أفاد مراسل الغد من بغداد، بأن السلطات العراقية فرضت حظرا شاملا بدأ يوم أمس الخميس، مستمرا حتى يوم الإثنين مع مغادرة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بعد إنهاء زيارته للعراق.
وأضاف مراسلنا أن عناصر الأمن انتشرت بشكل مكثف في بغداد، كما تبدو الإجراءات الأمنية مشددة، في محيط الشارع الذي يشهد مرور موكب البابا فرنسيس، متجهًا نحو كنيسة ” سيدة النجاة”.
وأوضح أن الحركة هادئة في شوارع العاصمة، فلا يتواجد سوى عددٍ محدود من الصحفيين والكوادر الطبية، كما تم تأمين المنطقة الخضراء التي تجمع عددا من السفارات من بينهما الفرنسية والأمريكية، من قبل جهاز المخابرات العراقية والأمن الوطني والشرطة الاتحادية الفرق الخاصة، بمشاركة الجيش العراقي.
وأكد مراسلنا أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، سيكون في استقبال البابا فرنسيس، ومن ثم يتجهون نحو القصر الجمهوري، إذ يستقبله الرئيس العراقي برهم صالح، ثم يلتقي مع القادة السياسيين والبطاركة والأساقفة، وتكون كنيسة سيدة النجاة هي محطة البابا الأخيرة لليوم الأول من الزيارة.
وفي سياقٍ متصل، قال مراسل الغد من مطار بغداد، إن صالة الاستقبال الكبرى في مطار بغداد مستعدة لاستقبال البابا فرانسيس، في ظل إجراءات أمنية استثنائية وغير مسبوقة.
وأضاف أن العناصر الأمنية انتشرت بكثافة في المطار والمناطق المحيطة به، والطرق المؤدية إليه، من أجل تأمين زيارة البابا والوفد المصاحب له.
وأوضح مراسلنا أن أكثر من 350 صحفيا وإعلاميا من مختلف دول العالم سوف يرافقون البابا فرانسيس في زيارته إلى العاصمة العراقية بغداد.
وأكد أنه من المقرر أن يتجه بابا الفاتيكان إلى مدينة الناصرية في محطته الثانية، ومن ثم يتجه إلى النجف ومن بعدها مدينتي أربيل والموصل.
وأشار مراسلنا إلى أن جدول رحلة البابا لم ينشر بصورة رسمية من قبل الجهات الرسمية العراقية، ذلك ضمن الإجراءات الأمنية المشددة لتأمين الزيارة التاريخية.
وأوضح أن البابا فرنسيس سوف يلتقي بمسؤولي منظمات المجتمع المدني وممثلين عن جميع الطوائف من بينهم المسيحية والأيزيدية، ومختلف الشخصيات السياسية والمدنية والدينية.
وتابع قائلا “زيارة البابا فرنسيس إلى العراق تعتبر المحطة الأولى الخارجية له منذ انتشار فيروس كورونا منذ ما يقرب من 15 شهر”.
وأضاف مراسلنا أن الطواقم الإعلامية والصحفية خضعت لإجراءات أمنية مشددة، وتم منحهم تراخيص مسبقة تمكنهم من تغطية الحدث.
ومن جانبه، قال مراسلنا من أربيل، إن بابا الفاتيكان سوف يصل إلى أربيل يوم الأحد المقبل، وسوف يكون في استقباله في المطار اليوم الجمعة، رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني.
وأضاف مراسلنا أن أربيل كانت الملجأ الآمن للمسيحيين خلال السنوات الماضية بعد حملات التهجير والاضطهاد التي تعرضوا لها، إذ تعتبر الديانة المسيحية هي الثانية من حيث الانتشار بعد الإسلام في إقليم كردستان، كما يجمع الإقليم نحو 9 أديان يتعايشون بشكل سلمي.
وأكد أن البابا فرنسيس، سوف يقيم أكبر قداس في العراق، في ملعب أربيل الدولي، ومن ثم يتجه إلى عاصمة الدولة الآشورية نينوى، في مدينة الموصل، ويقيم قداس على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا أعمال العنف على مدار السنوات السابقة.
ويتوجه البابا فرنسيس إلى مدينة الحامدية التي عانت من إرهاب داعش وحملات التهجير.
وأوضح أن البابا فرنسيس يزور منطقة عنكاوا في أربيل التي تجمع عددا كبيرا من الطوائف المسيحية، كما تضم واحدة من أقدم معابد المسيحية وهي “قلعة أربيل”.
وغادر البابا فرنسيس بابا الفاتيكان العاصمة الإيطالية متوجها إلى بغداد في زيارة تاريخية إلى العراق، صباح الجمعة.
وتستمر الزيارة حتى 8 من الشهر الجاري، وتعد زيارة بابا الفاتيكان للعراق أول زيارة خارجية له منذ بداية جائحة كورونا.
ومن المنتظر أن يزور البابا فرنسيس مدنًا عراقية عدة منها بغداد والنجف وأربيل والموصل، حيث ينوي توجيه رسالة تضامن لجميع سكان العراق.
وشددت السلطات العراقية إجراءاتها الأمنية ونشرت الآلاف من قوات الأمن الإضافية، في إطار خطتها لتأمين زيارة البابا فرنسيس.
وقال مسؤول أمني بارز إن القوات المشاركة في تأمين البابا تلقت التدريب على التعامل مع أسوأ السيناريوهات.
وتأتي زيارة بابا الفاتيكان للعراق بعد موجة من الهجمات بالصواريخ والقنابل أثارت المخاوف بشأن سلامته.
وعشية الزيارة، ذكر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن رسالة بابا الفاتيكان هي السلام، معتبرا أن دول المنطقة بحاجة إلى هذه الرسائل الإنسانية، ونبذ العنف.