أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن مصر لن تقبل المساس بأمنها المائي، وخلال استقباله نظيره الكونغولي،فيليكس تشيسيكيدي، في القاهرة، شدد السيسي على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة، يجنب المنطقة مزيداً من التوتر وعدم الاستقرار.
ومن جانبه، أكد رئيس الكونغو الديمقراطية حرصه على تكثيف التنسيق بشأن قضية السد لمساعدة كافة الأطراف على تحقيق تقدم في المفاوضات الثلاثية ذات الصلة.
وكان الرئيس الكونغولي قد استبق زيارته للقاهرة بإجراء محادثات في السودان حول سد النهضة، حيث التقى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، ووزيرة الخارجية، مريم المهدي، التي أكدت موقف بلادها من عدالة القضية.
وأعلنت إثيوبيا في أكثر من مناسبة أنها ستواصل تعبئة السد خلال العام الحالي، سواء تم التوصل لاتفاق أم لا، وهو ما ترفضه مصر التي تؤكد أن ملء السد دون التوصل لاتفاق قانوني ملزم وشامل سيشكل تهديدا وجوديا لها، وهو الموقف نفسه الذي يتبناه السودان الذي يخشى أن يؤثر سد النهضة على تعبئة سدوده إذا ما استمرت أديس أبابا في إجراءاتها الأحادية.
وأفاد مراسلنا من القاهرة بأن اللقاء بين الرئيس المصري ونظيره الكونغولي يمكن وصفه بأنه “لقاء الفرص الأخيرة”، وأراد به الرئيس الكونغولي التوصل لاتفاق، بعد أن وصلت المفاوضات لمرحلة متأخرة للغاية.
ولفت إلى أن الرئيس المصري أكد أن بلاده لن تقبل المساس بحصتها المائية، ورغم مبادرة الكونغو إلا أن مصر لا تزال متمسكة بألا يتم الملء الثاني دون التوصل لاتفاق ملزم للأطراف.
ومن المنتظر أن يزور الرئيس الكونغولي إثيوبيا لعرض المقترح الكونغولي في تلك المفاوضات للتوصل لاتفاق.
فيما أفاد مراسلنا من الخرطوم بأن زيارة رئيس الكونغو الديمقراطية للسودان تعتبر الأولى له بصفته رئيسا للاتحاد الإفريقي الذي يتولى رعاية المفاوضات في ملف سد النهضة، حيث قدم الرئيس الكونغولي مبادرة من الاتحاد الإفريقي وقالت الحكومة السودانية إنها تدرس تلك المبادرة وسترد عليها قريبا.
ولفت إلى أن وزيرة الخارجية السودانية أكدت تمسك بلادها بموقفها السابق بضرورة إشراف رباعية دولية على أية مفاوضات مقبلة حتى تكون المفاوضات بناءة وليست تكرارا لما سبق.
