أفاد مراسلنا من أمام سد الروصيرص في شرق السودان، أن حكومة الخرطوم تدخل جلسة مجلس الأمن بعد أن أجرت حراكاً كبيراً من خلال اللجنة العليا لإدارة ملف سد النهضة، التي يترأسها رئيس الحكومة عبدالله حمدوك، والتشديد على رفض أي خطوة أحادية من جانب إثيوبيا ببدء الملء الثاني لسد النهضة، لما له من تأثير على الأمن القومي بشكل مباشر.
وأشار مراسلنا إلى أن إثيوبيا أقدمت العام الماضي على الملء الأول للسد دون إخطار السودان إلا بعد أنجزت 80% من عملية الملء، وهو ما أثر على إمدادات المياه بشكل كبير ما أدى إلى توقف خدمات مياه الشرب داخل العاصمة.
وتابع مراسلنا أن الحكومة السودانية اتخذت عدة إجراءات من بينها عدم الفتح الكامل لبوابات السدود، خاصة مثل سد الروصيرص، الذي يمثل خط الدفاع الأول للأمن القومي المائي السوداني.
وكانت الحكومة السودانية تفتح أبواب السد في مثل هذا التوقيت من كل عام، لتفادي التأثير على السعة التخزينية للسد، لكن هذا المرة تم فتح عدد محدود من البوابات السد للمرة الأولى منذ إنشائه عام 1962، رغم ما تحويه الخطوة من مخاطرة كبيرة تحاشياً لعدم تكرار مأزق العام الماضي بنضوب المياه في النيل الأزرق والتأثير على إمدادات المياه.
ولفت إلى أن السودان يعتمد على سد الروصيرص في تعزيز الأمن المائي لبحيرات السدود الأخرى في البلاد، كما أنه يبعد عن سد النهضة أقل من 100 كم.
وأكد أنه لا يعلو صوت فوق صوت المطالبة بحماية وتعزيز سد الروصيرص من تأثيرات الملء الثاني لسد النهضة، مشيراً إلى أن الحكومة السودانية تتحرك على مسارين، الأول دبلوماسي وسياسي والآخر هو فني لتعزيز الأمن المائي.
وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قد أكد أن بلاده ستبحث في مجلس الأمن المطالبة بالتوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة في غضون 6 أشهر، مشيراً إلى 10 أعوام من المفاوضات فشلت في ضمان استمرار تدفق مياه النيل الأزرق لمصر والسودان.
في المقابل، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى دعم جهود التعبئة الثانية لسد النهضة، معتبرا ذلك دفاعا عن السيادة والدبلوماسية الإثيوبية – على حد قوله.
فيما أفاد مراسلنا من القاهرة بأن وزير الخارجية المصري أجرى العديد من اللقاءات بعد وصوله لنيويورك لحضور جلسة مجلس الأمن اليوم، وكانت له على هامش تلك اللقاءات تصريحات تؤكد دعم القاهرة لمشروع القرار التونسي الذي تقدمت به تونس قبل يومين، والداعم لموقف مصر والسودان بوقف ملء سد النهضة.
ولفت إلى أن شكري أكد أن المفاوضات التي استمرت لعشرة أعوام باءت بالفشل، وأن القاهرة تعول على جلسة مجلس الأمن لوقف الملء الآحادي.
وأشار إلى أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، تلقى اتصالا من رئيس الاتحاد الأفريقي وتناول العديد من الملفات منها ملف سد النهضة والجهود التي قدمها الاتحاد خلال الفترة الماضية.
