البالونات الحارقة تعبير شعبي يستخدمه أبناء قطاع غزة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي في ظل حصاره لأكثر من 13 عاما، وتذكيره بتطبيق التفاهمات..
يرى مراقبون وسياسيون في أحاديث لقناة ” الغد”، أن إطلاق البالونات الحارقة يعد جزءًا من حالة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال بسبب سياسته الإجرامية بحق الفلسطينيين.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، إن البالونات الحارقة تعبير شعبي ضد استمرار الحصار والتضييق من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذى لا يزال يئن تحت الأزمات المتلاحقة، مشيرا إلى أنه لا أحد يستطيع أن يضبط الحالة الميدانية في القطاع حال استمر الوضع هكذا.
وعن التهديدات الإسرائيلية قال شهاب إنها ليست جديدة على الفلسطينيين، كون الاحتلال يمارس الإرهاب والعدوان عمليًا ضد الشعب الفلسطيني أينما وجد.
وقال إن المقاومة الفلسطينية ستلتزم بواجباتها بالدفاع عن الشعب والأرض الفلسطينية حال وقوع أي عدوان من قبل إسرائيل على قطاع غزة، مؤكدا أنها على أتم الاستعداد للدفاع عن الشعب والأرض الفلسطينية.
وتابع: “هناك ردود فعل شعبية غاضبة على استمرار الحصار المفروض على القطاع من قبل الاحتلال، إضافة إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة”.
شكل من أشكال الاحتكاك
وتباينت ردود وتوقعات المحللين السياسيين إزاء القصف الإسرائيلي، إذ قلل المحلل السياسي هاني حبيب من الحديث الإسرائيلي عن تصعيد موسع ضد قطاع غزة قائلا: “لن يكون هناك تصعيد موسع يمكن أن يؤدي إلى حرب أو ما يطلق عليه “حرب بين الحروب”، الأمور تتعلق بإعادة ملف التهدئة من جديد والتعاطي معه بعد أن أهمل هذا الملف لفترات طويلة”.
وأوضح حبيب أنه في كل الأحوال لا يجب اعتبار العودة للبالونات الحارقة كأنه شيء مختلف عليه، باعتبار أن جميع أشكال النضال الوطني الفلسطيني مشروعة ويجب استخدامها في كل مرة ترى المقاومة أنها بحاجة لاستخدام هذه الوسيلة أو تلك، ومن الخطأ ربطها كما يرى البعض بأنها مرتبطة بملفات لها علاقة بالعامل الإنساني في قطاع غزة، ولكن باعتبارها جزءًا من عملية المقاومة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف أنه لا يجب المبالغة في مصطلح التصعيد واستخدامه بين وقت وآخر، لأنه ليس هناك من تصعيد، بل هناك عمل دؤوب ودائم واحتكاك بشكل متواتر في كل يوم وأسبوع وشهر بنفس المقياس تقريبا والدرجة من الاحتكاك، بما بات وكأنه شيء اعتدنا عليه في قطاع غزة، وكذلك اعتاد المحتل الإسرائيلي عليه، وبالتالي هو شكل من أشكال الاحتكاك المسيطر عليه من قبل الطرفين.
الواقع البائس في غزة
بدوره قال المحلل السياسي حسام الدجني: “إن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تحاول أن ترسخ قواعد اشتباك جديدة ردًّا على إطلاق البالونات التي هي بمثابة رسالة سلمية شعبية من الشعب والمقاومة الفلسطينية بضرورة رفع الحصار وتذكير إسرائيل بتطبيق التفاهمات”.
ولفت الدجنى إلى أن إسرائيل باتت تنقلب على هذه التفاهمات، ما دفع فصائل المقاومة لأن تكون هناك ردود بإطلاق المزيد من البالونات، واعتقد أن الأمور قد تتدرج لأنه لا أحد يرضى على الواقع البائس في قطاع غزة من ناحية اقتصادية، وما لم يتحرك المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال الإسرائيلي أعتقد أن المنطقة مقبلة على تصعيد لا سيما أن إسرائيل انقلبت على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خلال اتخاذ قرارات وخطوات الضم، لذلك الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد.
وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، قد شنت مساء الخميس الماضي، عدة غارات على موقع يتبع للفصائل الفلسطينية شمال قطاع غزة، وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن العديد من البالونات الحارقة أطلقت من قطاع غزة، ما أدى إلى اشتعال النيران في المحاصيل الزراعية بالمستوطنات المحاذية للقطاع.
