في خطو أحادية الجانب، أعلن وزير الري الإثيوبي، سيليشي بيكيلي، الأربعاء، بدء الملء الأولي لسد النهضة رسميًا، مؤكدا أن مرحلة البدء الأولي تقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب، وهو ما يعد انتهاكا للمفاوضات التي يجريها “الاتحاد الإفريقي” بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان.
وقال مراسل الغد من الخرطوم، محي الدين جبريل إن السودان مواقفها متطابقة مع مصر فيما يتعلق بقضية سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح مراسلنا من الخرطوم، أن رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك حذر إثيوبيا من عدم الملء الأحادي، وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث.
من جانبه قال مراسل الغد من القاهرة، محمد حمراوي، أن الحكومة المصرية لم تصدر أي بيانات رسمية للتعليق على إعلان وزير الري الإثيوبي بدء الملء الأحادي دون التوصل لاتفاق.
وأوضح مراسلنا أن القاهرة أكدت أن الخلافات على ملء وتشغيل السد لا تزال قائمة، وأن الجانب الإثيوبي لم يغير في أسلوب التفاوض، مشيرا إلى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد أن القاهرة ستوزاصل مع مجلس الأمن ملف السد إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ويجري الاتحاد الأفريقي، مفاوضات بين كل من مصرر وإثيوبيا والسوداد بشأن التوضل لاتفاق فيما يتعلق بملء وتشغيل السد.
مجلس الأمن الدولي
من جانبه قال خالد الأعيسر، الكاتب والمحلل السياسي، إن الخلافات بين الدول الثلاث يتركز على 3 نقاط وهي “السعة التخزينية” وعدد “سنوات الملء” و”تشغيل السد”، مشيرا إلى أن إعلان إثيوبيا بدء الملء يضرب بعرض الحائط كل الجولات التفاوضية السابقة.
وأوضح الأعيسر أن مصر ربما تعود لمجلس الأمن الدولي بعد القرار الإثيوبي الأخير ببدء ملء السد.
من جانبه قال عطية عيسوي، صحفي مختص بالشؤون الإفريقية، إن خطوة ملء السد من الجانب الإثيوبي لم تكن مفاجأة، ولكن الإعلان رسميا يعدا انتهاكا صارخا للقمة الإفريقية المصغرة، وتعقد المفاوضات المقبلة.
ويرى عيسوي، أن مصر والسودان ربما تتشددان على أن يكون هناك اتفاقا ملزما لإثيوبيا فيما يتعلق بالسد، وأن تكون هناك آلية عند النزاعات، متوقعا أن الاتحاد الإفريقي ربما سيحيل الملف لرؤساء الدول الثلاث.
وفي السياق، قال أحمد عبد الغني، المحلل السياسي السوداني، أن مصر والسودان ربما يلجأن لمجلس الأمن الدولي والتحكيم الدولي، وربما ينظر مجلس “الاتحاد الإفريقي” وإجبار إثيوبيا للتراجع عن خطوة ملء سد النهضة بدون اتفاق.
وردا على سؤال حول سيناريوهات بديلة، أوضح عبد الغني، أن السودان ليس لديه خطط بديلة معلن عنها، ولكن مصر والسودان كانتا تتحسبان لهذه الخطوة، وأن هناك سينرايوهات بديلة لمواجهة العتنت الإثيوبي.
وكان السودان قد أرسل تقريره النهائي إلى الاتحاد الإفريقي بشأن جولة مفاوضات سد النهضة الأخيرة، والذي أشار إلى تقدم محدود في القضايا العالقة، كما أرفق السودان تحديثا لمسودة الاتفاق التي كان طرحها في نهاية الجولة السابقة.
وكانت جنوب أفريقيا، التي تتولى حاليا رئسة الاتحاد الأفريقي، قد دعت إلى عقد قمة ثلاثية بين رؤساء الدول الثلاث في مفاوضات سد النهضة، لإزالة الخلافات القائمة.
وأعلنت وزارة الري المصرية عن اختتام المحادثات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي التى استمرت على مدار 11 يومًا مع استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية.