بين الحياة والموت يرقد الشاب محمد الداية على سريره في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، بعد عودة ورم سرطاني استئصاله الأطباء من دماغه قبل أربعة أشهر، ولكن بعد رفض الاحتلال سفر محمد لتلقي العلاج الإشعاعي في إحدى مستشفيات مدينة القدس، نمى الورم مرة أخرى، فانتكست صحته وأصيب بشلل نصفي وضعف في الوعي والنطق.
وأكدت والدته، لمراسل “الغد”، أن الاحتلال رفض الطلب الذي قدموه للذهاب للعلاج إلى القدس، مشيرة إلى أن حالة نجلها تسوء يوماً بعد الآخر.
وأشار والده أن ابنه يحتاج إلى العلاج الإشعاعي، وهو الأمر غير المتاح داخل القطاع، بينما بصر الاحتلال الإسرائيلي على رفض سفر ابنه.
وليس وحده الرفض الأمني الإسرائيلي للعلاج بالخارج ما يهدد مرضى السرطان في غزة، فعجز إمكانيات مستشفيات القطاع عن توفير بعض الأدوية والبروتوكلات العلاجية بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام السياسي الداخلي، وهي معضلة أخرى لا تقل في تهديدها لحياة المرضى.
وأشار طبيب المخ والأعصاب، حازم كحيل، أن هناك صعوبة في إدخال أجهزة الإشعاع إلى القطاع، حيث يوجد رفض من الجانب الإسرائيلي فيما يتعلق بتلك المسألة، وهو ما يؤدي إلى تدهور حالة المرضى في ظل الانتظار لفترات طويلة.
ولعل ما سيفرض مزيداً من المعاناة لأصحاب الأمراض الخطيرة في القطاع هو قرار السلطة الفلسطينية وقف علاقتها المدنية والأمنية مع الاحتلال، الأمر الذي سيقطع مسار التواصل بين الجانبين في التحويلات والإمدادات الطبية الخاصة بالمرضى والمستشفيات، وتسود حالة من الضبابية فيما يتعلق بالتنسيق مع سلطات الاحتلال فيما يتعلق بمسألة المرضى.
مصير مجهول وحياة على المحك، فرضت فيها السياسة والأمن والاحتلال على مرضة غزة أن يدفعوا الفاتورة مضاعفة.
