مخلفات المستوطنين تزرع المرض في أجساد الفلسطينيين
تشكل النفايات الصلبة للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة خطرًا كبيرًا على حياة الفلسطينيين وتزرع المرض في أجسادهم.
وتحتل محافظة سلفيت التي تحاصرها 24 مستوطنة وتصادر أكثر من 70 % من أراضيها، النصيب الأكبر من هذه النفايات من مخلفات صلبة ومياه عادمة التي يلقيها المستوطنون ودولة الاحتلال نفسها في وديان و أراضي البلدة.
إلقاء هذه المخلفات، ونتيجة تلوث الماء والهواء والتربة أثر بشكل كبير على كل مكونات الحياة، ما يسبب العديد من الأمراض للفلسطينيين لا سيما الأمراض الخطيرة كالسرطان.
أمراض معدية
وقال مدير سلطة جودة البيئة في محافظة سلفيت مروان أبو يعقوب: “تعاني المحافظة من مشكلة كبيرة في تهريب النفايات من قبل المصانع والتجمعات الاستيطانية الإسرائيلية المقامة على أراضي المحافظة، وينتج عن ذلك العديد من الأمراض المعدية”.
وأوضح أبو يعقوب في حديث لقناة “الغد”، أنه تم ضبط صهريجين تم تهريبهما من قبل المستوطنات محملة بالمخلفات السائلة الخطرة تم فحصها في وزارة الصحة وثبت أنها من النفايات والملوثات التي سجلت بانتهاك خطير بحق البيئة الفلسطينية، ما يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان.
وحول المخاطر التي تتعرض لها سلفيت بسبب إلقاء النفايات العادمة من قبل المستوطنات قال رئيس البلدية عبد الكريم زبيدي: “هناك خطورة كبيرة من قبل المصانع في مستوطنة أرئيل، كون جميع المخلفات الصلبة والسائلة ترمى في الوديان، ما يؤثر على المياه الجوفية الصالحة للشرب”.
وحذر زبيدي في حديث لـ”الغد”، من المخاطر الناتجة عن مخلفات المستوطنات التي يتم دفنها في الأراضي الفلسطينية، خاصة أن هناك مصانع بركان الاستيطانية شمال الضفة الغربية في سلفيت، تعد من أكبر الملوثات في المنطقة وتزرع المرض في أجساد الفلسطينيين”.
200 ألف طن نفايات
وسلط التقرير الذى صدر مؤخرا عن الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم بعنوان” التلوث البيئي بفعل المناطق الصناعية ومكبات النفاياتِ الإسرائيلية في الأرضِ الفلسطينية المحتلة “منطقةُ سلفيت.. نموذجا”، الضوء على التلوث البيئي بفعل المناطق الصناعية، ومكبات النفايات الخطرة الصلبة والسائلة في المحافظة.
وبين التقرير أن دولة الاحتلال تتخلص مما يزيد على نصف نفاياتها في أراضي الضفة الغربية المحتلة، والتي تقدر بنحو 200 ألف طن سنوياً، تصنف غالبيتها على أنها من النوع السام والخطير.
وحسب مصادر إسرائيلية، وجد أن هناك ما لا يقل عن 15 منشأة في الأرض الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية تعمل في معالجة النفايات التي ينتج معظمها في الداخل المحتل، 6 من هذه المنشآت تقوم بمعالجة النفايات الخطرة التي تستوجب معالجة وترتيبات خاصّة نظراً لخطورتها.
وتعد سلفيت من أكثر المحافظات التي تم استهدافها من قبل الاحتلال، حيث أقيمت على أراضيها 24 مستوطنة وبؤرة استيطانية ما بين صناعية وسكانية، يقيم فيها حوالي 51000 مستوطن، وأقيمت على مساحة تقدر بنحو 18890 دونما، ويتم استخدام مساحات كبيرة من أراضي المواطنين الزراعية فيها كمكبات للنفايات الصلبة والسائلة من مخلفات المستوطنات ومناطقها الصناعية في 17 موقعاً من المواقع المسموح الوصول إليها في محافظة سلفيت،ما يمس بشكل مباشر 8 تجمعات سكانية في مختلف مناطق محافظة سلفيت.