دعا تجمع نقابات المهنيين وقوى سياسية معارضة في السودان إلى مظاهرات في مدينة أم درمان اليوم، رغم إعلان حالة الطوارئ في البلاد.
يأتي هذا في وقت يؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس السوداني عمر البشير كل من النائب الأول للرئيس الفريق أول ركن عوض بن عوف الذي سيحتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع.
وأفاد مراسل الغد من الخرطوم: “لا يتوقع أن تكون المعاجلات الأمنية على نفس الطريقة السابقة قبل فرض قانون الطوارئ، لا يمكن تنبأ كيف ستكون ولكنها بالتأكيد ستكون مختلفة”.
تصاعدت المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما نشب حريق هائل، اليوم الخميس، بمنطقة السوق المركزي جنوبي الخرطوم، ما أسفر عن وقوع انفجارات مدوية في عدة مناطق.
وأفاد مراسل الغد أن سحب دخان كثيفة غطت المنطقة التي يرجح احتوائها علي مستودعات تتبع لقوات الدعم السريع.
ووقعت اشتباكات عنيفة في مدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم في محيط سلاح الإشارة، وسوق بحري، والأملاك.
ووفق ما ذكرته مصادر مطلعة للغد، فإن قوات الجيش السوداني حاولت اختراق دفاعات الدعم السريع في تلك المنطقة.
ونفذ الطيران الحربي أمس الأربعاء ضربات جوية قوية على مدينة الفاشر استهدفت تجمعات عسكرية للدعم السريع في شمال وشرق المدينة.
شاهد| البث المباشر لقناة الغد
تشهد بعض القرى المحيطة بمدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، حركة نزوح واسعة إثر تجدد القتال بين الجيش وحركات الكفاح المسلح من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى.
وأسفرت المواجهات، عن مقتل 25 مدنيًّا وإصابة 100 آخرين.
وبحسب مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور، فإن عدد النازحين يفوق المليون و400 ألف فرد، نزحوا إليها في وقت سابق من ولايات جنوب وغرب ووسط وشرق دارفور، ومدن السودان المختلفة.
وأشارت مصادر محلية للغد، إلى نزوح 31 قرية نزوحً كاملًا نحو عاصمة إقليم دارفور، وبلغ عدد الأسر التي نزحت نحو 25 ألف أسرة موزعة في 8 مراكز إيواء بقرى شقرة وغولو غربي الفاشر.
وقالت منظمة «محامو الطوارئ» إنّ 25 قتيلًا و100 جريح سقطوا في الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الأحياء الغربية لمدينة الفاشر في اليومين الماضيين.
_____________
غابت الأجواء الاحتفالية المبهجة المعتادة عن السودان في شهر رمضان هذا العام وسط نزوح الملايين من ديارهم ومعاناتهم من الجوع مع استمرار الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي تقترب من إتمام عامها الأول.
وقال محمد علي الذي تناول وجبة الإفطار في مركز للنازحين في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر، وهي مدينة فر إليها الكثيرون من العاصمة الخرطوم وغيرها من مناطق تستعر فيها الحرب «ممكن أجول (أقول) إنه تغير تماما أي معنى أو أي ضبط، الضبط النفسي بتاع البني آدم تغير، متعود ياكل كيف يشرب كيف يجابل مين في رمضان يخطط لرمضان كيف… المشكلة إن زمان إنت كان فيه ناس كتار تقدر تشوفهم حتى لو فيه الجليل (القليل) اللي تجدر تجدمه للناس، الآن إنت نفسك بجيت محتاج».
وكان شهر رمضان في السودان يتميز في المعتاد بالتجمعات المسائية الكبيرة. والآن يعتمد علي مثل ملايين آخرين على الموائد الخيرية التي يقدمها المتطوعين لتناول وجبة إفطار بسيطة.
واندلعت الحرب في السودان في شهر رمضان الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة لتوترات طويلة الأمد على مدار أربع سنوات من تقاسم السلطة.
وحتى الآن، نزح أكثر من 8.5 مليون شخص بسبب القتال، وفقا للأمم المتحدة، ويواجه نحو 18 مليونا الجوع الحاد الآخذ في التفاقم.
ووضعت الحرب سمعة السودانيين المعروفين بالكرم وكرم الضيافة في اختبار.
وقال الشيخ خالد عبد الرحمن، وهو إمام مسجد في مدينة أم درمان التي شهدت قتالا عنيفا في الأسابيع القليلة الماضية «الحرب دي قللت وخوفت شوية، لكن ما منعت أن هنالك أناس على ما هم عليه وأن هنالك أناس فاتحين أبوابهم ودورهم لكل إنسان يأتي إليه يستقبلوهم ويقدموله المتاح».
وقالت الولايات المتحدة إنها تأمل في استئناف محادثات السلام بعد شهر رمضان، على الرغم من أن الجولات السابقة لم تنجح في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار.
وقالت حنان حسن في مطبخ يقدم الوجبات الخيرية في أم درمان «المفترض يكون فيه إن شاء الله بقدرة الله يوقف الحرب كله كله، الهدنة دي ما بتعمل شي».
