثاني كانت بها المداخل التي يمر من خلالها العامة إلى الفناء الكبير للهيكل، ومن أجل ذلك كانت هذه المنطقة جاذبة للأفكار الإسرائيلية، ومكانا لحفائر منذ احتلال كامل مدينة القدس، وسميت هذه المنطقة الجنوبية في المشروع الإسرائيلي باسم أوفل (وهو التل الذي يقع إلى الجنوب من جبل موريا الذي سمي بجبل الهيكل).. ومرتفع «أوفل» ينقسم في مشروع دولة الاحتلال إلى جزءين : شمالي وهو القريب من الحرم..وجنوبي وهو الذي تقع عليه قرية سلوان.

وبدأت الحفائر في الجزء الشمالي من «أوفل» عقب الانتهاء من حرب 1967 على يد كل من الأثري الإسرائيلي بنيامين مازار، ومساعده مائير بن دوف، (أكاديميان بالجامعة العبرية)، وقام الاثنان بالتنقيب بالقرب من السور الجنوبي للحرم الشريف، ووصلا إلى أعماق أربعة عشر مترا، وأعتقد الاثنان أن الهيكل المزعوم قريب من المنطقة الجنوبية وأن مدخله كان في الزاوية الجنوبية الغربية في نفس المكان المعروف باسم «قوس روبنسون»، ولذا اختارا أن ينقبا في هذه الجهة، ولم يستطيعا إيجاد أي شيء يتعلق بالهيكل، ولكنهما عثرا على أثار رومانية وبيزنطية وأموية.

وفي عامي 1973 و1974 قام بنيامين مازار ومائير دوف، بنقل الحفائر إلى المنطقة الجنوبية الشرقية للحرم الشريف، وتعد هذه الحفائر هي الأخطر، بسبب تجاوز المنطقة الخارجية التي يحفران فيها، وتسللا تحت محراب المسجد الأقصى، ووصلا إلى مسافة عشرين مترا تحت الأقصى القديم، وتحت مسجد عمر الذي يقع إلى الشرق من المسجد الأقصى، وتحت المصلى المرواني في الطرف الجنوبي الشرقي من الحرم..وكانت أعمالهم في هذه المنطقة، تهدف إلى أمرين:

  • الأول : هو التزييف الواضح في النشر العلمي للمنطقة ومحاولة تهويد الآثار.
  • والثاني : هو التدمير والإهمال المتعمد للآثار التي ترجع للعصر الأموي.

وكشفت الحفائر عن ثلاثة قصور أموية في المنطقة الجنوبية، ودمرت أجزاء كبيرة من هذه القصور أسفل الحديقة التي أقامتها سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وتعرف باسم حديقة أوفل الأثرية، والمعروف أن أكبر القصور الأموية (وتم تدميره) هو الذي يشغل المساحة التي بين الحائط الجنوبي للحرم وحائط البلدة القديمة الحالي، وبناه الحكام الأمويون في النصف الثاني من القرن السابع الميلادي، ويزعم الإسرائيليون أن هذا القصر شيد من الأحجار الهيرودية التي أخذت من بقايا جدران جبل الهيكل !!

  • وفي العاشر والحادي عشر من يونيو/ حزيران عام 1967 قام الإسرائيليون بهدم حارة المغاربة التي تقع في الجنوب الغربي من المسجد الأقصى، وكان هذا الحي يفصل بين الحرم القدسي والحي اليهودي، ولم يكن بين حارة المغاربة والمسجد الأقصى سوى رصيف صغير لا يتعدى عرضه ثلاثة أمتار.. وسميت هذه الحارة باسم حارة المغاربة لأن صلاح الدين الأيوبي أوقف لهم هذا الحي ليسكنوا فيه بعد أن شاركوا في فتح القدس، ضمن صفوف جيش صلاح الدين، ولكن مساكنهم أنشئت في عهد الملك الأفضل نور الدين بن صلاح الدين أثناء فترة سلطنته على الشام وكانت القدس تابعة له.

