استبعد مراقبون ومحللون فلسطينيون، أن تندفع حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007، إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، مرجحين حرصها على الإبقاء على الهدوء السائد في القطاع.
يأتي ذلك بعد تصريحات لمسئولين إسرائيليين هددوا فيها بالتصعيد تجاه قطاع غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي اكتشاف نفق يمتد من داخل القطاع إلى داخل الأراضي المحتلة.
وأثارت هذه التهديدات مخاوف سكان غزة الذين لم يتعافوا من تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي شنت صيف عام 2014، وأدت إلى استشهاد 2300 فلسطيني وإصابة نحو 10 آلاف، وتدمير نحو 100 ألف منزل ومنشأة تجارية، وأضرار فادحة في البنية التحتية للقطاع.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي من غزة أكرم عطا الله، أن حماس ليس لها مصلحة في تصعيد الأوضاع مع إسرائيل اعتقادا منها أن الأمور في قطاع غزة تتجه نحو الحل عبر البوابة التركية.
وقال عطا الله لـ«الغد»، إن «حماس لديها تفاؤل بالمفاوضات التركية الإسرائيلية تجاه غزة، إضافة ما قد تحمله الزيارة الأخيرة للملك السعودي إلى القاهرة من انفراجة تجاه القطاع، ولذلك تفضل الحركة الهدوء ارتباطا بوعودات قادمة».
غير أن عطا الله لم يستبعد توجه حماس إلى تصعيد الأوضاع مع إسرائيل في حال لم تفض كل تلك المساعي لأية انفراجة، مشيرا إلى أن عدم تحقق أي مسعى وارد.
واعتبر عطا الله أن بقاء الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة على حالها، «يضع حماس في زاوية صعبة وتجعل الحرب أحد المخارج بالنسبة لها».
ويتفق الكاتب والمحلل السياسي من رام الله في الضفة الغربية عبد المجيد سويلم، مع سابقه، ويرى بأن حماس غير معنية بتصعيد الأوضاع مع إسرائيل في الوقت الراهن.
وقال سويلم لـ«الغد»، إن «حماس تعلن التزامها بوقف إطلاق النار، ولا تتحرش مع الإسرائيليين، بل تضبط حدود قطاع غزة مع إسرائيل ومصر، ولذلك ليس لديها نية للتصعيد».
ويعتقد سويلم أن التصعيد على جبهة قطاع غزة «إذا حصل سيكون من الجانب الإسرائيلي نفسه، وتصدير أزمته الداخلية باتجاه غزة، الأمر الذي قد يؤدي لانزلاق الأمور وتوجيه ضربات على القطاع».
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين، عن اكتشاف نفق حفر في جنوب قطاع غزة ويمتد مسافة مئات الأمتار إلى داخل الأراضي المحتلة.
وتعتبر إسرائيل أن الغرض من حفر النفق كان هجوميا، وربما للقيام باختطاف جنود من جيشها، مشيرة إلى أن عمليات البحث عن أنفاق في محيط القطاع متواصلة.
وتقول كتائب القسام الجناح المسلح لحركة «حماس»، إن إعلان «إسرائيل» عن اكتشاف نفق، «ليس إلا نقطة في بحر ما أعدته المقاومة من أجل الدفاع عن شعبها، وتحرير مقدساتها وأرضها وأسراها».
وقال رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إن جيشه «سيرد ردا قويا على كل عملية تقوم بها حركة حماس في محاولة لاستهداف الجنود أو المدنيين الإسرائيليين»، معربا عن قناعته بأن حماس تدرك هذا الأمر جيدا.
وأشار إلى أن أجهزته الأمنية والعسكرية تقوم بنشاطات متنوعة في قطاع غزة، إما في تحسين الوسائل الدفاعية أو في إفشال العمليات لحفر الأنفاق، على حد قوله.
