«مدار الغد» يفتح ملف عودة الاستعمار الفرنسي إلى لبنان
تزامنت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى لبنان عقب انفجار “مرفأ بيروت” مع خروج دعوات على مناصات التواصل الاجتماعي بضرورة عودة الاستعمار الفرنسي بحجة الأزمات والفساد المستشري في لبنان.
ووقع الآلاف من اللبنانيين على العريضة التي انتشرت على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي وتطالب بعودة الاستعمار.
من جانبها، واصلت فرنسا دعمها لبيروت من خلال تحضير حاملة طائرات محملة بالمساعدات لإرسالها إلى لبنان وفتح تحقيق حول تداعيات الانفجار.
وعلق ماكرون بدعمه للبنانيين وهو أول رئيس يزور لبنان بعد الانفجار، كما أعرب وزير الخارجية جون إيف لودريان عن وقوف فرنسا إلى جانب لبنان.
كما أكد أنها ستقوم بمبادرات إضافية وستعمل على تفعيل المساعدات بتنظيم مؤتمر دولي.
أما عمدة باريس فقام بالإشراف على المساعدات الطارئة والاستثنائية المرسلة إلى لبنان.
كما أمرت بلدية باريس بإطفاء أنوار برج إيفل إعرابا عن مشاركة فرنسا الوجدانية مع المصاب اللبناني.
وفي السياق، خرجت دعوات على منصات التواصل الاجتماعي بالتوقيع على دعوة لعودة الاستعمار إلى لبنان.
وقال توفيق شومان، الكاتب والباحث السياسي، إن الدعوات التي تطالب بعودة الاستعمار إلى لبنان تعد بمثابة خيانة عظمى، مؤكدا أن الفساد موجود في كل زمان ومكان ومحاربته شيء، ومثل هذه الدعوات شيء آخر.
وأوضح شومان، أن المشكلة في لبنان أعمق بكثير من رأي الموقعين الذين يقولن إنهم لا يعرفون من يحكمهم في لبنان، وأن مسألة نزع سلاح “حزب الله” عودة لما قبل مرحلة عام 1982.
حزب الله
من جانبه، قال عضو مجموعة مطالبة بنزع السلاح غير الشرعي في لبنان نبيل يزبك، إنه لم يوقع على هذه الدعوات، وأن هناك حلول بديلة كثيرة، مؤكدا أن “حزب الله” من الميليشيات التي يجب سحب السلاح منها.
الاهتمام الفرنسي بلبنان
وقال مصطفي الطوسة الخبير في الشؤون الفرنسية، إن الرئيس ماكرون أراد أن يشارك في الحلول السياسية التي قد يمكن أن تنتشل لبنان من التهلكة، وأن الاهتمام الفرنسي بلبنان ليس وليد اللحظة فهو ممتد منذ زمن بعيد.
وأضاف الطوسة، أن فرنسا تعتبر نفسها صديقا حميما للبنانيين، مشيرا إلى أن انتقاد وسائل الإعلام الفرنسية لماكرون حول الزيارة شيئا متوقعا، وذلك لأن هناك قوى سياسية داخلية تسعى لمحاولة إضفاء نظرة سلبية لتصرفات ماكرون الخارجية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أكد أن هناك حاجة ملحة لخلق نظام سياسي جديد في لبنان.
وفي مؤتمر صحفي في بيروت، طالب ماكرون القادة والقوى السياسية في لبنان بالاستجابة لمطالب الشعب، وإبرام عقد جديد مع بين السلطة والمواطنين.
وكان انفجار عنيف ضرب “مرفأ بيروت” يوم الثلاثاء أسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من 5 آلاف حتى الآن.
