تواصلت الجهود المصرية مع الفصائل الفلسطينية من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة مع حكومة الإحتلال الإسرائيلي تجنبا لأى عدوان ضد قطاع غزة، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية بذلك.
ويرى مراقبون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لموقع قناة ” الغد”، أن الجهود المصرية تنصب في الوقت الحالي على إيجاد صيغ متعددة لتثبيت التهدئة، وكذلك تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة، وذلك من خلال اللقاءات التي عقدتها قيادة المخابرات المصرية مع حركتي حماس و الجهاد الإسلامي مؤخرا في القاهرة.
تفاهمات متقدمة
وحول هذه اللقاءات و أهميتها، قال الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجنى: “مستوى اللقاءات الذى شمل القيادات الكبرى لحماس والجهاد مع مدير المخابرات المصرية يعني أن موضوع التهدئة كان على أجندة اللقاءات ، ولكن ليس بالمفهوم القديم للتهدئة بقدر مفهوم تطوير هذه التفاهمات لمراحل متقدمة ثانية و ثالثة”.
وحول ربط هذه التفاهمات بالوضع الإنساني، قال الدجنى: “هناك ما يدار سياسيا و اقتصاديا لقطاع غزة، مما يعزز موضوع التهدئة طويلة الأمد و هناك تحولات فرضت ذلك، وهى أن كل الأطراف لم تعد تدرك جدوى العمل العسكري، أي بمعنى الحرب على قطاع غزة وتحديدا الإحتلال الإسرائيلي و الأطراف الدولية”.
جهود مصرية
ورأى الكاتب و المحلل السياسي طلال عوكل، أن الحراك المصري المستمر و الدائم يهدف لإبرام تفاهمات ينتج عنها تهدئة أو هدنة، سواء كانت طويلة أو قصيرة، والمناخ العام إسرائيليا وفلسطينيا في قطاع غزة يتجه نحو التوافق على هذه التفاهمات.
وأوضح عوكل أن هذه التفاهمات قد تكون واسعة و مستقرة، وذلك من خلال موافقة واتفاق بين حركتي حماس والجهاد اللتان تمتلكان السلاح الثقيل مع بعضهما البعض، خصوصا ما بدى من سوء أو سلبية في العلاقة بينهما على إثر الجولة الأخيرة من الحرب بعد اغتيال الشهيد أبو العطا، وبالتالي ترميم العلاقة بينهما وبين القاهرة وتجنيد كل ذلك في إطار تفاهمات جديدة سنكون قريبين منها .
من جهته، قال الكاتب و المحلل السياسي حسن عبدو: “الهدنة طويلة الأمد الذى يتم التحدث عنها أو المرحلة الثالثة من التفاهمات هي بالفعل قائمة ، ولكن هناك فصائل ترفض أن تقيد هذه التفاهمات قدرات المقاومة مقابل تحسين الظروف في قطاع غزة”.
وأضاف عبدو أن الجميع يعتبر رفع الحصار عن قطاع غزة هو حق ولا يجب أن يُقدم أي التزامات تجاهه، خاصة أن هناك تخوفات من قيام اليمين الإسرائيلي المتشدد بقيادة بنيامين نتنياهو من إفساد هذه التفاهمات .
هذا و نفت حركة “حماس” ما يتم تداوله حول تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا الموضوع لم يعرض أصلا في لقاءات الحركة مع الوسطاء، كذلك أكدت حركة الجهاد الإسلامي على رفضها خيار تثبيت تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة.
وكانت وفود من حركتي حماس و الجهاد الإسلامي، أجرت قبل أيام سلسلة لقاءات مع المسؤولين المصريين لمتابعة العديد من الملفات المهمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، و بحث خلالها الوفدان العديد من القضايا التي وصفت بالمهمة، خاصة فيما يتعلق بالتفاهمات مع الاحتلال الإسرائيلي .
وفي منتصف الشهر الماضي، أعلن مسؤولون مصريون وفلسطينيون التوصل لاتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي والفصائل ، وذلك بعد ثلاثة أيام من عدوان إسرائيلي استهدف قطاع غزة أسفر عنه استشهاد 34 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء .