مع تدهور الوضع في ليبيا التي تشهد أزمة مستمرة منذ عشر سنوات، ازدهرت مساحات العمل المشتركة لا سيما في العاصمة طرابلس حيث يعيش أكثر من نصف السكان.
وتشهد طرابلس انقطاعاً متكرراً وطويلاً لخدمات الإنترنت والكهرباء والمياه ما أثر سلبا على سوق العمل والحياة الاقتصادية، ولذلك يلجأ مشغلو مساحات العمل المشتركة إلى ابتكار الحلول مثل مولدات كهرباء كبيرة، ألواح شمسية، محوّلات، وأحياناً يتحولون إلى مزودين للإنترنت.
و توافد الشباب الليبين إلى مساحات العمل المشتركة لما توفره من خدمات ووسائل اتصال أكثر ثباتا، أدى إلى زيادة عدد هذه المراكز في طرابلس التي أصبحت تجذب الشباب الذين يأتون من أجل إطلاق مؤسساتهم الخاصة ولقاء أشخاص يتشاركون معهم الاهتمامات المشتركة.
وتتنوع خدمات المكان أيضاً بما يتوافق مع احتياجات الزبائن، حيث توجد مكاتب خاصة، وقاعات اجتماع ومساحات مشتركة، أو غرف هادئة وإنترنت عالي السرعة وخزائن مؤمنة.
وينظم المشغلون الرئيسيون لهذه المساحات مسابقات أو ورشات عمل متنوعة، تمولها أحياناً شركات أو منظمات مثل الأمم المتحدة.
ومع تفشي فيروس كورونا انتعشت مساحات العمل المشتركة مع تحول سكان طرابلس إلى العمل عن بعد وتوجه الطلاب إليها تاركين المقاهي المزدحمة.