ويعد النفق الغربي، أخطر ما قامت به إسرائيل بعد احتلال القدس كاملة عام 1967، حيث يمتد هذا النفق بطول الجدار الغربي للحرم الشريف بنحو 450 مترا، وتكمن خطورة هذا النفق مستقبليا على الآثار الإسلامية داخل ساحة المسجد الأقصى وخارجها، ويبدأ النفق الغربي من الناحية الجنوبية عند «المدرسة التنكزية» التي حولها الإسرائيليون إلى موقع لقوات حرس الحدود.. وبدءا من موقع هذه المدرسة قام الإسرائيليون بحفر نفق جديد وربطوه بنفق قديم معروف باسم «كونراد تشيك »، والذي أعادوا حفره، وسمى النفقان معا باسم «نفق حشمونائيم» ويبلغ طوله ثمانين مترا، وعرضه مترا ونصف المتر، ويمتد أسفل «المدرسة المنجكية»، حتى أسفل دير «راهبات صهيون» إلى الشمال الغربي من الحرم القدسي، وقامت سلطة الآثار الإسرائيلية بإعادة فتح نفق قديم آخر وهو نفق «الكولونيل تشارلز وارن» الذي كشفه عام 1867 ويقع في المنطقة بين بابي السلسلة والقطانين، والمعروف أن هذا النفق يتعامد مع الجدار الغربي للمسجد الأقصى، ويصل إلى أسفل سبيل قايتباي، ويبلغ طوله 25 مترا وارتفاعه 8 أمتار وعرضه 1،5 مترا.. وفي عام 1996 قاموا بفتح باب لهذا النفق الغربي عند مدرسة الروضة على طريق آلام السيد المسيح

  • ولأن الفكر التوراتي كان الخلفية والمرجعية التي بسببها حفرت هذه الأنفاق ـ أقام الإسرائيليون كنيسا صغيرا باسم «الكهف» أسفل المنطقة بعد سبيل قايتباي، وأيضا أقاموا بالقرب مما أسموه القناة الهاسمونية متحفا أسموه «سلسلة مركز الأجيال» الذي صممه ألياف مخاليلي، ويعرض التاريخ اليهودي القديم والحديث من وجهة نظر صهيونية !!

وفي الناحية الغربية لساحة البراق أقام الإسرائيليون متحفا في العام ( 2008 )، في مركز يسمى «أيشاها توراة»، أي «نار التوراة»، الذي أسسه الحاخام اليهودي نوح واينبرج عام 1974، وقد تكلف بناء وتأسيس المتحف 20 مليون دولار، وساهم فيه الممثل العالمي كيرك دوجلاس وابنه الممثل مايكل دوجلاس !! ويضم المتحف مجسما ضخما للهيكل الثاني الذي بناه «هيرود» عام 19 ق.م، ويعرض فيه ـ بتقنية الصوت والضوء ـ التاريخ اليهودي، بالإضافة إلى مركز تعليم لطقوس الهيكل حتى يكون الجيل الجديد من الشباب الإسرائيلي مستعدا للهيكل الثالث الذي يتمنى الإسرائيليون بناءه في نفس ساحة الأقصى بعد دمار مسجدي قبة الصخرة والأقصى!!

ولم يكن ذلك يعني شيئا آخر، غير أن الكل ـ أو غالبيتهم تحديدا ـ يريد ويتمنى ويتحرق بالرغبة واللهفة لليوم الموعود بإقامة الهيكل على أنقاض الأقصى، ورغم ما يؤكده علماء الآثار ومن بينهم يهود، «مائيير بن دوف» مثلا، بأنه لا يوجد أثرا لما يسمى بجبل الهيكل أسفل المسجد الأقصى، وأشار في دراسة أعدها في العام 2004 إلى عدم وجود أثر للهيكل في العصر الإسلامي، وأن الحفريات التي تمت خلال الـ 25 سنة الماضية لم تثبت وجود أي أثر للهيكل أسفل المسجد.

 

ويؤكد عالم الآثار الفرنسي «دي سولس» في كتابه «تاريخ الفن اليهودي» أنه تولى بنفسه قياس مساحة الحرم الشريف، وبحث موضوع مكان إقامة الهيكل، وأن نتائج أبحاثه جعلته يرفض تماما ولا يوافق من يدّعون بأن المسجد قد أقيم فوق الهيكل..وعلى نفس مسار نفي المزاعم اليهودية، يقول المؤرخ البريطاني «ويليام داريمبل»، في كتابه عن القدس بعنوان «المدينة المسحورة»: كان تقدير العلماء في إسرائيل، أن موقع الهيكل قريب من أسوار مسجد قبة الصخرة، وبدأت الحفريات، وإستمرت رغم إعتراضات اليونسكو(منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة )، وعثرت البعثات الإسرائيلية على بقايا معالم أعلنت عنها وهللت لها ، ثم أضطرت إلى تغطية الإكتشاف كله بستائر من الصمت، لأن البقايا التي عثر عليها لم تكن إلا آثار قصر لأحد الملوك الأمويين، وهو أمر يدحض الدعاوى اليهودية من الأساس، ويكشف أنه ليس هناك ماض ينبنى عليه حاضر ومستقبل.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]