مركز حقوقي: انتشار كورونا خارج مراكز الحجر الصحي كارثة تهدد غزة
حذر مركز حقوقي فلسطيني، الأربعاء، من كارثة حقيقية تتهدد قطاع غزة، في ظل انتشار فيروس كورونا خارج مراكز الحجر الصحي، داعيا المجتمع الدولي إلى دعم قدرات السلطات المحلية للحيلولة دون خروج الوباء عن السيطرة.
وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان في بيان صدر عنه: “إن الآثار الكارثية والعميقة للحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ، تسبب في إضعاف قدرات قطاع الصحة وغيره من القطاعات”.
وأوضح، أن الحصار المشدد قطاع غزة يحرم من فرص السيطرة على الوباء، الأمر الذي يتطلب رفع الحصار فوراً، وتقديم دعم فعّال يعزز من قدرات السلطات المحلية على احتواء الوباء والتعامل مع المرضى.
وبين الميزان، أن قوات الاحتلال تواصل عقوباتها الجماعية بحق السكان المدنيين المحميين في قطاع غزة، وتشدد حصارها المتواصل منذ ثلاثة عشر عاما، فتمنع دخول الوقود الصناعي بشكل كامل، بالرغم من التطورات الخطيرة ولاسيما اكتشاف ست حالات مصابة بفايروس كورونا، خارج الأماكن المخصصة للحجر الصحي.
هذا وتشير الوقائع وفق ما ذكره المركز الحقوقي، إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكترث لتدهور الأوضاع الإنسانية والتهديدات الخطيرة بانهيار النظام الصحي ونظام إدارة المياه والصرف الصحي، وتواصل حظر دخول الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع، بحيث تسبب توقفها في زيادة العجز في الطاقة الكهربائية ليصل إلى ما نسبته (80%).
وتأتي جائحة كورونا في وقت يشهد فيه الاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزة انهياراً متسارعاً وغير مسبوق، وتفشي ظاهرة البطالة لتطال أكثر من نصف القوى العاملة، وارتفاع نسبة الفقراء في المجتمع بما يتجاوز نصف السكان.
وأوضح المركز، أن هناك تتفاقم بمشكلة انعدام الأمن الغذائي لتطال حوالي 70٪ من السكان، بحيث تواجه الأسر صعوبات في توفير كمية ونوعية الطعام بسبب محدودية الموارد المالية، وتدفع مشكلة انقطاع التيار الكهربائي مع جملة من العوائل إلى مزيد من تدهور الأوضاع الإنسانية والانهيار الاقتصادي.
جدير بالذكر أن سكان قطاع غزة يعانون من تدهور غير مسبوق في الخدمات الأساسية بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل من تفشي كورونا خطر قائم ويهدد بكارثة حقيقية، في ظل تدهور واقع الخدمات الصحية وانقطاع التيار الكهربائي لحوالي (20 ساعة) يومياً.
وتشكل القيود الإسرائيلية عاملاً حاسماً في تقويض جهود محاصرة الوباء والوقاية منه، بما في ذلك حفظ العينات واستمرار عمل المختبرات الطبية الحكومية والأهلية والخاصة، وتحبط قدرة المستشفيات المتواضعة أصلاً على الوفاء بواجباتها تجاه المرضى.
كما و استنكر مركز الميزان استمرار الهجمات الحربية، في ظل الخطر الحقيقي الناجم عن تدهور البنية التحتية لقطاع الصحة واحتمال خروج الوباء عن السيطرة، وهو ما حذّر منه المركز مرات عدة، ويطالب المجتمع الدولي بتحرك فوري وفاعل.