قال مراسل الغد من برلين، اليوم الأحد، أنه من المتوقع اليوم أن تتقدم فنلندا بطلب رسمي للإنضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وأضاف أنه لليوم الثاني على التوالي تستمر إجتماعات وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، في برلين لبحث الأزمة الأوكرانية وتعزيز القوات الدفاعية للحلف.
وأوضح أن حالة من الجدل خيمت على المجتمع الدولي منذ مساء أمس بشأن إنضمام فنلندا لحلف الناتو، فضلا عن تباين وإختلاف التصريحات التي صدرت سواء عن الدول الأعضاء لحلف الناتو أوالدول الأوروبية، حيث تحفظت تركيا على هذا الموضوع، بينما هددت روسيا باتخاذ إجراءات حاسمة في حالة تخلي السويد وفنلندا عن الحياد وانضمتا إلى حلف الناتو، في حين رحبت غالبية دول حلف شمال الأطلسي بخطوة إنضمام فنلندا والسويد للحلف.
وأكد المراسل أنه على المستوى الداخلي في كل من فنلندا والسويد أيدت المواقف الرسمية والشعبية قرار الإنضمام لحلف الناتو.
يذكر أن رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين، قالت: “نأمل أن نتمكن من إرسال طلباتنا هذا الأسبوع مع السويد.. لديهم إجراءات خاصة بهم لكنني آمل أن نتخذ القرارات في وقت واحد”.
وبعد أقل من ثلاثة أشهر على بدء الحرب في أوكرانيا، يستعد البلدان لطي صفحة عدم الانحياز العسكري الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 75 عامًا في فنلندا وإلى القرن التاسع عشر في السويد.
وبعد قطيعة مع حيادهما في تسعينات القرن الماضي مع انتهاء الحرب الباردة عبر إبرامهما اتفاقات شراكة مع الناتو والاتحاد الأوروبي، يعزز البلدان الشماليان تقاربهما مع الكتلتين الغربيتين.
ويشكل ذلك تحولا جرى تدريجيا منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبراير وسرعه تأييد متزايد من الرأي العام في البلدين للانضمام إلى الحلف.
واتخذت فنلندا المبادرة أولا قبل السويد التي لا تريد أن تصبح الدولة الوحيدة المطلة على بحر البلطيق غير العضو في الناتو.
وبعد 3 أيام على إعلان رغبة بلدهما في الانضمام إلى الحلف “من دون تأخير”، يفترض أن يعلن الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، ورئيسة الحكومة رسمياً قرار هلسنكي في مؤتمر صحافي عند الساعة 13,00 (10,00 بتوقيت جرينتش).
وفي ختام اجتماع لمجلس حكومي، يفترض أن يعرضا على البرلمان مشروع انضمام إلى الكتلة العسكرية، سيقدم للنواب الإثنين.
وأجرى الرئيس الفنلندي اتصالا هاتفيا السبت مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لإبلاغه بترشيح بلاده “في الأيام القليلة المقبلة” في محادثة وصفها بأنها “صريحة ومباشرة ولم تشهد توترا”.
وقال نينيستو الذي كان محاورا منتظما للرئيس الروسي في السنوات الأخيرة إن “تجنب التوتر اعتبر أمرا مهمًا”، موضحا أن “الاتصال تم بمبادرة من فنلندا”.
وأوضحت موسكو أن الرئيس الروسي قال خلال الاتصال مع نظيره الفنلندي أن إنهاء سياسة الحياد العسكري التاريخية لفنلندا سيكون “خطأ بما أنه ليس هناك أي تهديد لأمن فنلندا”.