مطالبات حقوقية بمحاكمة قادة الاحتلال بشأن جرائم حرب في غزة
دعت مراكز حقوقية فلسطينية، الأربعاء، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، للإقرار بشكل موضوعي بعدم رغبة إسرائيل في تقديم تحقيقات حقيقية في مجمل انتهاكات القوات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في عدوانها على غزة، وذلك في ذكرى مرور 6 سنوات على حرب 2014.
وأكد كل من مركز الميزان لحقوق الإنسان ومؤسسة محامون من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني (LPHR)، على تحمل مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مسؤولية إجراء التحقيقات والمحاكمات على النحو المشار له في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وشددت المراكز الحقوقية على دعوة المحكمة الجنائية الدولية لتضمين وقائع انتهاك القوات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في هذا العدوان في نطاق تحقيقها المنتظر، مرحبين في الوقت ذاته بإعلان بنسودا في 20 ديسمبر 2019 أنها مستعدة لفتح تحقيق جنائي في الوضع في فلسطين.
واعتبرت هذه المركز أن تلك خطوة أساسية نحو تحقيق المساءلة القانونية والعدالة للعديد من الضحايا والناجين وأسرهم من الجرائم الدولية الخطيرة المزعومة التي ترتكبها القوات الإسرائيلية وقيادتها العسكرية والسياسية، كما لاحظ كل من الميزان وLPHR قرار المدعي العام الهام بفتح تحقيق، دون اتخاذ قرار حاسم حتى الآن بشأن نزاهة التحقيقات الإسرائيلية في عدوان 2014.
ولفت المراكز الحقوقية إلى أن الذكرى السادسة على الهجوم العسكري واسع النطاق الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي وأطلقت عليه اسم (الجرف الصامد) تمر فيما يتكرس غياب العدالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتتصاعد انتهاكات قواعد القانون الدولي الإنساني التي ترقى لمستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وعبرت هذه المراكز عن تخوفهما من استمرار نظام الحصانة وإفلات مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من المساءلة والعقاب، الأمر الذي استمر على مدى السنوات الماضية، مما يعزز الشكوك حول نزاهة التحقيقات العسكرية الإسرائيلية، إلا أن الميزان يؤكد على مواصلة جهوده لتعزيز المساءلة القانونية وتوفير العدالة للضحايا والناجين وأسرهم.
وكانت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شنت عدوانا على قطاع غزة عام 2014 الذي أطلق عليه “عملية الجرف الصامد”، والذي استمر لـ51 يوماً من القصف العنيف في أماكن مزدحمة بالسكان المدنيين الفلسطينيين.
وتعرض القطاع، الذي يرضخ للحصار الإسرائيلي منذ أعوام، لهجمات قوات الاحتلال العنيفة، والتي تميزت باستهدافها المباشر لمنازل المدنيين، الأمر الذي أودى بحياة عشرات العائلات وتسبب في إصابة مئات المدنيين داخل بيوتهم.
