شهدت محافظة إدلب شمال شرقي سوريا تصعيدا خطيرا بين الجيش السوري والقوات التركية، حيث أعنت وزارة الدفاع التركية أنها قصفت 54 موقعا سوريا في إدلب وقتلت عشرات السوريين ردا على قصف سوري استهدف نقاطا عسكرية تركية في إدلب أسفر عن مقتل عدد من الجنود الأتراك.
ومن جانبها، اتفقت موسكو مع أنقرة على ضرورة احترام الاتفاقات الموقعة بشأن إدلب ووقف التصعيد، وكشفت في الوقت ذاته أن القوات التركية تحركت داخل منطقة لخفض التصعيد برفقة مسلحي المعارضة دون إخبار الجانب الروسي، وأن الجيش السوري رد على هذه الخطوة باستهداف المسلحين الذين كانوا يحتمون بالأرتال التركية مما أسفر عن مقتلهم والجنود الأتراك المرافقين لهم .
من جانبه، قال مراسلنا من دمشق محمد طوالبة، إنه من المتوقع مزيد من التصعيد من قبل الجيش السوري نحو مناطق انتشار المسلحين والتي تسمي منطقة خفض التصعيد، خصوصا وأن الفترة الماضية كان هناك قرار واضح من قبل دمشق بقضي بإنهاء الوجود المسلح في المنطقة، خصوصا بعد مرور عدة أشهر وعدم تنفيذ ما نص عليه اتفاق استانه بضمان الجانب التركي عدم عودة المسلحين لمناطق خفض التصعيد.
وتابع: “أخر رتل عسكري تركي دخل سوريا مكوّن مما يقرب من 40 حافلة ومعدات عسكرية تنقل معدات لنقاط المراقبة، ووصول هذه المعدات ينذر بتفاقم العمليات العسكرية في المنطقة بالتزامن مع التصريحات التركية التي تؤجج النار في المنطقة في حين لم يرد أي مسؤل سوري على هذه التصريحات التركية”.
وبدوره، قال مراسلنا في اسطنبول علام صبيحات، إن تركيا مصرة على إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى سوريا، وهذا يتزامن مع تصريحات الرئيس التركي باستخدام كل الوسائل من بينها القوة العسكرية ليس فقط في إدلب، ولكن في 12 نقطة مراقبة كما تم الاتفاق عليه في اتفاق استانه.
وأشار إلى أنه في هذه المرحلة التعزيزات العسكية لم تتوقف عند إدلب فقط بل في محيط محافظة حلب، فهناك 400 آلية عسكرية من القوات الخاصة التركية، بحسب بالمرصد السوري، أرسلتها تركيا عبر معبر “كفر لوسين”، مشيرا إلى أن التصعيد وارد بقوة فلا يمكن أن ترسل تركيا أكثر من 400 آلية عسكرية وليس في نيتها التصعيد، وهذا يقود إلي أن تركيا تستعد لمواجة عسكرية، ويشير إلى التوتر التركي الروسي الذي بات علنيا هذه المرة ووصل إلى مستويات غير مسبوقة.
وأعلن التلفزيون السوري أن منظومة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم أسقطت طائرتين مسيرتين، وفي غضون ذلك، أعلنت تركيا أنها قصفت 54 هدفا في محافظة إدلب وقتلت 76 جنديا سوريا.
