مراسلتنا تكشف خطة أوروبا لتحقيق الاستقلال عن الغاز الروسي
أفادت مراسلة الغد من باريس، اليوم الأربعاء، بأن قمة الاتحاد الأوروبي التي تنطلق غدا وتستمر على مدار يومين في فرساي الفرنسية، كانت مدرجة ضمن جدول أعمال الاتحاد لإقرار نموذج استثماري لعام 2030 لأوروبا وبحث القضايا الاقتصادية للقارة الأوروبية، والتي يأتي على رأسها إيجاد مصادر بديلة لإمدادات الطاقة عقب فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا، بهدف استقلال أوروبا عن هيمنة الدول الأخرى على مصادر الطاقة خاصة روسيا.
وأضافت أن فرنسا تعتمد على الغاز الروسي بنحو 16 إلى 20% من احتياجتها السنوية، فيما تعتمد بشكل أساسي على النرويج وغيرها من الدول الأخرى، بينما تعتمد دول أوروبية أخرى على الغاز الروسي بشكل رئيسي.
وأكدت مراسلتنا على أن الاتحاد الأوروبي لم يتخذ بعد قرار حظر صادرات النفط والغاز الروسي، نظرا لاعتماد العديد من دول الاتحاد على الغاز الروسي بشكل كبير مما يستلزم إيجاد وتدبير مصادر بديلة قبل اتخاذ قرار الحظر، لا سيما أن دول الاتحاد تتخذ القرار بشكل جماعي، لتفادي أي أضرار قد تقع على أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
وقالت أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتحقيق المزيد من الاستقلال الاقتصادي وتقليل اعتماد أوروبا على الغاز والبترول والفحم الروسي، بالإضافة إلى تعزيز القدرات الدفاعية للاتحاد الأوروبي وإنشاء أسس اقتصادية أكثر قوة.
يذكر أن صحيفة دير شبيجل الألمانية قالت، إن قمة الاتحاد الأوروبي التي تنطلق غدا ستدرس قرار التخلص التدريجي من اعتماد دول الاتحاد على واردات الغاز والنفط والفحم من روسيا، وهو ما يعني تقليص استخدام الوقود الأحفوري بشكل عام وشراء المزيد من غازه – الذي يأتي 40 % منه حاليًا من روسيا – من موردين آخرين في المستقبل، والتشغيل التدريجي للغازات البديلة مثل الهيدروجين والميثان الحيوي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم تصميم الاتحاد الأوروبي على المضي قدمًا معًا فإن هناك أيضًا خلافات وراء الكواليس، خاصة حول الرد على أسعار الطاقة المرتفعة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن أوروبا يمكن أن تخفض وارداتها من الغاز الروسي بأكثر من النصف في غضون عام، لكن القيام بذلك سيتطلب مجموعة من الإجراءات السريعة، من تبديل غلايات الغاز بمضخات حرارية، إلى زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال.
كما حثت بروكسل دول الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي على تسريع المفاوضات بشأن مجموعة من سياسات الاتحاد الجديدة بشأن تغير المناخ، والهادفة لخفض الانبعاثات بشكل أسرع هذا العقد. وتقدر المفوضية أن هذه المقترحات قد تخفض استخدام الاتحاد الأوروبي للغاز 23% بحلول عام 2030.
لكن الدول منقسمة بشأن ما إذا كانت ستفرض عقوبات فورية على إمدادات الطاقة الروسية. ورفضت ألمانيا، أكبر مشتر للنفط الخام الروسي، الفكرة.
وقال محللون إن أوروبا ستحتاج إلى استخدام إجراءات طارئة مثل إغلاق الصناعات الكثيفة الاستخدام للغاز من أجل التعامل مع وقف واردات الغاز الروسي بالكامل.
