أفاد مراسل الغد من كييف، الأربعاء، بأن أوكرانيا أصبحت أمام أمرين أحلاهما مر، الأول هو تمركز الحشود العسكرية الروسية على طول الحدود الأوكرانية الروسية الشرقية، فضلا عن التحالف الروسي البيلاروسي على حدود أوكرانيا الشمالية، وهو ما نبه إلى خطورته الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأضاف مراسلنا، أن أوكرانيا أصبحت محاصرة بالتواجد العسكري الروسي من الشمال والشرق، وذلك على الرغم من تأكيد روسيا المستمر على عدم نيتها لغزو أوكرانيا، إلا أن هذا التواجد العسكري المكثف، الذي يصل إلى أكثر من 100 ألف جندي، يمثل خطرا أمنيا على أوكرانيا، مما يجعل أوكرانيا تتخوف من أي رد فعل مفاجئ، لاسيما أن أوكرانيا فقدت في عام 2014 شبه جزيرة القرم، التي سيطرت عليها روسيا، كما فقدت جزءا من أراضيها في الشرق في منطقة دونباس، التي سيطر عليها الانفصاليون الموالين لروسيا.
وتابع مراسلنا، أن روسيا تدفع بحجة أنه لا يمكن لحلف شمال الأطلسي (الناتو) التوسع شرقا في اتجاه روسيا، وتطالب الولايات المتحدة باحترام السيادة الروسية ودول الاتحاد الروسي، على الرغم من توجه أوكرنيا سياسيا مؤخرا إلى الغرب وبات ولائها السياسي للغرب والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بشكل أكبر.
وأشار مراسلنا إلى أن التقارير الاستخباراتية الغربية الأمريكية والبريطانية نبهت إلى إمكانية تعزيز روسيا لتيار سياسي موالي لروسيا في أوكرانيا من أجل السيطرة على الحكم والسلطة السياسية في أوكرانيا.
وقال مراسلنا، إن روسيا لن تتمكن من مواجهة دول الغرب بأكملها خاصة الولايات المتحدة، لاسيما فيما يخص العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة التي هددت بفرضها أمريكا على روسيا.
وأضاف مراسلنا، أن بعض المراقبين يرون أن أوكرانيا ستكون بذلك هي الضحية في الصراع الروسي الأمريكي، في حين يرى البعض الآخر أنها يمكن أن تكون الجسر الذي يربط بين الشرق والغرب، فيما يرى طرف ثالث أن أوكرانيا يجب أن تتجه إلى الغرب والاتحاد الأوروبي.
وأكد مراسلنا، أن حالة التأهب العسكري القصوى وإجلاء الرعايا الدبلوماسيين من كييف والخطاب السياسي يؤكد اقتراب الحرب، على الرغم من نفي روسيا لذلك، إلا أن روسيا هددت من قبل أنه في حال إعطاء العضوية لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي فإن روسيا ستقوم بعمل عسكري معين لم تحدده بعد، يعتقد المراقبون أنه اجتياح روسي لأوكرانيا أو قلب نظام الحكم في أوكرانيا.
كانت موسكو بدأت تعزيزات عسكرية على حدود أوكرانيا منذ ربيع عام 2021 ثم في الخريف وصلت المعدات الثقيلة كالمدفعية وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات قبل أن تبدأ المرحلة الدبلوماسية الحالية.
وفي أعقاب ذلك نقلت مزيداً من القوات المتنقلة تقدّر بحوالي ثلث المجموعات القتالية التابعة للجيش الروسي إلى المناطق الحدودية الأوكرانية، وهو ما أثار مخاوف الغرب وزاد الأمور تعقيدا، وذلك وفقاً لبيانات الاستخبارات الأمريكية.
