قال مراقبون مصريون، إن القاهرة ما زالت حتى هذه اللحظة تسعى لتغليب الحل السياسي، وراغبة حتى في أن تكون هناك مساحة من الوقت لدى الفرقاء الليبيين والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لتغليب الحل السياسي.
وأوضح مراقبون لـ”الغد”، أن الدعوات المصرية في ليبيا للحل السياسي وإحلال السلام، ولكن في الوقت نفسه، حال تطورت الأمور على الصعيد العسكري، فمصر قادرة على تغيير المشهد عسكريًا في ليبيا.
وكان مجلس الدفاع الوطني المصري أكد اليوم الأحد، عقب اجتماعه برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي على العلاقات القوية التي تربط بين مصر وليبيا.
وشدد المجلس على سعي مصر إلى العمل على عدم تجاوز الخطوط المعلنة، وذلك بهدف إحلال السلام بين جميع الفرقاء في ليبيا.
وأكد المجلس التزام مصر بالحل السياسي كسبيل وحيد لإنهاء الأزمة الليبية، مشددا في الوقت نفسه على أن الأمن في ليبيا جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
صحفي: العبث مع الجيش المصري يجر الخيبات
في هذا السياق، حذر أشرف العشري مدير تحرير صحيفة الأهرام، من أن العبث مع الجيش المصري سيجر الخيبات والهزائم لتركيا وميليشياتها.
وأوضح “العشري” في تصريحات لـ”الغد”، أن مصر ما زالت حتى هذه اللحظة تسعى لتغليب الحل السياسي، ومنذ طرح مبادرتها في الخامس من يونيو الماضي، وتسعى لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة الحوار، وفي نفس الوقت، تفتح ثغرة في جدار الأزمة الليبية، عبر مبادرة إعلان القاهرة التي تضمن الكثير من العناصر المتكاملة التي تصب في خانة جمع الفرقاء الليبيين ليكون هناك حل متكامل، طبقا لمخرجات مؤتمر برلين.
ولفت إلى أن هناك جهوزية عالية على المستوى السياسي والعسكري المصري وأن القاهرة راغبة حتى هذه اللحظة في أن تكون هناك مساحة من الوقت لدى الفرقاء الليبيين والمجتمع الدولي والأمم المتحدة والأتحاد الأوروبي، لتغليب الحل السياسي.
وأكد “العشري” أن القاهرة تراقب بدقة تطورات الأوضاع في ليبيا، من خلال جاهزية القوات المسلحة المصرية وأيضا خط الاتصال المفتوح مع الجيش الوطني الليبي ومجلس النواب، لتدارك الأوضاع أولا بأول في الساحة الليبية، وأي تحركات تتعلق بالمرتزقة الذين نقلهم رجب طيب أردوغان على مدار الـ7 أشهر الماضية.
وفي الوقت نفسه، تتابع القاهرة الحراك الدبلوماسي مع عواصم العالم بما فيها روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أملا في أن يكون هناك إنقاذ للفرصة الأخيرة قبل الوصول إلى ساحة المعركة، في ظل مساعيها للسلام والحل السياسي.
مصر تسعى لحل الأزمة
فيما قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي، إنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية ومصر تسعى لحل الأزمة بين الفرقاء الليبيين.
وأوضح أن اجتماع مجلس الدفاع الوطني أكد على رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن مصر تسعى للحل السياسي في ليبيا، لكن في الوقت نفسه، إذا تطورت الأمور على الصعيد العسكري، فمصر قادرة على تغيير المشهد عسكريا في ليبيا، لكن اجتماع مجلس الدفاع الوطني في الأساس، رسالة سلام وتهدئة ومد اليد لكل الفرقاء في ليبيا، ونتمنى أن تقرأ حكومة الوفاق في ليبيا الموقف المصري بشكل متأن وسليم.
وأشار إلى ما يتردد حول استمرار التعزيزات التركية عبر خط جوي مستمر بين تركيا والمنطقة الغربية في ليبيا ودفع تعزيزات تجاه سرت من جانب حكومة الوفاق، الأمر الذي ينبئ أنه ربما يوجد بعض الأعضاء في المجلس الرئاسي الليبي، يعتقدون القدرة على حسم الوقف في ليبيا عسكريا.
وقال “هريدي”، إن مصر تتفق مع الموقف الدولي بألا حل عسكريا للأزمة الليبية ولكن الحل يكمن في جلوس ممثلي الشعب الليبي في إطار قرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين، في ظل موقف أوروبي جديد خرج أمس عبر إعلان فرنسي إيطالي ألماني يعارض التدخل الأجنبي في ليبيا، ويطالب بتكريس حظر تصدير السلاح، لنكون أمام موقف مصري عربي دولي يرفض اللجوء للحلول العسكرية في ليبيا لأنها لن تخرج البلاد من الصراعات.
