مراسلنا: هناك شبه توافق بين المعارضة السودانية على المبادرة الإثيوبية

أفاد مراسل الغد من الخرطوم بتجدد المظاهرات في السودان اليوم الجمعة، وذلك رفضا للحكم العسكري في البلاد.

وأضاف مراسلنا أن لجنة أطباء السودان المركزية أكدت مقتل 9 متظاهرين خلال خروج المواكب الاحتجاجية في ذكرى 30 يونيو.

وأغلقت السلطات جسر “المك نمر” الرابط بين مدينتي بحري والخرطوم.

وأوضح مراسلنا أن بعض القوى السياسية ولجان المقاومة أكدوا عدم التوقف عن الاحتجاجات حتى محاسبة الضالعين في قتل المتظاهرين، وتسليم السلطة للمدنيين.

كما أشار مراسلنا إلى أن المعارضة السودانية سلمت “الآلية الثلاثية” رؤيتها التي تتمثل في ضرورة إنهاء قرارات قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

وأدانت الآلية الثلاثية في السودان بشدة الاستخدامَ المفرط للقوة من قبل قوات الأمن السودانية فى مواجهة احتجاجات ذكرى الثلاثين من يونيو.

وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان وهو رئيس مجلس السيادة السوداني قد أعلن في 25 أكتوبر 2021 الطوارئ في البلاد وحل مجلس السيادة، وأقال الحكومة، وعلق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية التي كانت تدير الفترة الانتقالية في البلاد.

قال الكاتب الصحفي السوداني، محجوب عثمان، إن مبادرة السودان للوساطة بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي من واقع كون رئيس الحكومة، عبدالله حمدوك، هو رئيس منظمة “إيجاد” خلال دورتها الحالية ولديه حق التدخل، كذلك كون السودان يتأثر بشكل مباشر من تلك الحرب الدائرة في إثيوبيا، كما أنه الأقدر على لم الشمل في ظل انشغال جنوب السودان بأزماته وكون إريتريا جزء من الصراع الدائر في إثيوبيا.

وتابع عثمان، خلال لقاء على شاشة الغد، أن الرفض الإثيوبي للمبادرة السودانية للوساطة جاء بسبب وجود خلافات بين الجانبين بشأن ملف سد النهضة وحول المناطق الحدودية، حيث ذكر مسؤولون إثيوبيون أن السودان هو جزء من الصراع كونه يحتل أراضي إثيوبية- قاصدين منطقة الفشقة السودانية التي يعتبرونها إثيوبية.

وأضاف أن السودان حريص على ألا يكون جزءا من الصراع الدائر في إثيوبيا، بل يريد أن يكون جزءا من الحل، باعتبار أن ذلك الصراع ينعكس عليه، إذ دخل السودان أكثر من 60 ألف لاجئ حتى الآن من إثيوبيا جراء هذا الصراع، مؤكداً أن هناك أجندة إثيوبية وراء رفض الوساطة السودانية، ورأى أنه لا يوجد مبرر لدى أديس أبابا لرفض مبادرة الخرطوم.

بدأت الحكومة السودانية خطوات جدية للتوسط بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي  وسط تأييد من أطراف دولية مهمة أبرزها الحكومة الأمريكية.

وقالت مصادر حكومية سودانية إن رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، على اتصال متواصل خلال الأيام الماضية مع الحكومة الأثيوبية وجبهة تحرير تيجراي بهدف الدخول في مفاوضات للوصول لحل سلمي للنزاع القائم في إثيوبيا والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين خاصة في إقليم تيجراي.

وأفاد مراسلنا من الخرطوم بأن حمدوك بحث مع وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، هاتفيا الوضع الإنساني المتدهور في إقليم تيجراي، وهو ما اعتبره محللون ضوء أخضر أمريكي للخرطومة بتولي ملف الأزمة في إثيوبيا.

وأشار إلى أن تلك الخطوة دفعت مجلس الوزراء السوداني للإعلان للمرة الأولى عن جهود يقودها السودان لحل الأزمة في إثيوبيا، لافتا إلى أن الخرطوم أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مكثفة بين الجانبين دون إعلان عن ذلك، والآن بدأت الخرطوم خطوات جدية لحل المشكلة في إثيوبيا.

ويقول محللون إن السودان مؤهلة لهذا الدور، نظراً للقبول الذي تجده من كافة الأطراف الإثيوبية رغم أزمة “سد النهضة” وما خلفته من ترسبات في العلاقات بين البلدين.

وأشار إلى أن أديس أبابا استبقت تلك الخطوة برفض دعوات دولية بأن يكون السودان ممرا إنسانيا لدعم الجهود الإنسانية في إقليم تيجراي، نظراً للطرق المغلقة ناحيتي إقليم أمهرة والعفر بالداخل الإثيوبي، إلا أن مديرة المعونة الأمريكية صرحت بأن السودان يمكن أن يكون ممرا إنسانياً آمناً لدعم الجهود الإنسانية في الإقليم.