أوكرانيا.. ملف جرائم الحرب على طاولة «مدار الغد»

مجرم حرب.. تصريح بات على لسان أغلب قادة الغرب مؤخرا بسبب المعركة في أوكرانيا، ففي الـ”17″ من مارس/ آذار الجاري، طالبت أوكرانيا الاتحاد الأوروبي باعتبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مجرم حرب”، كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره الروسي مجرم حرب., وقالت دول مجموعة السبع إن مرتكبي جرائم الحرب في أوكرانيا سيحاسبون.

وفي هذا الإطار، طرح برنامج (مدار الغد) الذي يعرض عبر شاشتنا (ملف جرائم الحرب في أوكرانيا) وموقف الصين من هذه المعركة، على طاولة الحوار أمام مجموعة من الخبراء والمختصين لفهم هذه التصريحات الغربية، وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع أمام دولة كبيرة بحجم روسيا التي تمتلك حق الفيتو في مجلس الأمن.

 جرائم الحرب

منذ نشأة المجتمعات الإنسانية؛ بدأت الحروب التي اختلفت بتطور أسلحتها، والتي شهدت الكثير من الانتهاكات، لكن القرن الـ”19″ شهد بداية التأسيس لقوانين تجرم الانتهاكات للقانون والأعراف الدولية والإنسانية، لتسمى تلك الانتهاكات بجرائم الحرب.

وتعرف جرائم الحرب بأنها قد ترتكب خلال نزاع داخلي أو حرب بين دولتين.

فيما يمكن ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وقت السلم أو خلال عدوان أحادي الجانب ضد مجموعة من السكان العزل، وفي هذا السياق، حدد نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والمشتق من اتفاقيات جنيف لعام 1949 “جرائم الحرب” بأنها انتهاكات خطيرة للقوانين الإنسانية أثناء النزاعات والحروب.

ويؤسس القانون الدولي 3 مبادئ هي التمييز ليشمل التفريق بين الأماكن المدنية والعسكرية، والتناسبية التي تحظر القتل الجماعي لسكان المدن بشكل انتقامي، والحيطة بتجنب أو تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.

ويندرج تحت وصف “جرائم الحرب” الكثير من الممارسات مثل جرائم استخدام الأسلحة المحظورة والقتل العمد والتعذيب واحتجاز المدنيين أو استهداف المنشآت المدنية والتمييز العنصري والعقوبات الجماعية للسكان كمنع المواد الغذائية.

وتتولى محكمة “الجنائية الدولية” محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم حرب، وهي المحكمة التي ظهرت إلى الوجود في الأول من يوليو/ تموز 2002، ولا يمكنها النظر في الجرائم المرتكبة قبل ذلك، وصادقت على قانون المحكمة 124 دولة فيما انسحبت أمريكا وإسرائيل منها.

وتختص المحكمة بجرائم الإبادة الجماعية بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، والجرائم ضد الإنسانية التي تشمل الإبعاد أو النقل القسري للسكان، والتفرقة العنصرية، وجرائم الحرب، وجرائم العدوان.

وسلمت السفارة الروسية في فرنسا إلى وزارة الخارجية الفرنسية أدلة على جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبتها كييف فى دونباس، حسبما ذكر المكتب الصحفي للبعثة الدبلوماسية.

 

القانون الدولي الإنساني

 

في هذا السياق، قال بول مرقس، أستاذ القانون الدولي، إن القانون الإنساني مؤلف من مواثيق وعهود أهمها الاتفاقيات العالمية التي جميعها تصب في حماية المدنيين وعدم قتلهم في الحروب.

وأضاف مرقس خلال مشاركته في برنامج “مدار الغد” أن العالم شاهد الأضرار الجسيمة للبنية التحتية ومنازل المدنيين في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن توثيق هذه المشاهد ربما يصلح فيما بعد لاستخدامها أمام محاكم الجنائية الدولية.

كما أوضح أن مسألة جمع الأدلة أمر صعب جدا، لأن هناك مبالغة وتضخيما من كل جانب، لكن لا بأس بإرسال لجان تحقيق دولية للتأكد من أن الضرر يلحق الأذى بالمدنيين عمدا، لأنها ستقوم بحق النقض “فيتو” ض أي إدانة لها.

 

قواعد الحرب الروسية

 

ويرى الدكتور ستانيسلاف بيشوك، أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو، أن روسيا تتمسك دوما بتطبيق القوانين الدولية أثناء الحروب، لكن تمدد (الناتو) شرقا قرب حدودها مع أوكرانيا أجبرها على الدخول في معركة لحماية أمنها القومي.

كما أشار بيشوك إلى أن روسيا تحاول قدر الإمكان عدم استهداف مناطق بها مدنيون، لكن من الطبيعي أيضا أن تقع خسائر بشرية لا سيما أن القوات تتمركز في مناطق سكنية.

وأوضح بيشوك أن موسكو لا تهتم بفتح الجنائية الدولية تحقيقا حول جرائم الحرب في كييف، مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لجعل روسيا مسؤولة في هذا الصراع أن تخسر  المعركة في أوكرانيا أو الإطاحة ببوتين من السلطة.

 

استهداف المدنيين عمدًا

 

من جانبه، قال السفير ريتشارد شمايرر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن الاعتداء على دولة ذات سيادة يعد جريمة حرب، موضحا أن روسيا تكذب عندما تقول إن أوكرانيا تشكل خطرا أمنيا عليها.

واتهم شمايرر الجيش الروسي باستهداف المدنيين عمدا في أوكرانيا، مؤكدا أن قوات موسكو غيرت إستراتيجيتها للضغط على الجنود الأوكران في إطار تسليم أسلحتهم أو استسلامهم.

كما أوضح شمايرر أن الولايات المتحدة الأمريكية وكثيرا من البلدان تقوم بجهود لتوثيق الجرائم التي حدثت لتوثيقها بمجرد انتهاء الحرب، لافتا إلى أنه لا توجد أدلة حول استخدام أوكرانيا المدنيين دروعا بشرية.

 

موقف بكين 

 

أين تقف  بكين من الحرب بين موسكو وكييف أو بالأحرى من الحرب بين روسيا والدول الغربية؟، تساؤل بارز منذ بداية الأزمة، إذ إن القوى الاقتصادية المنافس الرئيسي للغرب والحليف الأقرب لبوتين، يرى أن الحل الدائم يكمن فى رفض عقلية الحرب الباردة، والإحجام عن المواجهة بين التكتلات، وبناء هيكل أمنى إقليمي متوازن وفعال.

وقال الدكتور جون جونج، أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعةً الأعمال الدولية، إن الموقف الصيني من الحرب الروسية الأوكرانية هو الحفاظ على العلاقات مع الدب الروسي، مرجحا ألا تؤدي العقوبات المفروضة على موسكو  لحل الأزمة في أوكرانيا.

وأكد جون جونج أن فرض العقوبات على روسيا لا يقتل الحكومة بل سيؤذي المواطنين فقط، فضلا عن أنها سلاح سيتسبب في ضرر كبير لدول كثيرة حول العالم.

من جانبه، قال السفير ريتشارد شمايرر، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن الصين أخطأت التقدير مثل روسيا حول مصير الأوضاع في كييف، لذلك هم يناصرون موسكو.

وأضاف شمايرر، أن الصين تفاجأت كبقية دول العالم من صمود الجيش الأوكراني في وجه روسيا، متوقعا تدهور الاقتصاد الصيني حال تعطل الأسواق العالمية أكثر من ذلك.

وأوضح أن بكين تحاول أن تتخذ موقفا محايدا، وألا تنتقد موسكو، ولكن من ناحية أخرى هي لا تدعم بشكل مباشر العملية العسكرية الروسية.

وتابع: “الصين تدرك أهمية عملها في الاقتصاد العالمي، وتخشى العقوبات الغربية، ومن ثم هي قلقة جدا من الحرب في أوكرانيا”.

وتواجه الصين اتهامات من الغرب بتشكيل حلف مع روسيا، لا سيما بعد تصريحات لوزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أشار فيها إلى التعاون بين البلدين في مواجهة إغلاق الأسواق الغربية أبوابها.

وقبل الحرب، أعلنت بكين وموسكو عن شراكة إستراتيجية بلا حدود، قالتا إنها تهدف إلى مواجهة النفوذ الأمريكي، وبشأن الحرب تلقي الصين باللوم على توسع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي شرقاً في الصراع.

وفي الـ 24 من فبراير الماضي، شنت روسيا هجوما واسع النطاق على أوكرانيا، في محاولة لثنيها عن عدم الانضمام لحلف شمال الأطلسي، وذلك بعد تجاهل الغرب لضمانات أمنية طالبت بها روسيا.

وكانت روسيا قد طالبت المجتمع الدولي بضمانات أمنية بعدم تمدد قوات حلف (الناتو) شرقا، إلا أن الغرب تجاهلها.

ومن ضمن شروط روسيا، عدم انضمام أوكرانيا لحلف (الناتو)، وعدم تمدد قوات الأطلسي شرقا قرب حدودها، ونزع السلاح المتطور، والاعتراف بشبه جزيرة القرم.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]