مدارس القدس.. استهداف مستمر لتمرير المنهاج الإسرائيلي على طلابها

كتب/ وائل يوسف

مع بداية كل عام دراسي تتجدد معاناة الطلبة المقدسيين في ظل سياسة التضييق، التي تنتهجها بلدية الاحتلال في المدينة، والتي تسعى من خلالها لفرض المنهاج الإسرائيلي على المدارس في القدس أو ما بات يعرف بأسرلة التعليم في المدينة المحتلة.

أسرلة التعليم

ولم تتوقف هذه السياسة عند حدود بعينها، بل دأبت سلطات الاحتلال في استنفار ما أمكن من وسائل لتمرير هذه السياسة وصولا إلى سن قوانين وتشريعات تخدم هذه الغاية، حيث تقايض بلدية الاحتلال السماح بترميم المدارس بالقدس المحتلة بتطبيق المنهاج الإسرائيلي، وقد اشترط الاحتلال في وقت سابق تحويل ميزانيات لترميم مدارس المقدسيين بتطبيق المنهاج الإسرائيلي فيها، وفق قرار صادر عن وزير “القدس والتراث” زيئيف إلكين.

ونفذ أهالي طلبة بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، اليوم الإثنين، اعتصاما احتجاجا على النقص الحاد للغرف الصفية في مدرسة العيسوية الابتدائية للبنات، حيث اشتكى الأهالي من وجود 76 طالبة دون مقاعد دراسية في المدرسة، التي تتبع إداريا لدائرة معارف بلدية الاحتلال في القدس، ووزارة المعارف في حكومة الاحتلال.

ويعتبر هذا الأجراء، جزءا من سياسة التضييق الممنهجة التي تمارسها حكومة الاحتلال والتي بدورها ترصد موازنات ضخمة لتسويق المنهاج “الإسرائيلي” في مدارس القدس، عبر اتباع سياسات الترغيب والترهيب لإدارات المدارس، ويشتكي أهل القدس في العديد من الأحياء والبلدات التي تتبع مدارسها لبلدية الاحتلال من الإهمال المتعمد لقطاع التعليم في المدينة، ناهيك عن عدم السماح لهذه المدارس بالتوسع أو ببناء مدارس إضافية لاستيعاب الطلبة الجدد.

نقص حاد

ويتلقى أكثر من 90% من طلبة المدارس في القدس تعليمهم حسب المنهاج الفلسطيني، سواء في تلك المدارس التي تتبع وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في المدينة، أو مدارس الأونروا وهو ما لم يرق لحكومة الاحتلال، التي ترد بتوسيع نطاق الإجراءات الهادفة لأسرلة هذه المدارس ومنهاجها.

وتسعى إسرائيل بشكل حثيث إلى فرض منهاج التعليم الإسرائيلي على مدارس شرقي القدس، بهدف إحكام سيطرتها الكاملة على جهاز التعليم الذي يضم 88000 طالب وطالبة، تقريبا،من جيل الروضة الإلزامية وحتى الصف الثاني عشر، ومن بينهم: 42000 في المدارس الرسمية (57 مدرسة) و26000 في المدارس المعترف فيها لكن غير الرسمية (53 مدرسة) و20000 في المدارس الأخرى (35 مدرسة خاصة، 32 مدرسة تابعة للوقف، و8 (مدارس) تابعة لوكالة الغوث (الأونروا) بمقابل 4300 طالب وطالبة غير مسجلين في أي مؤسسة تعليمية وفق تقرير بلدية الاحتلال في القدس من عام 2014.

ويشير تقرير كانت قد أعدته “جمعية حقوق المواطن” إلى معاناة جهاز التعليم في المدينة من نقص حاد في الغرف والمباني يقدر بحوالي 1000 غرفة تدريسية، إضافة إلى النقص في الملاكات التعليمية والتربوية الذي يخلق فجوة كبيرة بين غرب المدينة وشرقها الواقع تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي وتشرف عليها البلدية ذاتها.

