مدفع رمضان يُطلق قذائفه بالبحرين إيذانًا بموعد الإفطار

ما بين قضاء الصلوات في المنازل، والالتزام بالإجراءات الاحترازية، يقضي المسلمون في شتى بقاع العالم شهر رمضان وسط تخوفات من تفشي فيروس كورونا، حيث اضطرت دول عديدة إلى إغلاق المساجد، وتحذير المواطنين من التجمعات.

والتقطت عدسة رويترز عدة صور في بعض الدول الإسلامية، والتي تكشف عن الإجراءات المتبعة من المسلمين لتجنب الإصابة بفيروس كورونا دون الإخلال بممارسة الشعائر والطقوس.

ومن ضمن تلك الصور الاستثنائية، كان مشهد رجل مسلم يبلغ من العمر 52 عامًا ، يصلي مع أسرته داخل منزلهم في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، بعد أن قرر الأسرة اتباع نصيحة الحكومة للصلاة في المنزل، وسط تفشي مرض فيروس التاجي في بوجور ، بالقرب من جاكرتا ، في إندونيسيا.

صورة أخرى لرجل مسلم يرتدي قناع وجه واقٍ يقف عند باب المسجد، بعد الصلاة في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك ، وسط تفشي الوباء، في بانكوك ، بتايلاند.

وتتبع النساء نفس إجراءات الحماية، فنجد في صورة مشابهة، امرأة مسلمة ترتدي واقيا للوجه وتتفاعل عند وصولها إلى المسجد قبل صلاة الجمعة في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك.

ولم يمنع  فيروس كورونا البعض في إندونيسيا من التجمع وإقامة الصلوات، حيث تظهر صورة لرويترز رجال مسلمون يؤدون صلاة مسائية على سطح مسجد بعد محاولتهم البحث عن القمر الجديد بمناسبة اليوم الأول من رمضان.

وفي السابق كانت المساجد تكتظ بالمصلين، خاصة إذا كانت بداية الشهر يوم جمعة. لكن في ظل أزمة كورونا أصبحت التجمعات في المساجد أو غيرها محظورة لخطورة الوضع الصحي العالمي.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى جانب الهيئات الدينية في معظم دول الشرق الأوسط، إلى إلغاء التجمعات الاجتماعية والدينية، لا سيما في الأماكن المرتبطة بالفعاليات الرمضانية، مثل أماكن الترفيه والأسواق والمتاجر.

أما خارج الدول العربية, فأدى مصلون في أحد مساجد كوالالمبور صلاة الجمعة مع الحفاظ على مسافات باعدت بينهم، بينما مددت الحكومة إجراءات الإغلاق بسبب الفيروس لمدة أسبوعين حتى 12 مايو.

كما حظرت ماليزيا وسنغافورة تنظيم بازارات رمضان الشعبية حيث تباع الأطعمة والمشروبات في أسواق مفتوحة مزدحمة.

أما في إندونيسيا فتجمع مئات المصلين في مسجد بإقليم آتشيه لأداء صلاة الجمعة، متجاهلين التحذيرات من انتشار الفيروس في التجمعات الكبرى.

وكانت السلطات في إندونيسيا قد فرضت حظرا على السفر في محاولة للسيطرة على الوباء الذي ارتفع عدد المصابين به مؤخرًا، في حين تجاهل البعض في بنغلادش وباكستان توصيات منظمة الصحة العالمية وتحذيرات الحكومة من التجمعات.

في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها الفلسطينيون في قطاع غزة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك، بادر وليد الحطاب (55 عاما) طهي “شوربة الجريشة” منذ مطلع الشهر وتوزيعها على المحتاجين والفقراء في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.

يقول وليد الحطاب “قمت بهذه المبادرة بمجهود شخصية، وأقوم بطهي شوربة الجريشة، وأوزعها على الفقراء والمساكين طوال أيام شهر رمضان.. وهذه العمل خالص لوجه الله، لا نبتغي منه إلا فعل الخير “.

وأضاف الحطاب لموقع قناة الغد أنه يقوم بهذا العمل للعام الثالث على التوالي، معتبرا ذلك “محاولة لتوفير لو جزء بسيط ليسد الفقراء جوعهم نكون فعلنا شيء جيد ” على حد تعبيره.

ويعاني قطاع غزة من نقص المواد الغذائية وارتفاع نسب البطالة والفقر جراء استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ 13 عاما.

أهل الخير

وحول المبادرات التي تأتي من أهل الخير لمساعدته في هذه المهمة، يقول الحطاب:”تلقيت اتصالات لتقديم يد المساعدة سواء بإحضار اللحوم أو الجريشة، من أجل طبخها وتقديمها للمحتاجين”.

ويبدأ الحطاب أعمال الطبخ بعد العصر مباشرة بالطهي على الحطب، ويوجد إقبال كبير على” شوربة الجريشة”، فهي محببة لدى المواطنين  في قطاع غزة.

هذه المبادرة لاقت استحسانا كبيرا، لدى قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني، لاسيما الفقراء و المحتاجين منهم، لأنها تسد ولو جزء بسيط من رمق جوعهم، فقد أطلق العديد من الفلسطينيين بقطاع غزة لقب” طباخ الغلابة” على الحطاب.

وتقول الفتاة سلوى 9 سنوات بكل براءة الطفولة:” أنا كل يوم  أتي إلى هنا لأخذ نصيبي من الشوربة و أذهب بها للبيت، فنحن نحب هذه الشوربة “.

أما الحاج خليل 60 عاما، يقول:” أنا أعيل أسرة مكونة من 6 أفراد، و لا يوجد عمل لدينا، وأتي هنا لأخذ ما أستطيع من ” شوربة الجريشة”، وأشكر كل من يقوم بفعل الخير وخاصة في شهر رمضان”.

85 ٪ خط الفقر

وقال أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية “إن 80% من الأسر في قطاع غزة باتت تعتمد على المؤسسات الأممية والمحلية لتلقى المساعدات ، ونجد أن 70% من أسر قطاع غزة بدأت تقلل من وجباتها، وهذا له أثر خطير على واقع التغذية والصحة للأسر الفلسطينية.

وأوضح الشوا لموقع قناة الغد، أن هذه الأرقام تعكس مدى خطورة الوضع الأليم الذي يعيشه الفلسطينيون في قطاع غزة بسبب تداعيات الحصار الإسرائيلي المستمر والمتواصل غزة، و أيضا الاعتداءات الإسرائيلية على البنية التحتية ومصادر الغذاء ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها.

بدوره،  قال  جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار ” إن 85٪ من سكان قطاع غزة يعيشون تحت خط الفقر ومعدل دخل الفرد اليومي بلغ دولارين يوميا في أرقام صادمة لمعدلات الفقر والبطالة وغياب اَي أفق حقيقي ينهي المعاناة أو يخفف من آثارها.

وشدد الخضري على أن الأوضاع الاقتصادية في غزة وصلت مراحل غاية في السوء في ظل إغلاق جزئي وكامل لآلاف الوحدات الصناعية والإنتاجية والمحال التجارية بسبب الحصار الذي يدخل عامه الثالث عشر.

يقف أمام السيارات، رافعاً بيده لافتة خشبية، مكتوب عليها “افطر معانا”، وظهر هذا الشاب قبل ساعة من رفع أذان المغرب، لكن الحقيقة أن هذا الشاب ليس إلا واحد ضمن حملة من المتطوعين أرادوا إطعام الصائمين.

وقرر شباب إحدي القري بمحافظة المنوفية شمال العاصمة المصرية، الذهاب إلى طريق الدائري الإقليمي، لتوزيع سندويتشات الشاورما والكبدة على السيارات والمارة.

وعلى عكس ما هو شائع فى مصر من أن هذه المبادرات لا تظهر كثيرا في محافظة المنوفية ، تعاون الجميع مع شباب المبادرة، وشارك معهم الكبار والصغار.

وفي أثناء أداء مهمتهم، لا يفوتهم الاهتمام بنظافة الطعام وطريقة تغليفه الجيدة، بحثا عن إتمام عمل الخير بأفضل صورة.

السابق 1 من 19 التالي