صراع مستمر

ويرى مراقبون، أن الصراع على السيطرة في مجال التعليم عموما ومناهج التعليم بشكل خاص، يشكل أحد ميادين الصراع الصعبة في عملية الصراع السياسي الدائر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حول شرقي القدس. ويعود نجاح دخول المنهاج الإسرائيلي إلى بعض المدارس مؤخرا إلى عدة أسباب أهمها الوضع الصعب للسلطة الفلسطينية.

فالصراع على هوية التعليم في شرقي القدس ليس بالجديد، إذ إنه بدأ منذ اليوم الأول لاحتلال المدينة عام 1967، حيث شكلت برامج التعليم جوهر هذا الصراع الذي لم يحسم إلى اليوم، حيث تتصاعد المحاولات الإسرائيلية لاستبدال برنامج التعليم الفلسطيني الذي يعتمد على شهادة التوجيهي ببرنامج التعليم الإسرائيلي الذي يمنح شهادة “البجروت”.

وعمدت حكومة الاحتلال في وقت سابق على فرض مشروع يستهدف تهويد المناهج التعليمية في القدس، خاصة بعد الإعلان عن تمويل خطة خماسية حكومية «إسرائيلية» بحجة تحسين نوعية التعليم في القدس، الأمر الذي يكشف عن مخططات الأسرلة والمحاولات الرامية إلى ضرب مقومات الهوية الوطنية الفلسطينية.

إغراءات إسرائيلية

ويؤكد محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في بلدة العيساوية بالقدس، في حديث للغد، أن سلطات الاحتلال تسهل الطريق لانضمام الطلبة المقدسيين للمدارس تتعاطى مع المنهاج الإسرائيلي في مقابل عرقلة وصولهم إلى المدارس التي تلتزم بالمنهاج الفلسطيني وترفض أي شكل من أشكال التعاطي مع المنهاج الإسرائيلي، وبالتالي هي تعمل على نظام الإغراءات لتمرير السياسة التي يريدونها في مدارس المدينة .

وأوضح أبو الحمص، أن بلدية الاحتلال عمدت مؤخرا على بناء مدارس في أحياء أخرى بمدينة القدس لنتفاجأ بأن المدارس الجديدة تدرس المنهاج الإسرائيلي وتحاول البلدية أن تكون هذه الصفوف والمدارس هي الخيار الأول والوحيد أمام الطلبة الذين لا يوجد لهم مقاعد، ويتم توجيه الأهالي لها وتشجيعهم بتوفير ما يلزم أبنائهم لتسجيلهم في هذه المدارس، وبالتالي يتم خدمة السياسة الإسرائيلية لأسرلة التعليم، لافتا ًأن 7 مدارس بنيت مؤخرا في بلدة بيت حنينا جميعها تدرس المنهاج الإسرائيلي.

وأضاف أبو الحمص، أن المخاوف المقدسية تتصاعد مع إعلان الاحتلال عن تقديم خطة في القريب العاجل لوقف أنشطة الأونروا في المدينة، وفقا لما أعلنه رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة نير بركات.

وكان بركات أعلن عزمه إغلاق مدارس الأونروا، قائلا “الهدف هو إزالة العامل الذي يعيق التطوير المستمر للقدس، يجب أن ننهي الإشارة إلى اللاجئين كلاجئين، ونعاملهم كمقيمين، وسنستمر في تطوير القدس كمدينة موحدة”.

ويؤكد أبو الحمص، أن الاحتلال يسعى من وراء هذه السياسية، لتجريد عقول أبنائنا الطلبة من قدسيتهم وانتمائهم للوطن الأم فلسطين وللتاريخ والدين من خلال زرع المفاهيم الكاذبة والتاريخ الصهيوني المزور والرضى بالتطبيع والعيش تحت الاحتلال المرير، وحمل بلدية الاحتلال ووزارة المعارف الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تعطيل العملية التعليمية من خلال استمرارها بفرض المنهاج الإسرائيلي بافتتاح صفوف أو أبنية جديدة في مدارسنا العربية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]